الذكرى الـ 60 لتأسيس حركة عدم الانحياز التي دعا لها الرئيس عبدالناصر.. حضور دولي مميز واهتمام عربي

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2021 12:00 م
الذكرى الـ 60 لتأسيس حركة عدم الانحياز التي دعا لها الرئيس عبدالناصر.. حضور دولي مميز واهتمام عربي
حركة عدم الانحياز

تشهد العاصمة الصربية بلجراد اجتماعاً رفيع المستوى؛ لإحياء الذكرى الستين للمؤتمر الأول لحركة عدم الانحياز، والتي اقترحها الرئيس  الراحل جمال عبد الناصر.

وحرصت العديد من الدول على المشاركة في انعكاس صريح لما تحمله من أهمية كبيرة، سواء من الجانب التاريخي أو المعنوي، نظراً للدور الكبير الذي لعبته في فترات مهمة، خاصة إبان الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

وتأسست الحركة في الستينات من القرن الماضي، حيث اقترحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، على أساس عدم الدخول على خط الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وهو ما يعد الهدف الرئيسي وراء تأسيسها.
 
ويثير ذلك التساؤلات حول ما إذا كانت المشاركة الكبيرة في إحياء ذكرى مؤتمرها الأول، مجرد حنين أم انعكاس لموقف دولي متغير، مع صعود نبرة الصراع بين واشنطن وبكين والحديث المتواتر عن احتمالات نشوب صراع جديد.
 
وحرص عدد من كبار المسئولين حول العالم على المشاركة فى الاجتماع رفيع المستوى الذى تستضيفه بلجراد.
 
وقال وزير خارجية صربيا نيكولا سيلاكوفيتش، إن مشاركة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، في جلسة المستوى السامي لحركة عدم الانحياز، يعطيها أهمية خاصة وقيمة متميزة، مضيفاً: "تعتبر روسيا منذ يوليو عام 2021 مراقبا في حركة عدم الانحياز، سيشارك وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في عمل الجلسة.
 
 
 

 

وأوضح، أن لافروف يعتبر عميداً للدبلوماسية العالمية، لذلك تعني مشاركته الكثير بالنسبة لنا – لأن اسمه سيعزز بالفعل طابع ومستوى هذه الفعالية. أنا متأكد من أن العديد من زملائنا سيطلبون لقاء ثنائيا معه، خاصة في هذه اللحظة، مع مراعاة الأزمة التي تعيشها أوروبا والعالم، أعني أزمة الطاقة، وليس فقط الوباء".

وأعرب سيلاكوفيتش عن أمله، في أن يجدد اللقاء وينعش المثل العليا التي تأسست عليها حركة عدم الانحياز قبل 60 عاما، مضيفاً: "في تلك الفترة، عارضت عدة دول من قارات مختلفة، الاستقطاب في العالم، وأنشأت حركة تدافع عن سياسة ومواقف مستقل ذاتية مستقلة. وبغض النظر عن نظرتنا إلى السياسة الداخلية جوزيف بروز تيتو، فقد كان في السياسة الخارجية عبقريا حقيقيا في القرن العشرين".

والاهتمام الروسى لم يقتصر على مشاركة وزير الخارجية ولكن بدا فى تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين الذى حرص على التأكيد على أهمية حركة عدم الانحياز تزامنا مع الذكرى الـ60 لمؤتمرها الأول.

وقال بوتين، إن حصول روسيا على صفة مراقب لدى حركة عدم الانحياز، يوفر إمكانية جديدة للتعاون في ضمان الأمن والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، وذكر الرئيس الروسى أن هذه المنظمة الدولية، تلعب دورا مهما للغاية في الشؤون الدولية.

وأضاف بوتين، في رسالته إلى المشاركين في الجلسة اليوبيلية لحركة عدم الانحياز، والتي نشرت على موقع الكرملين اليوم: "تدافع حركة عدم الانحياز، بشكل مطرد عن مبادئ المساواة المطلقة لجميع الدول، واحترام سيادتها ومصالحها المشروعة، وتؤيد الحوار البناء المتعدد الأطراف، بما يتفق بدقة مع روح ونص ميثاق الأمم المتحدة".

ويحظى الاجتماع باهتمام كبير، بدءً من جامعة الدول العربية، والتى حرصت على المشاركة، عبر إيفاد أحد كبار مسئوليها إلى بلجراد، وهو الأمين العام المساعد أحمد رشيد خطابي، بتكليف من الأمين العام أحمد أبو الغيط.

واعتبرت الجامعة أن هذا المؤتمر سيمثل مناسبة لاستحضار دلالات هذا الحدث التاريخي، انطلاقا من بروز هذه الحركة على الساحة الدولية في سياق مناخ الحرب الباردة، وتوجهاتها الداعمة لتحقيق الاستقلال الوطني لدول الحركة، وتكريس المبادئ التي أسست على هديها بحمولاتها الإيديولوجية والسياسية والقانونية بما فيها التعايش السلمي بين الأمم، وتسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول، والامتناع عن الاعتداء على سلامتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية في انسجام مع أحكام ميثاق الأمم المتحدة. 

 
وتعد هذه المشاركة علامة واضحة على الدعم الموصول للجامعة العربية التي تضم 22 دولة من أعضاء حركة عدم الانحياز لمقارباتها ومبادراتها الهادفة لخدمة السلم والأمن، ودمقرطة العلاقات الدولية وتكريس دورها وتفاعلها مع المتغيرات الجيو – سياسية في العالم، وسعيها المتواصل لإرساء نظام متعدد الأطراف أكثر توازنا وتضامنا. كما تعكس الإرادة التشاركية الواثقة للدفع بالتعاون الوطيد على صعيد كسب مزيد من التأييد للقضايا والانشغالات العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المشروعة، فضلا عن التعاطي البناء مع أجندة الحركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية في إطار تنفيذ الخطة الأممية 2030
 
وأوفدت العراق على إيفاد بعثة رفيعة المستوى للمشاركة فى الحدث، برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين، بينما أعربت الجزائر عن رغبتها فى استضافة القمة المقبلة لحركة بلدان عدم الانحياز، رغبة منها في مواصلة المسعى المشترك في الارتقاء بدور الحركة على الساحة الدولية.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة