موت وخراب ديار: أدوية تخسيس تغزو السوق المصري الإلكتروني.. ومتخصصون: تصيب الكبد في مقتل

الأربعاء، 01 سبتمبر 2021 10:11 ص
موت وخراب ديار: أدوية تخسيس تغزو السوق المصري الإلكتروني.. ومتخصصون: تصيب الكبد في مقتل
أمل غريب

تسيطر موضة النحافة على عقول الكثير من الأشخاص، خاصة الفتيات والسيدات، بشكل أكبر من الرجال، وأصبح الأمر بالنسبة لهم حلما كبيرا يراودهم في كل دقيقة، تماشيا مع  هوس الرشاقة، والبحث عن القوام الممشوق، فلجأوا إلى أدوية التخسيس مجهولة المصدر، بحجة أنها قوية في مفعولها وستساعدهم بشكل أكبر في خسارة الوزن، دون التأكد من مصادرها أو مكوناتها الطبية أو ما إذا كانت حاصلة على تصريح من منظمة الصحة والغذاء الأمريكية، أو حتى تصريح تداولها من وزارة الصحة المصرية.
 
يتم بيع أدوية التخسيس، من خلال عدة صفحات متعددة ومنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يتم استخدام الجروبات الخاصة بالرشاقة، على فيس بوك وانستجرام، والاتفاق مع مسؤليها لعرض إعلانات عن هذه العقاقير، والترويج إلى أنها تساعد على خسارة الوزن الزائد والتخسيس، خلال فترة زمنية قصيرة، ودون اللجوء إلى حميات غذائية أو رياضة أو عمليات جراحية، فكانت حافزا كبيرا للأشخاص الحالمين بالرشاقة، للإقبال على شرائها، دون استشارة طبيب أو صيدلي، ظنا منهم أن ما يشترونه هو في الأصل منتج طبي وليست أعشاب أو خلطات ووصفات عشبية يروج لها أشخاص عاديين، ما كان سببا في فتح أبواب الثراء الفاحش، بائعي الوهم لمرضى السمنة وغيرهم من الحالمين بالقوام الممشوق، لكن ماذا يختبئ وراء حبة الدواء التي تعد بالقضاء على الوزن الزائد؟
 
حاولت "صوت الأمة"، فتح ملف بيع أدوية التخسيس، الذي انتشر بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصة فيس بوك و تيك توك ويوتيوب، إلا أننا اكتشفنا أن ممارسة نشاط بيع أدوية التخسيس، تديره مافيا تهريب الأدوية المستوردة، وأنه أصبح لأدوية التخسيس سوقا رائجا، يديره أشخاص يدعي البعض منهم بأنهم أطباء صيدلانيين، ويمتلكون صيدليات ولها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الحصول على إحدى هذه الأنواع من أدوية التخسيس المستوردة مجهولة المصدر، فكان هذا الحوار الذي دار بينها وبين أحد أصحاب صفحات بيع أدوية التخسيس.
 
تواصلت "صوت الأمة"، مع واحدة من صفحات الفيس بوك، التي تدعي بأنها صفحة خاصة تابعة لإحدة الصيدليات الخاصة، والتي تبيع أدوية التخسيس المستوردة، من أجل التعرف على المكونات الطبية والصيدلانية للعقار الذي يروجون له بالبيع، وأضراره الجانبية، ومدى فاعليته.   
 
«كنت هموت في غمضة عين»،  هكذا عبرت أميرة. س، عن مأساتها مع أدوية التخسيس بعد تكرار الحمل والولادة، تقول إنها اكتسبت زيادة وزن وحاولت أكثر من مرة عمل حميات غذائية، لكن دون جدوى، ومن يأسي اتجهت لشراء دواء تخسيس من على إحدى صفحات الفيس بوك، وتواصلت معهم لمعرفة الآثار الجانبية، وقال لي مسؤل الصفحة الذي ادعى أنه صيدلي، إن التأثير الجانبي الوحيد لها، هو حدوث جفاف في الفم وبعض الاضطراب في النوم، لكن بعد يومين فقط، من تناولي للعلاج، شعرت بأعراض تشبه الحمى، وثقل في رأسي وتنميل في الأطراف، وسرعة خفقان بالقلب، واهتزاز في التوازن، وازدواجية في الرؤية. 
 
وتابعت: اصطحبتني والدتي لمستشفى قريبة، وعندما فحصني الطبيب، أكد أنني إذا لا قدر الله تأخرت قليلا، كنت أصبت بنوبة قلبية حادة، بسبب استخدام دواء التخسيس هذا.

وهم أدوية التخسيس دمار للصحة
 
وتوجهت محررة "صوت الأمة"، إلى أخصائي تغذية علاجية وسمنة، لعرض دواء التخسيس عليه واستشارته، والذي أكد أنه من المستحيل تعليق حلم الرشاقة على  كبسولة سحرية للتخسيس، لأنه كلام غير منطقي إطلاقا، لأن عملية إنقاص الوزن هي عبارة عن منظومة متكاملة، تتم تحت إشراف طبيب متخصص، تتضمن اتباع نظاما غذائيا محددا، إلى جانب يشرب كمية وفيرة من الماء، وممارسة أنواع خاصة من الرياضة والمشي، كلا بحسب السن وحجم الجسم وحالة القلب الصحية، ثم بعض جلسات تفتيت الدهون، بالإضافة إلى أنه يمكن الاستعانة ببعض الأعشاب والمشروبات الطبيعية للمساعدة على سد الشهية وزيادة حرق الدهون.
 
وأوضح أن أدوية التخسيس الغير معروفة، تؤثر سلباً على عمل الكبد والكلى، بسبب أن مثل هذه العقاقير تحفز الكلى على بذل جهد أكبر لتنقية الجسم وتخليصه من السموم، ما يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي على مدى قريب، وهو ما يحتم على الأشخاص الراغبين في تحقيق حلم النحافة، الحذر من أدوية التخسيس الكيميائية، من دون التأكد من مصدرها، كونها تحتوي علي سموم قاتله، خاصة أنه يتم شرائها من أماكن مجهولة وغير مصرح لها ببيع وتداول الأدوية من وزارة الصحة.

التلاعب بكيمياء المخ
 
كما توجهت محررة "صوت الأمة"، إلى إحدى الصيدليات الكبرى، للسؤال عما إذا كانت تبيع هذه الأنواع من أدوية التخسيس، وأكد الصيدلي أن كل عقاقير وأدوية التخسيس المهربة، غير مسعرة أو مسجلة بوزارة الصحة، لذا نعتبرها أدوية غير صالحة للاستخدام الآدمي بنسبة 100%، وتؤدي للوفاة على المدى القريب والبعيد، علاوة على أن استخدامها يؤدي إلى الانتحار والاكتئاب مع الوقت، موضحا أن الآثار الجانبية لأدوية التخسيس المهربة، تعمد على نوع الدواء والجرعة التي تتناولها، فعلى سبيل المثال فإن الأدوية التي تحتوي على المنبهات، تؤدي للأرق وارتفاع ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب، وجلطات المخ.
 
كما أوضح، أن هناك أنواع مختلفة من كبسولات التخسيس المهربة، يعتمد النوع الأول منها في تركيبة على التلاعب بكيمياء المخ، إذ تعمل هذه الأدوية على إحداث خلل في مادة السيروتونين، وهي إحدى الناقلات العصبية للمخ، وتلعب هذه المادة دورا هاما في تنظيم مزاج الإنسان، وعندها يدخل المريض في حالة الاكتئاب الشديد، كما أنها قد تؤثر على صمامات القلب، فتتسبب في حدوث سكتات دماغية.
 
كما أوضح، أن النوع الثاني، يتركز عمله على القناة الهضمية، عن طريق منع امتصاص الدهون أوتأخير امتصاص النشويات والدهون، فتساهم في عدم امتصاص فيتامينات أ، د، هـ، من الطعام الذي يتناوله الشخص، على الرغم من حاجة الجسم الشديدة لكل هذه الفيتامينات الهامة، مشيرا إلى أن أدوية التخسيس المهربة، تتفاعل من عقاقير ضغط الدم، والأنسولين، ومضادات الاكتئاب، والمضادات الحيوية، بشكل سلبي، قد يؤدي إلى السكتات الدماغية أو نزيف المخ أو الجلطات المخية والقلبية والفشل الكلوي والكبدي والتي تؤدي جميعها إلى الوفاة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق