«محمد أفندي رفعنا العلم».. قصة أول جندي مصري رفع العلم على الضفة الشرقية في حرب اكتوبر

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 05:00 م
«محمد أفندي رفعنا العلم».. قصة أول جندي مصري رفع العلم على الضفة الشرقية في حرب اكتوبر
إيمان محجوب

حرب أكتوبر ملحمة شعب عبر من ظلام الهزيمة إلي شمس النصر بكل فئاته من جندي وقائد وعامل وفلاح لتعود لنا سيناء الحبيبة التي تحمل بجغرافيتها وخليجيها أكبر علامة نصر علي الكرة الارضية.
 
 
 ولأن في حياة الأمم أيام لاتنسي مثل يوم السادس من أكتوبر هناك أشخاص سطروا ببطولاتهم مواقف لا تنسي في هذا الإنتصار العظيم ومنهم الجندي محمد العباسي اول من رفع العلم علي ارض سيناء.
FB_IMG_1633518891557
تبدأ الحكاية ..علي أرض مصر الطيبة في ريف مصر الجميل ولد الفلاح محمد العباسي كما كان يحب أن يعرف نفسه رحمه الله في عام 1947 بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، وهي مدينة اشتهر أهلها بمقاومة القوات الإنجليزية في معسكرات القناة، والتحق بكتّاب القرية وحفظ القرآن الكريم، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية، ثم توقف عن التعليم وعمل بالزراعة، وتم تجنيده في الجيش المصري عقب حرب العام 1967.
 
48503ebf-7ea7-4de8-84db-3549d0d58070
وفي كثير من لقاءته عبر القنوات الفضائية والتلفزيون المصري روي الجندي محمد العباسي، قصة رفع العلم المصري فوق خط بارليف، ليكتشف بعد ذلك أنه أول من رفع العلم من الجنود المصريين في حرب أكتوبر.
 
 
 
 كان محمد العباسي جنديا في إحدى كتائب المشاة بالجيش المصري بالإسماعيلية والتي تعمل في الضفة الغربية لقناة السويس، وكانت التعليمات لقائد الكتيبة بعدم إطلاق النيران على الجنود الإسرائيليين في الناحية المقابلة، وعدم الاستجابة لاستفزازاتهم.
 
لكن قائد الكتيبة، قال لهم  "عندي ذخيرة وعندي سلاح هاتوا لي صيد ثمين" وفي تلك الفترة كان قائد القطاع الشمالي الإسرائيلي يزور موقعين لقواته في الضفة الشرقية، وقام جنديان مصريان من كتيبته بإطلاق النار عليه وقتله.
 
 
وأضاف الجندي محمد العباسي أنه في يوم 5 أكتوبر كان كل الخطباء في الكتائب الجيش المصري بصلاة الجمعة يتحدثون عن الشهادة ومكافأة الشهيد عند الله، ووقتها شعرنا جميعا أن المعركة اقتربت وأن ساعة الصفر قد حانت
 
 
 
وقال الجندي محمد العباسي إنه في ظهيرة يوم 6 أكتوبر، وبعد عبور القناة بهتاف الله اكبر بعد ضرب الطيران المصري اماكن تمركز العدو في سبناء وصلته التعليمات من قائد كتيبته المقدم ناجي عبده، مؤكدا أنه صعد فوق تبة ونقطة حصينة بخط بارليف في القنطرة شرق، وأطلق النيران بكثافة ضد الجنود الإسرائيليين فقتلهم جميعا، ومن شدة فرحته مزق العلم الإسرائيلي غير عابئ بما يمكن أن يحدث له من إطلاق نار عليه لو شاهده جنود إسرائيليون آخرون.
 
 
 
ويقول إنه عقب تمزيق العلم الإسرائيلي رفع العلم المصري فوق تلك النقطة التي كانت أول نقطة مصرية يتم تحريرها، ووقتها قال لقائده مبروك، وبعدها كبر زملاؤه وسارعوا برفع  العلم.
images (80)
 
ويكمل العباسي ويقول إنه قام برفع العلم ما بين الساعة الثانية و15 دقيقة وحتى الساعة الثانية و20 دقيقة ، ثم أكمل المعركة في اليوم التالي واقتحم مع رفاقه، النقطة الثانية في جزيرة البلاج وأسروا 21 إسرائيليا، وفي اليوم التالي أسروا طيارا و17 إسرائيليا.
 
 
 
لم يكن يعرف الجندي محمد العباسي أنه أول من رفع العلم المصري فوق خط بارليف إلا عقب انتهاء الحرب، ووقف إطلاق النار، كل ما علمه وقتها أن العلم المصري تم رفعه فوق 22 نقطة حصينة، وأغلب من رفعوا العلم تم إطلاق النار عليهم واستشهدوا، لكن غرفة العمليات بالقيادة العامة للجيش وبعد الرجوع لبيانات القتال اتضح لها من خلال توقيتات المعارك والعمليات أن العباسي أول من رفع العلم.
 
 
 
وذكر محمد العباسي إن هيئة التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة أرسلت له لتخبره بأنه أول من رفع العلم، وتم تكريمه من جانب وزير الدفاع المشير عبد الغني الجمسي في حفل أقيم في العام 1976،كما كرمته الدولة  بمنحه رحلتي حج.
 
 
وكشف العباسي أن أهل بلدته القرين استقبلوه عقب عودته من الحرب بزفة شعبية بالخيول وطافوا به أرجاء المدينة، مرددين «محمد أفندي رفعنا العلم» واشتهر من وقتها بين أهالي منطقته بمحمد أفندي العباسي.. توفي في 1 يوليو 2019 عن عمر ناهز الـ 72 عام، وشيع جثمانه بمدينة القرين بمحافظة الشرقية.
7201911511725
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق