تستمر يد المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» في رسم البسمة والتفاؤل على وجوه المصريين، خاصة القاطين بالقرى والمناطق النائية والأكثر احتياجا للخدمات، بعد سنوات عانوا خلالها من الإهمال وتردي المستوى العام، وعدم وجود خدمات لائقة بالإنسانية.
كما تستهدف «حياة كريمة» تطوير وتنمية خريطة المناطق التي تعمل على تغير ملامحها بما يحقق آمال وأحلام المواطنين في مستوى حياة أفضل، وإرساء قواعد العيش الكريم اللائق بالإنسان المصري، وتنفيذ مخططات التنمية الرامية إلى النهوض بالمجتمع المصري بمختلف مناحي الحياة، وتحقيق إعادة مصر إلى مكانتها اللائقة.
وتسعى «حياة كريمة» لتحسين جودة حياة أكثر من 58 مليون مستفيد وتشمل المرحلة الأولى القرى ذات نسب الفقر 70% فيما أكثر، وجرى تنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة فى 51 مركزا على مستوى 20 محافظة، وبلغ إجمالى المستفيدين 18.4 مليون مواطن فى 1376 قرية، وقد استفاد من المبادرة أكثر من 9 آلاف عزبة وتابع للقرى، أما المرحلة الثانية فإنها تضم قرى ذات نسب فقر من 50% إلى 70%، والمرحلة الثالثة للقرى ذات نسب فقر أقل من 50% .
وتهدف المبادرة، لتحقيق التنمية الشاملة فى مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية من خلال تطوير البنية الأساسية والمرافق، كما تستهدف تحقيق التمكين الاقتصادى وتدريب وتأهيل وتشغيل القادرين على العمل، وإنشاء مراكز خدمية مجمعة لتوفير كل الخدمات اللازمة للمواطنين، وتعمل الحكومة من خلال قطاعاتها المختصة، على جعل قرى الريف شريكا أساسيا فى التنمية ودعم الصناعة الوطنية والاستثمار فى البشر .
وبحسب تصريحات للمهندس محمد عبدالكريم، رئيس مركز تحديث الصناعة، فإن مبادرة «حياة كريمة» تعيد الحياة للمجتمع، وبالنسبة للقطاع الصناعى، فإن المبادرة تتكلف 700 مليار جنيه منها حوالى 60% منتجات، أى أن هناك من 350 إلى 400 مليار جنيه سيتم إنفاقها على المنتجات الصناعية، خلال السنوات الثلاث المقبلة وبالتالى إنفاق هذه المبالغ داخل القطاع الصناعى يساعد على زيادة الناتج المحلى وانتعاش القطاع الصناعى، خاصة وأن هناك توجيهات واضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يكون الاعتماد فى مشروعات «حياة كريمة» على منتجات وطنية وصناعة محلية وعدم اللجوء إلى المنتجات المستوردة.
وتستهدف المبادرة، تطوير المناطق الصناعية خاصة فى الصعيد، بما يسهم فى توفير فرص عمل كما يجرى تخصيص 317 موقعا لإنشاء مجمعات صناعية كما يجرى دراسات تشمل عدد سكان كل قرية ونسب الفئات العمرية الموجودة بها وتتضمن الفرص الاستثمارية المتوفرة بكل محافظة .
كما وضعت المبادرة خطة لدعم موارد كل محافظة وتعظيم امكانيات كل قرية إلى جانب تدريب الشباب والفتيات على العديد من الحرف والصناعات، وتوفير دورات تدريبية تمكن من إقامة مشروعات صغيرة والتعريف بالفرص التسويقية إلى جانب تشجيع الشباب على ريادة الاعمال وإقامة مشروعات صغيرة، وكذلك التدريب على حرف وصناعات مطلوبة بكل محافظة إلى جانب تفعيل مبادرة «مهنتك مستقبلك»، للتدريب المهنى بالقرى والنجوع بالمحافظات وتقديم تمويل ميسر للمشروعات متناهية الصغر والمشروعات الصغيرة، كما تسعى المبادرة إلى دعم التكتلات الانتاجية الواعدة بالمحافظات وعودة الحرف التراثية وتعزيز توفير فرص عمل من خلال المشروعات الإنشائية إلى جانب دعم 19 قرية مستحدثة بالظهير اقتصادى للقرى القديمة، وتطوير الأسواق القائمة وكذلك تنفيذ مليون مشروع متناهى الصغر تقودها المرأة خلال الـ3 سنوات القادمة.
ووجهت الحكومة، الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بالمتابعة الدورية للمشروعات الجارى تنفيذها بمراكز وقرى ونجوع المحافظات وذلك فى إطار المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى ومبادرة حياة كريمة والارتقاء بمستوى التنمية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين فى القطاعات الخدمية المختلفة مع تحقيق التنمية المستدامة وفقا لرؤية مصر 2030 مع رفع قدرات البنية الأساسية وتحسين المستوى المعيشى على أرض الواقع.
وفي سياق متصل قام فرع جهاز تنمية المشروعات بأسيوط بتنظيم دورة تدريبية لتأهيل الشباب على إقامة المشروعات الصغيرة وإدارتها بمركز أبو تيج وهو أحد المراكز المستهدفة من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وتم تنظيم الدورة التدريبية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.
وقال رميح عبد الحسيب، مدير فرع الجهاز بأسيوط، إن «حياة كريمة» تستهدف 7 مراكز بالمحافظة وهي: «ديروط، منفلوط، ابنوب، الفتح، ساحل سليم، أبو تيج، وصدفا»، موضحا أنه قد تم ضخ اجمالى تمويلات بلغت حوالى 101 مليون جنيه فى مجال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حققت ما يزيد عن 5700 فرصة عمل بالمراكز السبعة؛ منها ما يقرب من 53 مليون جنيه للقرى المستهدفة من المبادرة.. وذلك منذ بداية العام الحالى وحتى نهاية شهر يوليو.
وبالنسبة للخدمات غير المالية، أشار مدير فرع الجهاز بأسيوط إلى أن الفرع قام بتنظيم 14 دورة تدريبية لتنمية مهارات ريادة الأعمال والتدريب على بعض الصناعات الحرفية بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة ومديرية القوى العاملة وحزب مستقبل وطن ومنظمة العمل الدولية استهدفت تلك الدورات 314 متدربا ( شاب وفتاة )، هذا بالإضافة إلى حوالى 50 ندوة للتوعية بالمزايا والحوافز التى يقدمها قانون تنمية المشروعات الجديد وبالدور الذى يقوم به جهاز تنمية المشروعات فى دعم أصحاب المشروعات .
وأضاف، أن فرع الجهاز قام بتنظيم سلسلة من الزيارات الميدانية للمراكز والقرى المستهدفة لتحديد الاحتياجات الفعلية لكل قرية بلغت 165 زيارة بهدف تحديد المشروعات المناسبة لطبيعة كل قرية، مشيرا إلى أن فرع الجهاز بأسيوط قد قام باستخراج رخص مؤقتة ودائمة وتوفيق أوضاع لعدد 165 مشروعا، واستخراج 155 شهادة تصنيف ومزايا للمشروعات للاستفادة من التيسيرات التى يقدمها قانون تنمية المشروعات رقم 152 لعام 2020 بالإضافة إلى استخراج حوالى 50 بطاقة ضريبية وتأمينات اجتماعية.
