هل ينجح كارلوس كيروش في مهمة تصحيح مسار الفراعنة؟

السبت، 11 سبتمبر 2021 09:30 م
هل ينجح كارلوس كيروش في مهمة تصحيح مسار الفراعنة؟

المدير الفني البرتغالى يعتمد على تقديم كرة قدم تكتيكية وتقارب بين خطي الوسط والدفاع بتضيق المساحات دائما أمام المنافسين

 

يبدأ البرتغالى المخضرم كارلوس كيروش، هذا الأسبوع مهمة القيادة الفنية للمنتخب الوطنى الأول خلفا لحسام البدرى الذى تمت أقالته، بعدما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة أحمد مجاهد، تعيين كيروش مديرا فنيا، وضياء السيد مدربًا عامًا، ومحمد شوقي مدربا، وعصام الحضري مدربا لحراس المرمى، على ان ينضم للجهاز مساعدا أجنبيًا ومحللًا للآداء وأخصائيًا للتأهيل والجهاز الطبي الذى سيتم تحديده بعد جلسة اتحاد الكرة مع البرتغالى كيروش.

وكيروش صاحب الـ68 عاماً، من مواليد مدينة نامبولا البرتغالي فى 1 مارس 1953، يمتلك سيرة ذاتية مليئة، حيث سبق أن أشرف على تدريب منتخب البرتغال تحت 20 سنة، ومنتخب البرتغال الأول، ثم أندية سبورتينج لشبونة البرتغالى، ونيويورك ريد بولز الأمريكي، ومنتخبات الإمارات العربية المتحدة، وجنوب أفريقيا، وإيران وكولومبيا، وسبق أن عمل مدرباً مساعداً لفريق مانشستر يونايتد على فترتين، ومدرباً لريال مدريد.

 

وولد كيروش في موزمبيق، وتولى منصب مدرب منتخب البرتغال للشباب عام 1989، وخلال هذه الفترة نجح في قيادة جيل يضم لويس فيجو وروي كوستا وغيرهم من نجوم البرتغال في التسعينات ومطلع الألفية للفوز بمونديال الشباب مرتين متتاليتين، ثم تحول بعدها لقيادة المنتخب البرتغالى الأول، لكنه لم ينجح في الصعود لا ليورو 1992 أو مونديال 1994 ليرحل إلى سبورتنج لشبونة ولم يحقق نجاحا يذكر أيضا، وبعد تجارب مشابهة في اليابان وأمريكا عاد كيروش للمنتخبات من جديد ليدرب الإمارات ثم جنوب إفريقيا وقادهم للصعود إلى مونديال 2002، لكن الخلافات مع الاتحاد هناك جعلته يستقيل قبل كأس العالم.

بعد أن رحل ستيف مكلارين عن أولد ترافورد بات السير فيرجسون بدون مساعد ليقع اختياره على كيروش الذي وافق على العودة كرجل ثان لمدة موسم 2002-2003 والذي توج فيه يونايتد بالدوري ليرحل بعدها إلى ريال مدريد في تجربة دامت موسما واحد، وبعدها عاد كيروش من جديد لينضم إلى أحضان فيرجسون من جديد واستمر معه 4 أعوام ناجحة أعاد فيها مع فيرجسون بناء فريق قوي لمانشستر يونايتد بعد أن فقد الدوري 3 مواسم متتالية، ليعود ويتوج به لموسمين على التوالي بالإضافة لدوري أبطال أوروبا في 2008 ليقرر كيروش بعدها العودة لدور الرجل الأول.

عاد من جديد كيروش عام 2008 لتدريب المنتخبات ليتولى مسؤولية البرتغال عقب الفشل في يورو 2008 وصعد بهم للمونديال بعد الفوز على البوسنة في الملحق، وصعد في المونديال إلى دور الـ ويخسر أمام إسبانيا بهدف ديفيد بيا، ويترك كيورش البرتغال متجهاً إلى المنتخب الإيراني، والذى نجح في قيادتهم للتأهل إلى مونديال 2014 قبل أن يودع الدور الأول، واستمر في إيران، وتأهل مع المنتخب إلى كأس العالم 2018، رغم بداية تلك الرحلة بمتاعب بعد تقديم استقالته في 2015 بعد خلافات مع الاتحاد هناك، لكن كيروش استمر وتأهل لكأس العالم دون هزيمة، بل فاز على المغرب في الجولة الأولى من كأس العالم، قبل أن يخسر من إسبانيا 1-0، ويقدم مباراة عظيمة أمام منتخب بلاده ويتعادل 1-1 في اللحظات الأخيرة، ولكن تعادل إسبانيا مع المغرب منعه من التأهل للدور الثاني.

استمر كيروش مع إيران بعد الأداء الجيد، وكان من المتوقع أن يحصد لإيران أول بطولة قارية منذ 1976 في كأس آسيا 2019 وكانت مسيرته مميزة إلى نصف النهائي حيث خسر من اليابان 3-0، وودع البطولة، وودع منتخب إيران بنهاية البطولة.

وفي فبراير 2019، تولى كيروش تدريب منتخب كولومبيا، كأول مدرب أوروبي/إفريقي يقود منتخبا أمريكيا جنوبيا، لكنه لم يستمر مع كولومبيا طويلاً.

 

ومن المقرر أن يخوض المنتخب المصرى الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 المقرر أقامتها في قطر، أمام منتخب ليبيا العنيد، يومى 9 و12 أكتوبر المقبل، بالقاهرة وليبيا على الترتيب، والتى قد تحدد بشكل كبير ملامح التأهل فى المجموعة، حيث نجح المنتخب الليبى فى تصدر المجموعة السادسة التى تضم إلى جانب مصر، الجابون وأنجولا، بست نقاط من مباراتين بعد الفوز على الجابون وأنجولا، فيما يحتل المنتخب الوطنى وصافة مجموعته السادسة برصيد 4 نقاط جمعهما من مباراتين أمام أنجولا والجابون، حيث فاز فى الأولى وتعادل فى الثانية، بينما يأتى منتخب أنجولا المتذيل فى المركز الأخير بدون رصيد من النقاط، فيما يحتل منتخب الجابون المركز الثالث برصيد نقطة واحدة فقط.

والسؤال المطروح الأن في الساحة الرياضية المصرية، هل يستطيع البرتغالى كيروش ان يصحح مسار المنتخب المصرى، خاصة بعدما ظهر المنتخب في مباراتى أنجولا والجابون بأداء باهتن لا يعبر عن تاريخ الفراعنة، وهو ما أثار الكثير من القلق حول مستقبل الفراعنة في تصفيات كأس العالم، وايضاً في ظل الاستعداد للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية المقرر اقامتها في يناير المقبل بالكاميرون.

ويقع على عاتق المدير الفني البرتغالى مهمة أعادة الشخصية للمنتخب المصرى، فى ظل امتلاكه لعدد كبير من اللاعبين الكبار، سواء المحترفين بالخارج وعلى رأسهم محمد صلاح، نجم ليفربول الأنجليزى، ومحمد الننى لاعب خط وسط الارسنال، وأحمد حجازى مدافع اتحاد جدة السعودى، ومصطفى محمد مهاجم جلطة سراى التركى، بالإضافة إلى مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين على رأسهم الحارس محمد الشناوى، ومحمد مجدى قفشة وعبد الله السعيد وغيرهم الكثير.

ويعول الكثيرون على التاريخ التدريبى للبرتغالى كيروش، الذى استطاع في عام 2008 تولى تدريب منتخب البرتغال ولعب معه في كأس العالم 2010، وبعد مونديال جنوب إفريقيا انتقل لتدريب منتخب إيران ليضعه في مصاف الأندية الآسيوية ويلعب معه في نهائيات كأس العالم مرتين في 2014 و2016، وخلال هذه الفترة ظهر المنتخب الإيراني بأداء جيد، قبل أن ينتقل لتدريب كولومبيا في 2019.

ويعتمد كيروش على التنظيم الدفاعى والتعامل الجيد مع الهجمات المرتدة، ومن خلال قراءة طريقة لعبه مع المنتخب الإيراني، الذى استمر معه فترة طويلة، سنجد أن كيروش كان يعتمد على طريقة لعب "4-2-3-1"، وهى الطريقة التي حقق منها نجاحات كثيرة للمنتخب الإيراني، على مدار 73 مباراة تحت قياداته فى مختلف البطولات، حيث فازت إيران فى 44 مباراة وتعادلت 20 مرة مقابل 9 هزائم بمعدل نقطتين فى المباراة الواحدة، كما سجلت خلالها 146 هدفا واهتزت شباكها بـ51 هدفا.

كما يعتمد كيروش على تقديم كرة قدم تكتيكية إلى حد كبير مع تقارب بين خطي الوسط والدفاع، من خلال تضيق المساحات دائما أمام المنافسين، وهو ما يحتاجه الفراعنة، الذين ظهروا خلال الفترة الماضية بشكل سئ خاصة في منطقة الوسط، رغم امتلاك المنتخب لأسماء كبيرة في هذا المركز، لكن لم يحسن أحد استغلالها.

ويضم الفريق المعاون لكيروش، مجموعة متميزة، تدرك تفاصيل الاعبيين المصريين، حيث سبق لضياء السيد أن تولى منصب مدرب عام المنتخب مع الأمريكي بوب برادلى، كما ان محمد شوقى، كان مدرب مساعد المنتخب الأوليمى الذى شارك مؤخراً في أولمبياد طوكيو 2020.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق