حلوى المولد والسياسة.. ابتدعها الفاطميون واستخدمها نابليون للتودد للمصريين

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021 03:12 م
حلوى المولد والسياسة.. ابتدعها الفاطميون واستخدمها نابليون للتودد للمصريين
حلوي المولد النبوي والاستغلال السياسي
إيمان محجوب

منذ أكثر من ألف عام، اشتهرت الدولة الفاطمية بكثرة الاحتفالات بالمناسبات الدينية ومنها ذكرى المولد النبوي، حيث استخدموا حلوي المولد كنوع من أنواع الترويج السياسي لحكمهم، فاستغلوا حب المصريين للاحتفالات فقاموا بعمل مخازن لصناعة الحلوى، وقبل مولد النبوي بشهرين، كانت تجهز الحلوى وتوزع مجانا على الشعب ، في موكب كبير ينطلق من الازهر الشريف إلي قصر الخليفة، وعندما زادت الاحتياجات بدأ ظهور محلات لبيعها.
 
images - 2021-10-19T121328.589
 
ويؤكد المؤرخون أن حلوى  المولد في حقيقة الأمر لم تكن  هدية من الفاطميين للمصريين احتفالًا بمولد النبي، بينما كانت نوعًا من اللعب على المشاعر الدينية للمصريين، لكسب ولائهم للحكام ونشر المذهب الشيعي، ولكن خطة الفاطميين لجذب ولاء المصريين قد فشلت، فبعد القضاء على الدولة الفاطمية، قام صلاح الدين الأيوبي بإبطال جميع المراسيم والاحتفالات التي كان الفاطميون يمارسونها في مصر، لتوطيد أركان دولته لمواجهة ما يتهددها من أخطار خارجية واقتلاع المذهب الشيعي بمحو كافة المظاهر  التي ميزت العصر الفاطمي، ومع ذلك فإن الاحتفال بالمولد الشريف وحلوي المولد، استطاعت أن تتسلل خارج مصر في العصر الأيوبي ويصبح من عادت الشعب المصري الاحتفال بالمولد النبوي وشراء الحلوي.
 
images - 2021-10-19T115537.126
 
ولم يكن الفاطميون الذين استخدموا حلوي المولد لاستمالة المصريين فحسب، بل فعلها أيضًا نابليون بونابرت، فعندما جاءت الحملة الفرنسية لمصر ، لم تحتفل مصر بالمولد النبوي في هذا الزمن بسبب المشاكل الاقتصادية التي كانت تعاني منها البلد، ومن ثم حاول نابليون التودد لكسب المصريين لاستمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوي، وأرسل مبلغا ماليا للشيخ البكري نقيب الأشراف، مطالبا منه صناعة حلوى المولد بهذه الأموال، وأعطاهم الطبول لاستخدامها في المواكب والاحتفالات.
 
1120199114422354619483
 
بعد خروج الفرنسيين من مصر، استمرّت السلطة القائمة في المحافظة على إقامة الاحتفال بالمولد النبوي، إذ حرص محمد علي باشا على فرض سيطرته الكاملة على المجال الديني في البلاد، ووجد سبيله إلى ذلك بعدما أصدر فرمان عام 1812  وجعل جميع  الطرق الصوفية تحت سلطة شيخ الطريقة البكرية، والذي كان بدوره يخضع لسلطة محمد علي.
 
 
أما أخر عصر الملكية متمثلاً في الملك فاروق و الملك فؤاد، فكان يتم إحياء ذكرى المولد النبوي كنوع من التودد لرجال الازهر الذين كان لهم سطوة وكلمة مسموعة عند عامة الشعب، حيث كان يتم  الاعداد للإحتفال بالمولد النبوي، بما يليق بالمناسبة من الفخامة والجلال.
 
images - 2021-10-19T121337.904
i
 فكان يتم تزين ساحة المولد بصحراء قايتباى المعروفة عند العامة بصحراء الخفير، حيث يقام السرادق الملكي وتصف بجانبه الأرائك المحلاة بالذهب والحرير ، فضلاً عن سواري الأعلام الملكية وبداخل السرادق المصابيح الملونة.
 
ويفد على السرادق رجال الأزهر والصوفية ووكلاء الوزارات ومديري الإدارات ورؤساء المصالح الحكومية وكبار الموظفين مع قادة الجيش من الضباط وصف الضباط .
 
وعندما يجيء الموكب الملكي بحضور الملك فاروق ورئيس الوزراء مع تعالي في الهتافات بحياة الملك، يتم استعراض قوات الجيش أمام الملك فاروق وكبار رجال الملك، وبعد العرض يتم قراءة آيات الذكر الحكيم وبعد نهاية القراءة يقوم شيخ الأزهر بإلقاء كلمة ترحيبية بالملك ويشرح خلال الكلمة تفاصيل قصة حياة الرسول، وبعد ذلك يقوم نقيب الأشراف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية بإلقاء قصة المولد النبي الشريف ومن خلفه يردد مذيع الإذاعة لجموع الشعب في البيوت، وعند الانتهاء من إلقاء القصة والدعاء يتقدم الخدام والفراشون بصواني الحلوى وأكواب المرطبات، على الحضور ويتم ختم الاحتفال بإطلاق المدافع دانات الوداع.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة