دينا الحسيني تكتب: بعد رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي.. رصيد مصر تجاه القارة السمراء مازال كبيرا

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 07:00 م
دينا الحسيني تكتب: بعد رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي.. رصيد مصر تجاه القارة السمراء مازال كبيرا
أرشيفية

رصيد مصر تجاه القارة السمراء مازال كبيرا جداً، بداية من محاربة الاستعمار بكافة أشكاله نيابة عن أفريقيا ومساعدة دول أفريقية عدة على الاستقلال والقضاء على الفصل العنصري، ومع بعض الأزمات التي عاصرتها مصر مع دول الجوار الأفريقي"، وحرصت مصر على "التفاوض" واستبعدت كل الحلول الهوجاء انطلاقا من شعورها بالمسئولية تجاه أفريقيا.

مع مطلع الشهر الجاري تسلمت مصر رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي والمسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد، وحتى 30 من الشهر نفسه، وهي المرة الثانية التي تتولى فيها مصر رئاسة المجلس خلال عضويتها الحالية به، وقد اضفى هذا على المساعي المصرية نحو أفريقيا مزيداً من المسئولية.

السجل المصري تجاه إفريقيا حقاً "مُشرف"، خاصة بعد 30 يونيو، إذ حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التقارب مع دول القارة وكانت دولة الجزائر هي أول دولة أفريقية يزورها الرئيس بعد تولية مقاليد الحكم في البلاد، توالت الزيارات المكوكية  لدول أفريقيا كانت أهمها زيارة تاريخية قام بها الرئيس السيسي لدولتي أنجولا وتنزانيا التي لم يزورهما رئيس مصري منذ أكثر من 40 عاماً، كما أنه ولأول مرة يزور رئيس مصري دولة جيبوتي كانت في مايو 2019 ، مروراً برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وحتي بعد انتهاء مدة "الرئاسة" لا زالت مصر مهمومة بالمشكلات الأفريقية، ولعل من أبرز  نجاحات القاهرة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 6 زيارات أجراها الرئيس السيسي لدول أفريقيا خلال 2019 شملت دول "أثيوبيا، تونس، غينيا، السنغال، كوت ديفوار، جمهورية النيجر"، وتنوعت أهدافها ما بين بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا التي تؤرق القارة، سواء صراعات وأزمات تعوق التنمية، فضلًا عن تطوير العلاقات بين مصر وتلك الدول على الأصعدة كافة.

ولعل حرص مصر على التواجد الفعال مع دول القارة الأفريقية، يأتي استكمالاً لجهود القاهرة ودورها المحوري خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي علي مدار عام كامل 2019، وخلال تلك الفترة سجلت مصر عدة نجاحات، ومثلت القارة في عدة محافل دولية بارزة حملت فيها همومها وأبرزت تحدياتها، ومن هذا المنطلق دعمت مصر رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب وشاركت في مؤتمر "باريس" لدعم التنمية في السودان واسقاط ديون الخرطوم، فضلاً عن إطلاق مصر أهم المبادرات والمشروعات التنموية التي تربط بين مصر ودول أفريقيا منها الربط الكهربائي والنقل والاستثمار في أفريقيا، وإرسال قوافل في أزمة كورونا.

إنجازات مصر خلال عام من رئاسة الاتحاد الأفريقي كبيرة، وكان لها بالغ الأثر علي الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني بما يحقق أمال وشعوب أبناء القارة السمراء، فمنذ تسلم مصر رئاسة الاتحاد للمرة الاولي منذ تأسيسه عقب توجه الرئيس السيسي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 9 فبراير 2019 ، في زيارة تاريخية شهدت تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، تحديداً في  ١٠ فبراير 2019 ولمدة عام، كان ذلك بمثابة تتويجاً لجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيداً لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي .

وتوالت نجاحات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في مجالات مختلفة وسعت لتحقيق آفاق جديدة في بعض القضايا السياسية والاقتصادية، وتركزت أولويات رئاسة مصر للاتحاد على مجالات "التنمية الاقتصادية ، التنمية الاجتماعية ، مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الإفريقية ،تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي ، الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد ، السلم والأمن عبر تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات ، دعم جهود الاتحاد في استكمال منظومة السلم والأمن الإفريقية ، دفع الجهود المبذولة لمنع النزاعات والوقاية منها والوساطة في النزاعات" .

ويحسب لمصر خلال عام من رئاسة الاتحاد الأفريقي أنها عملت علي أطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية ، وتدشين صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في إفريقيا ، المنتدى الاقتصادي لإفريقيا نوفمبر 2019 ، وتوصيل الكهرباء لـ600 مليون إفريقي ، فضلاً عن اجندة التنمية 2063 ، مبادرة إسكات البنادق 2020 ، توقع مصر على اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار بعد النزاعات ، مبادرة علاج مليون إفريقي من فيرس سي ، تقديم20 معونة إنسانية ، تنظيم مُبهر لأكبر بطولتين في القارة الافريقية ، تنظيم مؤتمر نواب العموم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا "20 : 23 فبراير 2019".  

وخلال فترة رئاسة مصر، مثل السيسي القارة في عدة محافل دولية بارزة بدعوات من زعماء العالم، آخرها قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، في 20 يناير 2019 بلندن  بالعاصمة البريطانية لندن، تناولت القمة التمويل المستدام والبنية التحتية، فرص النمو الأفريقي، القمة الثالثة لمجموعة العشرين وأفريقيا، في العاصمة الألمانية برلين، نوفمبر 2019، لتفعيل التجارة الحرة القارية، لتصبح القارة أحد محركي الاقتصاد العالمي، عبر جذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات ، قمة ستوشي الروسية الأفريقية ،وفي أكتوبر 2019، ترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة ستوشي بروسيا ، وتم الإعلان عن إطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادي الأفريقي الروسي لأول مرة، ودخلت اتفاقية التجارة الحرة في أفريقيا حيز التنفيذ ما يجعل مثل هذه النجاحات طريقا لفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية ، قمة تيكاد 7 باليابان أغسطس 2019 ، حيث شارك السيسي كرئيسا للاتحاد الأفريقي، في قمة تيكاد 7 بطوكيو، دعا لأهمية إنشاء منطقة للتجارة الحرة في أفريقيا والمضي في أجندة أفريقيا 2063، هما ركنان أساسيان بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.

وتتوالى جهود مصر في تمثيل أفريقيا في كافة المحافل الدولية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي ومنها القمة 45 لمجموعة السبع وأفريقيا في برلين، وخلالها شدد الرئيس على ضرورة الارتقاء بمستوى شعوب الدول النامية بصفة عامة والأفريقية على وجه الخصوص وتحقيق التنمية المستدامة ، وأيضاً قمة مجموعة العشرين في يونيو 2019، وناقشت عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والعمل ، قمة الحزام والطريق ، في أبريل 2019، في بكين، من أجل إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وأفريقيا، حيث دعا الرئيس إلى مزيد من التعاون في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية.

وبعد أيام قليلة من تولي مصر رئاسة الاتحاد، في فبراير 2019، شارك السيسي، في مؤتمر ميونخ للأمن، بألمانيا، حيث تحدث فيه عن رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وسبل تيسير التجارة البينية في إطار أجندة القارة 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، بجانب جهود إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ليصبح بذلك أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ منذ تأسيسه .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق