بالأرقام.. كيف نجحت الدولة في خفض معدلات الفقر لأول مرة منذ 20 عاما؟

الأحد، 17 أكتوبر 2021 06:12 م
بالأرقام.. كيف نجحت الدولة في خفض معدلات الفقر لأول مرة منذ 20 عاما؟

مشروعات قومية وشبكة طرق ومساكن جديد وأحياء متكاملة بديلة لسكان العشوائيات ومصانع جديد يجرى افتتاحها، وغيرها من المشروعات في معظم المجالات، التي كان لها مردود ايجابي على الاقتصاد المصري، الأمر  الذي انعكس بالإيجاب على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لقطاع كبير من المواطنين،  وتسبب بطبيعة الأمر في خفض معدلات الفقر لأقل مستوى لها منذ 20 عاما.
 
هذه التطورات تأتي بالتزامن مع تقرير أصدره الجهــاز المركــزي للتعبئة العامـة والإحصاء، اليــوم، بمناسبة اليوم العالمى للقضاء علي الفقر، والذي يحتفل به يوم 17 أكتوبر من كل عام. 
 
 
وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإحتفال بهذا اليوم منذ عام 1993 بهدف تعزيز الوعي بضرورة الحد من الفقر والفقر المدقع في كافة الدول وبشكل خاص في الدول النامية، وتستهدف أهداف التنمية المستدامة 2030 تخفيض نسبة الرجال والنساء والأطفال من جميع الأعمار الذين يعانون الفقر بجميع أبعاده وفقًاً للتعاريف الوطنية بمقدار النصف على الأقل بحلول عام 2030.  وكذلك خفض نسبة من يعيشون في فقر مدقع إلى 2.5% بحلول عام 2030. " ويأتى موضوع احتفال اليوم العالمى للقضاء على الفقر 2021 مسايراً لهذا الاتجاه حيث اتخذ  شعار " جميعاً لبناء المستقبل لنضع حداً للفقر المستمر باحترامنا للبشرية و البيئة" 
 
أزمة كورونا 
وفقًا لبيانات  البنك الدولي 2020، دفعت جائحة كورونا ما بين 88 و 115 مليون شخص إلى براثن الفقر، مع وجود غالبيتهم في جنوب آسيا ودول جنوب الصحراء في أفريقيا، كما  أرتفع هذا العدد ليصل إلى ما بين 143 و163مليونًا عام 2021. وسينضم هؤلاء "الفقراء الجدد" إلى صفوف 1.3 مليار فقير يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، 40 %من سكان المنطقة العربية يعيشون تحت خط الفقر، و15% من الفقراء يعانون الفقر المدقع.
 
 
وتشير التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2020 الى تراجع   في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء علي الفقر وعدم المساواة في المنطقة العربية حيث نـجد حوالي ثلثي عدد السكان في الدول العربية  في حالة فقر أو معرضين للفقر، بينما  15 % يعانون الفقر المدقع،83.4% هم من المناطق الريفية. 
 
 
كذلك تشير بيانات  اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا )2021  الى وقوع 8.3 مليون من السكان في المنطقة العربية في براثن الفقر،  بسبب فيروس كورونا مما يرفع عدد الفقراء إلى 101.4 مليون نسمة، كما أن نسبة الفقر ترتفع في البلدان المتأثرة بالصراعات( سورية  88% واليمن 83% على التوالي)،كما اشارت البيانات ايضا الى ان البلدان العربية الأقل نموا ستفوق نسبة الفقر فيها عن 40  %، أما في البلدان العربية متوسطة الدخل فمن المتوقع أن تنخفض قليلا لتصل الى 19 %.

أهم مؤشرات الفقر 2019/2020
 
تعتبر دراسة ظاهرة الفقر من أهم مؤشرات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك كما تعد مدخلا أساسيآً للتعرف على  الظروف الإقتصادية للمجتمع  حيث يوفر البحث حجم ضخم من البيانات التى يتم الإعتماد عليها فى قياس مستوى معيشة الأسرة والأفراد، وكذلك أيضا فى توفير البيانات اللازمة لقياس الفقر واستخدامها و تحديد الفئات المستهدفة للبرامج الإجتماعية المختلفة لإرساء قواعد العدالة الاجتماعية، وتطوير برامج الحماية الاجتماعية ببرنامج "تكافل وكرامة" ومبادرة "حياة كريمة" 

نسبة الفقر القومي
 
الفقــــر المادي هو عدم القدرة على تأمين مستوى معيشي لائق، يوفر الحد الأدنى من الإحتياجات الأساسية ( الطعام والشراب والمسكن بمستلزماته وخدمات التعليم والصحة والمواصلات)  ويتم تقدير القيمة النقدية لتلك الإحتياجات مع الأخذ في الاعتبار الفروق في الأسعار بين المناطق المختلفة...تراجع معدلات الفقر في مصر إلى 29.7% عام (2019-2020 ) مقارنة بـ 32.5% عام (2017-2018 ) بنسبة انخفاض قدرها  2.8%. مما يعكس نجاح جهود الدولة، لتحقيق العدالة الاجتماعية بالتزامن مع الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الدولة وركزت فيها على البعد الإجتماعي للتنمية.
 
الفقر المدقع  هى نسبة من لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم من الغذاء، وانخفاض نسبة الفقر المدقع علي مستوي الجمهورية إلي 4.5% عام 2019/ 2020  مقابل 6.2% عام 2017 / 2018. ويمكن ارجاع ذلك الى جهود الإصلاح الإقتصادى.

نسبة الفقر وفقا لحجم الأسرة
 
تزداد نسبة الفقراء مع زيادة حجم الأسرة، لأن زيادة حجم الأسرة هو سبب ونتيجة للفقر في نفس الوقت، فهو نتيجة لأنه ليس لدى الأسر الفقيرة الحماية الاجتماعية الكافية وبالتالي تلجأ هذه الأسر إلى زيادة عدد الأطفال كنوع من الحماية الاجتماعية عند التقدم في السن أو الإصابة بالمرض باعتبارهم مصدر للدخل، كما أن الأسرة لديها مسئولية كبيرة في زيادة نسب الفقر بسبب زيادة عدد أفرادها  ، فنجد ان 80.6% من الأفراد الذين يعيشون في أسر بها 10أفراد أو أكثر هم من الفقراء، 48.1% للأفراد الذين يقيمون في أسر بها 6-7 أفراد فقراء .مقارنة  ب 7.5% بالاسر  التي بها أقل من 4 أفراد .
 
 

نسبة الفقراء وفقاً للحالة التعليمية                                                                                                        
 مستوى التعليم  هو أكثر العوامل ارتباطًا بمخاطر الفقر،  حيث تتناقص مؤشرات الفقر كلما ارتفع مستوى التعليم ،  فبلغت نسبة الفقراء بين الأميين 35.6% مقابل 9.4% لمن حصل على شهادة جامعية في ( 2019/2020 )، بلغت نسبة الفقراء بين حاملي الشهادات فوق المتوسط 15.2%، وبلغت النسبة بين من حصلوا على شهادة ثانوية 17.4%، وبلغت بين الحاصلين على شهادة تعليم اساسي 33.1%      في ( 2019/2020). 

 جهود الحكومة 
تبذل الدولة الكثير من الجهود لحماية الفقراء والأسر الأولى بالرعاية بهدف تحسين نوعية حياة المواطنين والتأكد من تحقيق مستوى أفضل لحياتهم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. حيث تأتى البرامج الاجتماعية التى تطلقها الحكومة المصرية ضمن أهداف" رؤية مصر  للتنمية المستدامة 2030"  لدعم الفقراء والخروج بهم من دائرة الفقر ومن أهم تلك البرامج الاتى: 
 

حياة كريمة 
يهدف المشروع إلى تحقيق الاهداف و تنفيذ الانشطة التالية خلال الفترة من  (2020 -   2023 )، تحسين المعيشة والاستثمار فى البشر (الحماية والرعاية الإجتماعية - سكن كريم -  وعي مجتمعي - تأهيل ذوى الإحتياجات الخاصة) تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية (صرف صحي - مياه شرب - رصف طرق - غاز -  كهرباء -  بريد) تحسين جودة خدمات التنمية البشرية  (التعليم – الصحة -  الخدمات الرياضية والثقافية).
 
التنمية الاقتصادية والتشغيل (الشمول المالى - قروض للمشروعات الصغيرة - تدريب وتأهيل مهني- مجمعات صناعية/ تنمية زراعية وسمكية)، تستهدف مبادرة  حياة كريمة تطوير وتحسين حياة جميع قرى الريف المصري   4600 قرية،  30 ألف تابع لهم ( كفور ونجوع وعزب) ، ويبلغ إجمالي المستفيدين  58 مليون مستفيد، وبتكلفة إجمالية 700 مليار جنيه.

برامج الدعم الغذائي
 
87.2 مليار جنيه لدعم رغيف العيش والسلع التموينية الأساسية فى موازنة العام المالى ( 2021/2022  ) مقابل 84.5  مليار جنيه  فى موازنة العام السابق بزيادة نحو 2.7 مليار جنيه بنسبة 3.2%، عدد المستفيدين من دعم رغيف الخبز ودقيق المستودعات يبلغ 71 مليون فرد .
 
تصل تكلفة دعم رغيف الخبز إلى 44.8 مليار جنيه من إجمالى تكلفة دعم السلع التموينية، وتصل إجمالى الأرغفة المستحقة للمستفيدين إلى نحو 120.8 مليار رغيف فى العام. وأعداد المستفيدين من دعم السلع التموينية 63.6 مليون فرد (50 جنيها شهريا لكل فرد  حتي 4 أفراد مقيدين على البطاقة وما زاد عن ذلك 25 جنيها للفرد شهريا) 

برنامج الدعم النقدي المشروط تكافل وكرامة 
 
بدء برنامجي تكافل وكرامة عام 2015 كان عدد المستفيدين منه 2.5 مليون أسرة تضم 9٫3 مليون فرد، 86٪ منهم استفاد ببرنامج تكافل و 14٪ ببرنامج كرامة بقيمة 6.7  مليار  جنيه عام ( 2014/2015) وارتفع عدد المستفيدين ليصل الى  3 مليون و370 ألف اسرة  عام ( 2020/2021)  يضم نحو 14 مليون فرد من جميع محافظات الجمهورية بتكلفة 19مليار جنيه، ويستهدف برنامج ”فرصة“ أفراد الأسر القادرين على العمل في الفئة العمرية (15 - 55 ) من المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق