صور مبهجة.. حكاية "حسين وأسماء" عروسان من ذوي الهمم احتفل بزفافهما أهالي العريش

- ارتبطا بطريقة تقليدية وتبرع الأهالي وجمعيات أهلية بالعريش بكافة تكاليف زفافهما

-"حياة كريمة" تخصص لهما شقة سكنيه وأهل العريش دفعوا مقدمها عبر مزاد السعادة المباشر على" فيس بوك"

- موكب زفاف العروسان انطلق من وسط المدينة  بمشاركة كافة فئات المجتمع واخترق شوارع العريش محاطا بالزغاريد

 

ابتسم الحظ أخيرا للشاب "حسين" إبن عائلة الأزعر بالعريش ،  بعد ان عانى طويلا خلال رحلة علاجه من تقوس الساقين الذي أصابه بقصر القامة، وتوج ليل أمس عريسا في موكب جماهيري حاشد انطلق من وسط العاصمة العريش ومر بشوارعها وصولا إلى القاعة التي شهدت وقائع الاحتفال بصحبة عروسه.

 

لم يتخيل" حسين" الحاصل على مؤهل متوسط وموظف كعامل خدمات بالتربية والتعليم  أن يكون حفل زفافه أسطوريا بهذه الصورة من خلال حشود الناس سواء من أقاربه أو ممن لا يعرفونه إلا أنهم تعاطفوا معه وخرجوا للمشاركة في موكبه بسياراتهم ومنهم من استأجروا سيارات تاكسي لينضموا إلى موكب الزفاف الذي شارك به كافة فئات المجتمع بمدينة العريش .

 

وفي القاعة التف الجميع حول "حسين" وعروسه الفتاه التي خطفت قلبه وشاء القدر أن يتوافقا ويكونا زوجان دون سابق معرفة ، ليحمله الشباب على أكتافهم ويلقون به لعده مرات في الهواء احتفاءا به ورغبه منهم في اسعاده بيوم زفاف وليلة العمر التي انتظرها طويلا .

 

28 عاما فصلت بين الشاب" حسين الأزعر" وبين ليلة زفافه ، لضيق ذات اليد وعدم استطاعته توفير نفقات الزواج ، إلا أن عدد من أهالي العريش ومن خلال جمعيات خيرية تكفلوا بتدبير احتياجاته وتكفلت إحدى الجمعيات بكافة نفقات مراسم الزفاف ،ليعود برفقة عروسه بعد حفل امتد لعدة ساعات من الفرحه إلى عش الزوجيه الذي اقتطعه من منزل أسرته لحين تدبير شقه مستقله به وزوجته.

 

ولم تخف زوجته الفتاة الجامعية " اسماء البيك "، وهي ايضا من قصار القامة فرحتها بالزفاف الأسطوري الذي توج فرحتها الكبرى وانهى حياة العزوبية مع زوجها حسين الذي ارتاح له قلبها بعد أن رفضت الكثير ممن طرقوا بابه حتى جاء حسين :" ارتباطنا كان تقليدي من خلال عائلته وعائلتي وأنا ارتحت له ووافقت عليه وأتمنى من الله أن يكرمنا و يوفقنا معا".

 

في القاعة التي احتشدت بالمواطنين الذين جاءوا من كافة أنحاء مدينة العريش ، انطلقت اصوات الموسيقى التي اختلطت بالزغاريد المتلاحقة من النساء والفتيات لمشاركة العروس فرحتها ، وعلى وقع التصفيق والغناء تمايلت العروس بخجل مع عدد من رفيقاتها ابتهاجا بفرحتها في ليلة العمر التي تنتظرها كل فتاه بشوق وتوق شديدين.

 

وعلى مقربة من العريس والعروس جلس عدد من كبار السن ممن حرصوا على المشاركة في فرحة العروسين حسين واسماء و أخذوا يصفقون بأيديهم وقد بدت على وجوههم الفرحة ، فيما التف حولهم عدد من رفقائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة لمشاركتهما فرحتهما الكبرى ، في ليلة شهدت الكثير  من لحظات ومواقف الفرح والبهجة.

 

قبل أيام من زفاف" حسين واسماء" تطوع الدكتور عبد الكريم الشاعر الأستاذ بجامعة العريش والمهندس شرف خلف مدير إحدى الجمعيات الاهلية لدعم العروسان وتسهيل إتمام زفافهما بلقاء جمعهما مع المهندس محمد رضوان العيادي وكيل وزارة الإسكان بشمال سيناء لتوفير شقة من المساكن المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن نسبة ال5% لتكون سكنا مستقلا للعروسين.

 

وقال المهندس شرف خلف ، قمنا بدعم "حسين واسماء" ليس فقط لكونهما من ذوي الهمم ولكن لأنهما من أبنائنا و دعمهم واجب علينا كمجتمع مدني وساهموا في إتاحة شقه سكنية لهما تم تدبير مقدمها من خلال مزاد خيري اقمناه  عبر صفحتي الشخصية  على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك "واداره متطوعا المواطن فيصل ابو هاشم ، بعد موافقة وكيل وزارة الإسكان على تخصيص الشقه لهما بعد دفع مقدمها.

 

وأشار خلف إلى أن أهالي العريش وبينهم عدد من رجال الأعمال والشخصيات العامة ساهموا في التبرع  بمقدم شقة العروسين التي سيتم تقديمها لهما كهدية زفافهما خلال أيام قليلة بعد تدبير اثاثها ، لتكون عشا الزوجية للعروسين "حسين واسماء " بعد مشاركة شعبية كبيرة في فرحهما الذي حضره المئات من المواطنين والشخصيات التنفيذية والعامة وذوي الاحتياجات الخاصة بالعريش.

 

وبدوره أكد الدكتور عبد الكريم الشاعر أن عرس "حسين واسماء" كان عرسا شعبيا بمشاركة أهالي العريش جميعا ، وكان مثالا للمشاركة المجتمعية والترابط المجتمعي الذي تشتهر به مدينة العريش ، لافتا إلى أن التبرع الشعبي لتوفير شقة للعروسين كان بمثابة نهر متدفق من الخير.