دينا الحسيني تكتب : "إلتزاماً بالروابط التاريخية"..السيسي يضع إمكانيات مصر أمام العراق للخروج من فخ "التقسيم"

السبت، 28 أغسطس 2021 07:51 م
دينا الحسيني تكتب : "إلتزاماً بالروابط التاريخية"..السيسي يضع إمكانيات مصر أمام العراق للخروج من فخ "التقسيم"
كلمة الرئيس بمؤتمر بغداد

يٌدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي البٌعد التاريخي لثقل العاصمتين العربيتين الوحدويتين على مدار التاريخ العربي" القاهرة وبغداد"، اللتين شهدتا عاصمة الدولة العربية، ويدرك الرئيس أيضاً أن قوة بغداد إضافة إلى قوة القاهرة وقوة القاهرة إضافة إلى كل العرب، ولعل ذلك كان أحد الأسباب التي جعلت الرئيس يحرص على زيارة العاصمة العراقية بغداد في إطار جولاتة الخارجية، وتحديداً في 27 يونيو الماضي، لتصبح الزيارة أول زيارة لرئيس مصري للعراق منذ 30 عاماً، والتي جاءت انعكاساً لقوة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر والعراق حكومةً وشعباً.

كما أكد الرئيس السيسي اليوم من خلال كلمتة بمؤتمر"بغداد للتعاون والشراكة" على الحرص المصري لدعم شعب العراق من أجل ىبناء دولتة والتصدي لمحاولات إختطافها من الجماعات الإرهابية في مقدمتها "داعش" التي لعبت على هدم مؤسسات الدولة العراقية ونشر الفوضى ومحاولة إضعاف تلك الدولة العريقة لتسقط صيداً ثمياناً في فخ "التقسيم" ومن ثم الحرب الأهلية ،فضلاً عن تأكيداتة بعدم السماح للتدخلات الخارجية بالعراق، وترك حرية تقرير المصير للشعب العراقي وحده.

وبعث الرئيس بعدة رسائل إلى الشعب العراقي من خلال كلمتة، لعل أبرزها وضع إمكانيات مصر أمام العراق لإستعادة دوره الريادي بالمنطقة قائلا:" إن مصر تقف مع العراق لاستعادة مكانته التاريخية وترسيخ موقعه فى العالم العربى"، فالاستراتيجية التي صاغها الرئيس منذ تولية مقاليد الحكم في البلاد تعكس أولويته للعرب لدرجة "التضامن" وأولويتة للدول العربية لدرجة " الإخاء"، وأولويتة لشعوب العالم الثالث قاطبة إلى درجة" وحدة المصالح المشتركة".

من يتتبع خطوات السياسة المصرية يجد أنها لا تقوم أبداً على إضعاف الأخر، فما بالك وإن كان هذا الأخر "عربي" تربطة اللغة والدين والثقافة والقيم والتاريخ والمواقف العصيبة، فالعراق التي وقفت جوار مصر في حربها الأعظم 1973، ومصر التي أيدت العراق في حربها الأطول من 1980 حتي 1988 ضد إيران، ناهيك عن العلاقات الشعبية العميقة بين مواطني الدولتين.

الموقف المصري تجاه دولة العراق ثابتاً على الدوام ولم يتغير، فهو موقف داعم لمساعدة بغداد الخروج من فخ التقسيم بأقل خسائر، والوقوف مره أخرى لبناء الدولة العراقية وتثبيت أركانها ومن ثم المضي قدماً نحو البناء والتنمية،ومن هنا كانت  وصية الرئيس السيسي للشعب العراقي اليوم حين قال: " حديثى إليكم اليوم وندائى حافظوا على بلدكم، ابنوا وعمروا وتعاونوا، وشاركوا،ابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم،عمروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم، وتعانوا من أجل المستقبل، شاركوا في الانتخابات، الانتخابات مسئولية عظيمة في بناء مستقبل الدول".

وصية الرئيس السيسي لشعب العراق حملت بين طياتها تخوفات نجاح المخططات الشيطانية التي لعبت على تقسيم المنطقة العربية والتي كان بداية محاولاتها بإتفاقية سايبيس بيكو 1916 لإقتسام منطقة الهلال الخصيب، ومن بعدها هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى التي أعقبها تقسيم كل الدول التي كانت تحتلها بين دول الحلفاء، وبعد ما يقرب من 9 عقود ظهر مصطلح جديد في منتصف الألفينيات ألا وهو " الشرق الأوسط الجديد" برعاية كوندليزا رايز وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق والتي سعت من خلال هذا المشروع لتقسيم الدول العربية ، إلا أن مصر استطاعت رصد هذا المخطط مبكراً والتنبه له والتعامل معه وهو ماعاد على الدولة المصرية  بالاستقرارا لتتفادى الوقوع في فخ التقسيم، وهذا ما يخشاه الرئيس السيسي على العراق وشعبه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة