يوسف أيوب يكتب: القوات المسلحة.. درع وسيف مصر والعرب

السبت، 09 أكتوبر 2021 07:00 م
يوسف أيوب يكتب: القوات المسلحة.. درع وسيف مصر والعرب

صباح يوم السادس عشر من أكتوبر 1973، وبينما كان جنودنا يسطرون بطولات على الجبهة الشرقية، ضد عدو كان يظن أنه لن ينهزم أبداً، وقف الرئيس الراحل محمد أنور السادات متحدثاً للمرة الأولى عن نتائج الحرب أمام مجلس الشعب في جلسة استثنائية في الخطاب المعروف وقتها بـ"خطاب النصر".. تحدث عن بطولات المصريين وكيف كسروا حاجز الصمت، وعارضاً لتفاصيل الحرب مع إسرائيل، ووقائع اجتياز قواتنا المسلحة خط بارليف في 6 ساعات.

في هذا الخطاب الذى سيظل مسجلاً في ذاكرة كل مصري وعربى، تحدث الرئيس السادات بثقة المنتصر، وقال "ربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله"، مؤكداً للجميع أنه عاهد الله والمصريين "على أن نثبت للعالم أن نكسة سنة 1967 كانت استثناءً في تاريخنا وليست قاعدة"، وأن "جيلنا لن يسلّم أعلامنا إلى جيل سوف يجئ بعده منكّسة أو ذليلة، وإنّما سوف نسلّم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة سواريها، وقد تكون مخضّبة بالدماء، ولكن ظللنا نحتفظ بوعودنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم، والألم، والمرارة".

وفى ختام خطابه قال الرئيس السادات جملة أصبحت مرادفة لكل معانى النصر والانتصار حينما قال "أقول باختصار، إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن، ويأمن بعد خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف"، في إشارة إلى القوات المسلحة المصرية التي أثبتت على مدار الأيام أنها ليست فقط درع مصر وإنما درع العرب وسيفه أيضاً.

فالشاهد أن القوات المسلحة التي حققت انتصار لم يكن أحد يتوقعه في السادس من أكتوبر 1973، هي نفسها التى تشارك بقوة في عملية التنمية التي تخوضها الدولة المصرية حالياً، وفى نفس الوقت الدفاع عن كل مقدرات الدولة والحفاظ عليها في ظل الكثير من التحديات الإقليمية والدولية، في ظل دعم متواصل ولا ولم ينقطع من المصريين تجاههم.

ولعل النظر إلى الكلمة التي القاها الرئيس عبد الفتاح السيسى الأربعاء الماضى بالندوة التثقيفية "حرب أكتوبر.. العبور الي المستقبل" بمناسبة احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد التي أكد خلالها أن حرب أكتوبر ستبقى "نقطة تحول في تاريخنا المعاصر ورمزا لشموخ مصر وعزتها وصلابتها"، تحمل الكثير من الرسائل والمعانى التي تتطلب منا جميعاً الوقوف أمامها طويلاً، لإنها تعبر عن إرادة دولة وشعب، وخطة قيادة تضع المستقبل دوماً امام عينيها.

الرئيس السيسى قال أن نصر أكتوبر هو "يوم العزة والكرامة.. يوم النصر الذي سيظل خالدًا في تاريخ أمتنا.. يوم البطولات والأمجاد التي صنعها رجال القوات المسلحة بدمائهم الذكية في ملحمة عسكرية أبهرت العالم، ودونت سطورها بأحرف من من امتد شعاها للإنسانية جمعًا ليعكس إرادة المصريين في استعادة حقوقهم وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته"، مشيراً إلى أن "مصر التي حاربت واستردت أرضها هي مصر ذاتها التي تسعى لتحقيق السلام ولم تسعى مصر لحروب أو نزاعات من أجل تحقيق أطماع غير شرعية أو الاستيلاء على مقدرات الآخرين.. ونسعى لمد يد التعاون لتحقيق الخير والبناء والتنمية".

ولإن المستقبل هو الهدف، فقد أكد الرئيس السيسى موجهاً حديثه للشعب المصرى "تمر الأيام وتتعاقب السنوات وتتغير أشكال الصراعات الحروب التقليدية التي اعتدنا عليها في الماضى أو اعتدنا خوض غمارها تحولت إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها.. فقضية مصر الأولى الآن قضية الوعى الذى أصبح مسئولية مشتركة بين كافة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى للحفاظ على وطننا ومقدرات شعبنا باعتبارها الأمانة التي ارتضينا أن نحملها"، مشدداً على أهمية استلهام الدروس من حرب أكتوبر، وأهمها أنها لم تكن فقط نصرا عسكريا بل نموذج فريد في التكاتف والوعى الشعبى وملحمة متكاملة لأمة حشدت قوتها الشاملة لتحقيق الانتصار وتأخذ بأسباب النجاح في المنهج العلمى في التخطيط، ومن دراسة نتائج تجارب الماضى والعمل والكفاح ليل نهار، لبلوغ الهدف وتحقيق النصر، مؤكداً في الوقت نفسه أن الشعب المصرى أثبت مجددا أن انتمائه وإخلاصه لوطنه بلا حدود، وأن مصر وطن ينهض بإرادة وسواعد أبنائه، وأن العمل والاجتهاد والإخلاص قيم وركائز أساسية للنجاح في عبور غمار التحدى على مدار السبع سنوات الماضية.

وأضاف الرئيس السيسى: لقد سلكنا طريقا شاقا من اجل بنا دولتنا الحديثة وصولا إلى الجمهورية الجديدة، وبدأنا في تحقيق عملية شاملة وعميقة لصياغة المستقبل المنشود لوطننا العزيز وللأجيال الحالية والمستقبلية وفق عمل جمعي متكامل ومتناغم بين كافة أجهزة الدولة واستنادا إلى رؤية علمية ومستهدفات محددة نسعى لتحقيقها خلال العشرية الحالية وصولا إلى أهداف رؤية مصر 2030".

ما قاله الرئيس ىف الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ48 لانتصار أكتوبر، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسى، لا تنظر للمستقبل بمعزل عن الحاضر والماضى، بل أنها دوماً تسير وفق استراتيجية واضحة المعالم، تأخذ في حسبانها دروس الماضى، وتطلعات المستقبل، وهو ما كانت نتيجته كل هذه التغيرات الجذرية التي تشهدها مصر في كافة المناحى، التي لم يكن لتتحقق لولا وجود قيادة وطنية تدرك قيمة الماضى، وتعرف كيف تحقق تطلعات الشعب المستقبلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق