الرفاق حائرون| طه حسين وتوفيق الحكيم.. مطبات في علاقة عملاقي الأدب العربي

الأحد، 31 أكتوبر 2021 12:00 ص
الرفاق حائرون| طه حسين وتوفيق الحكيم.. مطبات في علاقة عملاقي الأدب العربي
طه حسين وتوفيق الحكيم
مصطفى الجمل

  • سر الصديق المشترك الذى تسبب في خلافات الاديبين.. ودور أحمد حسن الزيات في توتر العلاقة بنشر تفاصيل الخلافات 
    جبال الألب تشهد أول تعاون ادبى بين الاديب والنابغة.. وأم كلثوم تتغنى بكتاب "القصر المسحور" 
 
 
في الحلقة الماضية من سلسلة الرفاق حائرون تناولنا علاقة فريدة نشأت بين مصطفى باشا النحاس ومكرم باشا عبيد، وكيف بدأت وترعرعت وقوي عودها حتى تدخل الكارهون وأنهوها بشكل لا يليق بالزعيمين المناضلين، أما خلال السطور المقبلة فسنتناول قصة صداقة رمزين من رموز مصر النبلاء، واللذين نشأت بينهما ارتباط أدبي من نوع غريب.
 
التشابك بين هذين الصديقين ارتبط ارتباطاً طردياً بتعملق كل منهما أدبياً، حتى أرجع البعض التلاسن الذي سنستعرضه لاحقاً إلى الغيرة الأدبية والمهنية، التي أزاحت جانباً الصداقة الإنسانية، وما بينهما من مود ومحبة غارسة في أعماق كل منهما نحو الآخر.
 
عملاقا الأدب العربي طه حسين وتوفيق الحكيم، كان كل منهما يحب ما يعمل أكثر من أي شيء آخر، فطه حسين لم يكن يستطيع التخلي أبداً عن أمانة النقد، ولا أن يرح سن قلمه من نخز كاتب مهما كان ومهما كانت درجة صداقتهما، وكذلك لم يكن يخجل في أن يثني على كتابة أحد مهما كانت درجة خصامها، وبالتوازي لم يكن يقبل توفيق الحكيم بأقل من انطلاق حشود المدح والثناء على أي شيء يكتبه، فلم يكن يقبل صدره بأي شكل من الأشكال، نقد صديقه، ولا سيما أنه كان يظن وهنا كل الظن إثم أن صداقته بالدكتور طه ستوفر عليه عناء تعرضه لنقده الذي يحفظه عن ظهر قلب، فاستمرت علاقتهما تعبر عن ناقد لا يرحم وأديب لا يقبل الهواء أن يخدش أدبه، وربما كان هذا سر براعة كل منهما في مجاله، يسيران طريقين متوازيين، ويلتقيا في نقاط محددة، قبل أن يفترقا مجدداً على أمل لقاء جديد.
 
توفيق الحكيم في لحظة تجلي وتدبر في شكل هذه العلاقة وصفها بأنها لحظات صفاء.. ولحظات غيوم
 
تقاربا فكرياً عندما نشر الكاتب الكبير طه حسين سلسلة مقالات هاجم فيها بعنف الأزهر الشريف، الأمر الذي هز المجتمع بكل أطيافه، فكيف لابن الأزهر أن يهاجم الأزهر، وكيف لمخلوق أصلاً على وجه هذا القطر أن يهاجم الأزهر الشريف، الذي كانت وما زالت مكانته مقدسة في قلوب المصريين على مختلف عقائدهم.
 
هنا أحس توفيق الحكيم أنه بصدد شاب شجاع لا يخشى الكهنة ولا يضع في فكره لدراويش العمائم حساب، وبعد عدة أعوام التقيا بغير ميعاد مسبق على جبال الألب في فرنسا، ومرح سوياً وسجلا معا أول وآخر رواية لهما.
 
وبدأت المناوشات الحقيقية بينهما بعد صدور كتاب «سجن العُمر» لتوفيق الحكيم، فكتب الشيخ طه كما لقبه حكيم أثناء تشاجرهما لينفي عنه صفة الأدب ويكتفي بنسبه إلى الأزهر في علامة على صفة كان أدرى شخص بها هو طه حسين الذي طالما اتهم مشايخ الأزهر بالجمود الفكري.
 
لم يرسل توفيق الحكيم نسخة من الكتاب إلى طه حسين كعادة الأدباء وقتها لينقده ويدلي برأيه فيه، وهنا لم يفوت طه حسين الفرصة ليعاتب صديقه بصيغة أدبية بليغة، فكتب: «وأنا أهدي إلى الكاتب الصديق توفيق الحكيم تهنئة خاصة، وشكرًا جميلًا؛ لأنه تفضل فلم يرسل لي كتابًا من كتبه منذ سنين، فله الشكر، وإن كنت أرجو أن يأذن لي في أن آخذ شيئًا من هذا الشكر لأهديه إلى الصديق الكريم الذي أعارني هذا الكتاب».
 
لم يكن من عادة طه حسين أو غيره من أدباء هذه الفترة أن يعلق على كتاب لم يتفضل صاحبه بإهدائه إليه، لذلك أحس توفيق الحكيم من عتاب الدكتور طه أنه يجهز له ضربة قاضية، فهرول يحاول إصلاح المأزق الذي وضع نفسه فيه، وكتب إلى صديقه الناقد الكبير، يقول: «إنني مضطر أن أبعث إليك بهذه الرسالة وأخشى أن يكون في هذه الرسائل إنفاق لوقتك، أكثر مما ينبغي.. ومن المستحيل الآن أن أكتب شيئًا أو أن أفكر في شيء دون أن أعرضه عليك، إن في هذا راحة لي كبيرة، وفائدة كبيرة أيضًا… وأرجو أن يقبل الدكتور أطيب تحيتي وعميق احترامي».
 
صدور رواية أهل الكهف عام 1933م لتوفيق الحكيم كان بمثابة محطة فارقة في هذه العلاقة المعقدة، ولا سيما أن هذه الرواية أحدثت دويًّا كبيرًا وتكالب النقَّاد والأدباء على مدحها والإثناء عليها إلا طه حسين، صمت عميد الأدب العربى فقلق الحكيم الذي ظن أنه بصدد هجمة مرتدة تدبر له بليل من قبل العميد.
 
لم يخب ظن توفيق الحكيم، ولم ينتظر كثيراً، فبعد فترة من صدور الرواية، صرح طه حسين لأحد الأصدقاء المشتركين بينهما بأنه سيكت عن الرواية وسيكون لصاحبها حساب عسير، وبدوره نقل الصديق المشترك الأمر لتوفيق الحكيم، ليرتجف قلبه، وألم به الحزن، وقال لصديقه: «أرجوك أبعِد عنِّي هذا الرجل.. الكتاب الآن قد كُتب عنه بما فيه الكفاية، والمطبوع منه قد نفد»، ولكن كان قد سبق السيف العزل، وما كان بإمكان مخلوق على وجه البسيطة أن يثني عميد الأدب العربي عن قراره بالكتابة عن كتاب معين قرر أن يوجه له سهامه.
 
عاش الحكيم أيام بلسان حال «وقوع البلا ولا انتظاره»، ولكن كانت المفاجأة الصادمة أن مقال طه حسين في مجلة الرسالة عن الكتاب كان إيجابياً متحمساً لأهل الكهف، وبه من إشادات لم تكن تخطر على بال صديقه. فمن ضمن ما كتبه: «أما قصة أهل الكهف، فحادث ذو خطر، لا أقول في الأدب العربي العصري وحده، بل أقول في الأدب العربي كله، وأقول هذا في غير تحفظ ولا احتياط، وأقول هذا مغتبطًا به، مبتهجًا له، وأي محب للأدب العربي يغتبط ويبتهج حين يستطيع أن يقول وهو واثق بما يقول إن فنًّا جيدًا قد نشأ فيه، وأضيف إليه، وإن بابًا جديدًا قد فتح للكتاب وأصبحوا قادرين أن يلجوه وينتهوا منه إلى آماد بعيدة رفيعة ما كنا نقدر أنهم يستطيعون أن يفكروا فيها الآن».
 
وما كاد توفيق الحكيم ينتهى من قراءة المقال حتى انتبه لذلك الحساب الذي قصده طه حسين، وهو أن الكتاب به خطأ إملائي ما كان ينبغي أن يقع فيه رجل كالحكيم.
 
وعندما استراح الحكيم وهدأ خفقان قلبه، وعادت نبضاته لوضعها الطبيعي، كتب إلى طه حسين: «إني أشكر أهل الكهف الذين قادوني إليك، وإن كان هذا هو الغرض من بعثهم في كتابي فقد حق البعث نجح، الحقيقة أن رعاية الدكتور طه هو أثمن من تمنحني القديسون الثلاثة من كنوز، وإن صداقته التي أطمح إليها يوم أكون خليقًا بها هي مفتاح عملي الأدبي في المستقبل، إنه ليشق عليَّ أن يمضي الأسبوع ولا ألقى الدكتور، فلقد وجدت في حديثه زادًا روحيًّا لا غنى لي عنه».
 
كانت إشادة طه حسين بأهل الكهف، من نوادر هذه العلاقة المعقدة، وبعدما أعقب توفيق الحكيم أهل الكهف برواية عودة الروح، والتي استلهم منها جمال عبد الناصر القيام بثورة 23 يوليو، كتب طه حسين معقباً عليها: «أنت في عودة الروح تقص، ولكنك تمثل رغمًا عنك، فأنت في قصصك ممثل أكثر منك قاصًّا.. وكانت عودة الروح هذه هي التي حببتك إلى عامة الفقراء والقراء، الذين يقربون من الشعب، ولا يسمون إلى أرستقراطية التفكير، ذلك لأنك اقتطعت هذه القصة من حياة الشعب اقتطاعًا.. صورت الحياة المصرية كما يحياها الأوساط من المصريين، والفقراء أيضًا، وصورت هذه الحياة في كثير من الحب والشغف بها والفناء فيها، كأنما كنت تصور نفسك، لأن كل المصريين الذين صورتهم في هذه القصة يتصلون بك من قريب أو بعيد».
 
حتى هذه اللحظة، كانت النفوس صافية ولم يكن هناك ما يعكر هذا الصفاء، حتى علم الحكيم من صديق متهور أن طه حسين كتب مقالاً سيئًا عن عمله، فثارت ثائرة الحكيم دون أن يقرأ المقال، وكتب خطابًا حادًّا أرسله إلى طه حسين، الذي فوجئ بثورة صاحبه، فكتب متعجباً: «سبحان الله.. لقد نشرت مقالًا عن الكتاب الذي صدر لتوفيق الحكيم ليس فيه غير الإعجاب فرد عليَّ يشتمني»، وعندما قرأ الحكيم هذه الكلمات قسى على نفسه باللوم على خطيئته الساذجة، وفي مذكراته كتب أنه بعدها سأل نفسه: «كيف استطاع إذن هذا الصديق، رحمة الله عليه، أن يغير شعوري ويثيرني ضده؟».
 
رغب طه حسين في كتابة مُقدمة للطبعة الثانية لرواية «أهل الكهف»، وهو أمر لو حدث مع أي شخص آخر لطار فرحا وابتهاجاً، فمن ذلك الذي نال رضا عميد الأدب العربي ليكتب له مقدمة كتابه سواء في طبعته الأولى أو حتى الألف، وكان الأدباء يعتبرون تزيين طه حسين لكتبهم بمقدمة شرف لا مثيل له، وكان الناشرون يتسابقون على هذه الخطوة باعتبارها ستضمن لهم مبيعات مضمونة، إلا أن الحكيم غرد خارج السرب ورفض العرض الكريم من صديقه، بحجة أنه يكره المقدمات، ليس ذلك فقط بل أسهب في مبررات رفضه لعرض طه حسين، فكتب لصديق يقول: «أن يُقدِّم للقصة أحد كبار الأدباء المشهورين في مصر كما هو المتبع فهذا ما أمقته، لأنك تعلم أنني رجل مخلص صريح، وأن أولئك الكتاب المشهورين قلما يقرأون ما يقدمون له من كتب، وأن عملي إن هو إلا عمل يمثل شبيبة اليوم الصريحة المخلصة، التي تسعى إلى العمل المجدي لا إلى الشهرة الفارغة؛ لذلك تجدني مصرًّا على عدم التمحك في الكتاب بالمشاهير، لأحظى بمقدمة لا تظهر إلا نفاق كاتبها، وجهله بالقصة التي يكتب عنها».
 
وياليت الحكيم قبل العرض، لأن طه حسين اعتبر هذا الرفض إهانة كبرى في حقه، فرد على رفض الحكيم بكلمات طوت حزنا عميقاً، وثقه في كتابه «فصول في الأدب والنقد»، والذي قال فيه: «نتحدث عن أهل الكهف، وعن طبعة ثانية بين الناس، فأقترح أنا أن أقدمها إلى الجمهور، ويظهر الأستاذ (توفيق الحكيم) وأصدقاؤنا الرضا بذلك والابتهاج به، ثم يلقى الستار ويرفع، وقد تمت الطبعة الثانية من أهل الكهف، وأبطأتُ أنا بالمقدمة أسبوعين، فينشر الكتاب بغير مقدمة وبغير أن يتحدث أحد في ذلك، فيسوؤني ذلك بعض الشيء».
 
وهنا وجد البعض الفرصة سانحة لتوسيع مساحة الخصام بين الكبيرين، فأقبل أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة، على نشر تفاصيل الخلافات بين الأديبين، وكان يرى الزيات في أمر النشر مادة تثري الحياة الأدبية والفكرية، وأصاب في رؤيته فلولاه ما وصلت إلينا تفاصيل هذه العلاقة بهذه الدقة.
وعاد توفيق الحكيم وراجع نفسه، ووجد أنه أقبل على فعل لن يفهمه صديقه كما هو يقصده، فكتب إليه مصالحاً: «لا دخل لما بيننا من خلافات في الرأي والفكر بأي أمور سياسية، وإنه لم يخطر ببالي مطلقًا حينما لم أدعك تكتب مقدمة أهل الكهف أن ذلك يدخل في باب الخصومة، إنني أكن لك ودًّا وحبًّا بالغين».
وعندما صدرت مسرحية «شهر زاد» التي كتبها توفيق الحكيم، كتب عنها طه حسين كعادته، وهذه المرة كان رأيه سلبيًّا، فقال: «إن مؤلفها توفيق الحكيم في حاجة إلى مزيد من القراءة الفلسفية»، وهو ما استدعى ردًّا حاميًا من توفيق الحكيم فأرسل خطابًا لاذعًا لصديقه أخبره فيه أنه يقرأ في الفلسفة أكثر منه، وأنه ليس بحاجة إلى نصائحه.
 
غضب العميد بشدة من رسالة الحكيم، وأعلن مقاطعته التامة للحكيم، وأن شخصه لم يعد يعنيه بعد الآن، وردَّ له مجموعة من أسطوانات بيتهوفن سبق أن استعارها منه، وكالعادة وجد توفيق الحكيم نفسه متسرعاً في إرسال هذه الرسالة، وكتب خطابا جديداً حمل اعتذارًا وطلباً للعفو، فقال: «إني أتألم بحق، بعد التفكير اتضح لي أني مخطئ، كان عليَّ، على الأقل أن أستشيرك قبل أن أنشر كتبي.. ما رأيك في تصرفي؟، الذي يؤنبني أكثر هو ما أبديت من لطف في العفو عني بكل هذا الكرم.. إنك في الحقيقة فنان عظيم في أعماقك، هذا مؤكد، وأنا أعترف أني لا أتمتع بمثل هذه الروح، أنا لست جديرًا بالفن ولا بك، والآن ها هو قراري: إذا ظللت غاضبًا مني فسأتخلى عن الفن، وعن كل سيرتي الأدبية المخلص: توفيق الحكيم».
 
وبعد فترة من الشد والجذب، قررا أن يتوجا علاقتهما بكتاب واحد وهو «القصر المسحور» الذي ألفاه معًا.
 
بدأت قصة الكتاب عام 1936م عندما قررا أن يسافرا معا لقرية فرنسية تُدعي «سالانش»، والتي تقع على جبال الألب، وصدر الكتاب في العام التالي مباشرة بالرغم من تخوفات طه حسين من التجربة، بعكس توفيق الحكيم الذين كان أشد المتحمسين لهذه التجربة حتى إنه أهدى نسخة منه إلى كوكب الشرق أم كلثوم، والتي طربت له بشدة، وكتبت إلى العميد رسالة شاكرة قالت فيها: "سيدي الأستاذ الجليل طه بك حسين.. حظيت بمؤلفكم القصر المسحور، الذي تفضلتم بإهدائه إليَّ، فأكبرت منكم ذلك العطف الكريم، ولا شك عندي في أنني سأجد بين طياته غذاءً يضاعف شكري ويحفظه لكم في نفسي أجمل الذكريات، أدامكم الله منارةً للعلم والأدب".
 
وعندما عين العميد وزير للمعارف، رشَّح الحكيم للعمل في وظيفة مدير إدارة الكتب، وهو الترشيح الذي لم يرق لمصطفى النحاس رئيس الوزراء حينها بسبب هجوم الحكيم عليه، وفي جلسة لمجلس الوزراء الوفدي، عرض طه حسين رغبته في ترشيح الحكيم رئيسًا لدار الكتب، فوجم الوزراء وتوقعوا أن يثور النحاس على وزيره، فكيف له أن يجرؤ على ترشيح كاتبٍ هاجمه أكثر من مرة في الصحف، ويطالب بترقيته من موظف درجة ثالثة إلى مدير عام بدرجة وكيل وزارة، لكن فوجئ الوزراء الواجمون بموافقة النحاس على اقتراح طه حسين دون مقاومة احترامًا لمكانة الرجل.
 
وفي العام 1951م قرَّر العميد أن يقضي الصيف في أوروبا كعادته، ولم يستطع الحكيم أن يلحق به هذه المرة، فودَّعه في الميناء، ومن أوروبا أرسل له طه حسين خطابًا قال فيه: "قد مضت أيام كثيرة طويلة منذ افترقنا، ولكنا نذكرك فنطيل ذكرك، وأذكرك حين أخلو إلى نفسي فأطيل ذكرك أيضًا، فأنت بعيد قريب".
 
أنت كاتب نابه.. بل نابغة
 
وعندما انتُخب توفيق الحكيم عضوًا في مجمع اللغة العربية عام 1954م، كان أكثر المُرحبين بهذه الخطوة هو رئيس المجمع، حينها، طه حسين، وحرص على استقبال الحكيم على باب المجمع، خلافًا للمعتاد بأن يكون المُستقِبل هو صاحب ترشيح الحكيم للمنصب وكان الكاتب أحمد أمين، وكتب له بهذه المناسبة قائلاً: "أنت كاتب نابه، بل أنت كاتب نابغة ما في ذلك شك، قد اجتمع الناس على إكبار فنك، واجتمع على إكباره النقاد منهم وغير النقاد، وقد اجتمع العرب كلهم على إكبار فنك، والإعجاب به، وقد تجاوزت لا أقول حدود وطنك، بل حدود العالم العربي".
 
وفي أكتوبر من العام 1973م، رحل العميد في ظل انشغال المصريين بمعارك الحرب، ورغم ذلك لم ينسَ توفيق الحكيم أن يُودِّع صديقه الراحل بكلمة نشرتها الأهرام يوم 29 أكتوبر 1973، جعل عنوانها «فارق الحياة بعد أن فارق اليأس روح مصر».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق