مصر أول دولة في العالم تعلن القضاء نهائياً على فيروس "سى"

السبت، 13 نوفمبر 2021 08:30 م
مصر أول دولة في العالم تعلن القضاء نهائياً على فيروس "سى"
أحمد سامي

عضو لجنة الفيروسات الكبدية: "100 مليون صحة" نفذت أكبر نظام علاجي عالمياً بفحص 60 مليون مواطن

حظي قطاع الصحة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، بنصيب كبير من الاهتمام، وحرصت الدولة علي تطوير المنظومة الصحية من خلال حزمة من الإصلاحات، وهو ما ظهر من خلال المبادرات الرئاسية للاهتمام بصحة المواطن، فضلا عن النهوض بالمستشفيات وإعادة تأهيل البنية التحتية، والقضاء علي فيروس الكبد الوبائي سي، بإدارة علمية مكنتها استعدادات جرت خلال السنوات الماضية في رفع كفاءة المؤسسات الصحية.

وتعد التجربة المصرية الناجحة في علاج فيروس سي، دليل على قوة الإرادة وإصرار القيادة السياسية على أن تكون مصر خالية من الفيروس، مما جعل العديد من الدول تعمل على الاستفادة من تجربة مصر في علاج فيروس الالتهاب الكبد الوبائي، وخير دليل علي ذلك هو إعلان العديد من الدول رغبتها في الاستفادة من تجربة مصر في القضاء على الفيروس وتطبيقها في بعض الدول.

ونجحت مصر في القضاء على فيروس الكبد الوبائي سي، في أقل من 6 سنوات، وفحص 75 مليون مواطن من سن 18 لـ 60 عامًا  ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس "سى" وتقديم العلاج للمرضى بالمجان، لتكون مصر أول دولة تواجهه بعلاج  8 ملايين مواطن لتمثل أكبر عملية مسح طبي في العالم، وتم تقديم العلاج بالمجان لـ حوالي 2.2 مليون مواطن، بتكلفة إجمالية للمبادرة بلغت 5.5 مليار جنيه، منها 2.5 مليار تكلفة المسح و3 مليارات تكلفة العلاج، كما تم تجهيز المعامل المركزية بـ 41 جهاز "PCR" وزيادرة قدرة العمل يوميًا من 8 آلاف إلى 35 ألف عينة وتشكيل غرفة عمليات مركزية مرتبطة بالمحافظات تضم 20 ألف فرقة و60 ألف متدرب.

وفى 30 ديسمبر من العام 2018، انطلقت صافرة القضاء على فيرس سي من خلال مبادرة "100 مليون صحة"، التي عكست اهتمام الدولة بقطاع الصحة، لإعلان مصر خالية من الفيروس وهو ما تم إنجازه هذا العام، بعد أن أعلنت الحكومة المصرية قضائها على فيرس سي نهائيًا، في تجريه صحية ناجحة، يُشار إليها من دول العالم، فربما تكون هي أول دولة في العالم تنتصر على الفيروس اللعين.

ولسنوات عديدة، سجلت مصر أعلى معدل لانتشار الالتهاب الكبدي الوبائي "C" في العالم، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2010، فإن ما يقدر بأكثر من نصف مليون شخص يصابون بالفيروس للمرة الأولى كل عام، بينما أشارت تقديرات وزارة الصحة والسكان إلى أن عدد حالات الإصابة بالفيروس سنويًا تبلغ 100 ألف شخص، حيث كانت تعادل نسبة الإصابة الالتهاب الكبدي الوبائي C عشرة أضعاف مثيلاتها في أوروبا وأمريكا.

الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد، وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات، قال إن مصر أصبحت أول دولة على مستوى العالم تصل للهدف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروسات الكبدية بحلول 2030، وقبل المدة المحددة بـ10 سنوات، لافتاً إلى أن برنامج 100 مليون صحة الذي نُفذ منذ 2018 نجح في علاج مليون ونصف المليون مصاب بجانب مليونين آخرين، اكتشفت إصابتهم قبل بداية تطبيق هذا البرنامج، مضيفا أنه خلال 7 أشهر فقط في فحص 60 مليون مواطن ضد فيروس سي وتحويل من يملكون أجساما مضادة لمراكز العلاج المنتشرة في البلاد، حيث جرى متابعتهم بالتحاليل والعلاج المجاني حتى التأكد من الشفاء التام.

وأوضح عصمت في تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، أن مصر نفذت أكبر نظام علاجي على مستوى العالم لمرض فيروس سي، فلا توجد دولة أخرى نجحت في إجراء فحص لـ60 مليون مواطن لاكتشاف المصابين، والدولة التي تلينا هي نيجيريا، إذ أجرت فحصا لـ30 مليونا لكن عدد سكانها أكثر من ضعف مصر لذا تعد هذه النسبة منخفضة، كما أن فحوصاتها ركزت على فيروس سي فقط لكن مصر بجانبه فحصت ضغط الدم والسكر والسمنة، فأصبح هناك قاعدة بيانات صحية تفيدها في وضع التصور الصحي المستقبلي.

وأشار عصمت إلى أنه منذ العام الماضي تقوم مصر علي مساعدة 18 دولة أفريقية لتخطي مشاكل فيروس سي، وزار أطباء مصريون دول جنوب السودان والصومال وتشاد وأوغندا، لنقل خبراتهم للفرق الطبية بشأن تقييم الحالات ووصف الدواء المناسب، لكن انتشار "كوفيد-19" أوقف برامج التعاون مؤقتا، ومن المتوقع أن يستأنف بمجرد تخطي أزمة كورونا.

من جانبه أكد الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد، ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن التجربة المصرية لعلاج فيروس سي مُلهمة للعالم، ونموذج يحتذى به حاليًا في الدول النامية، موضحًا أن البداية الفعلية لمواجهة فيروس سي كانت في 2006 بإنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، حيث كان العلاج المتاح هو عقار الأنترفيرون، غير أن 12 فئة لم تستفيد من هذا العلاج، حيث كان له آثار جانبية شديدة، ونسبة الشفاء تراوحت بين 40 و50%، لافتاً إلى أنه مع بداية ظهور العقاقير الحديثة، ابتداءً من السوفالدي الذي اعتُمد من هيئة الدواء الأمريكية في 6 ديسمبر 2013، كان أول مريض مصري يستخدم العلاج في 16 أكتوبر 2014، أي أنه خلال 10 شهور تم وضع لوجستيات واتفاقيات بين وزارة الصحة والشركة المنتجة لتوريد العقار وهو إنجاز كبير،  منوهًا بأنه تم إنتاج المثيل المصري للسوفالدي لاحقًا واعتماده دوليًا، وهو ما ساهم في حصول نحو 4 مليون مريض مصري على العلاج من الفيروس الكبدي.

وأضاف عز العرب، أن ثمن علاج مريض أجنبي من فيروس سي بالسوفالدي يُقابله علاج 10 أشخاص مصريين بنفس السعر، ولا يقل المثيل المصري كفاءة عن مثيله الأجنبي، كما وجد السوفالدي المصري سوقًا خارجيًا له في الأسواق العربية والأفريقية، وكُلها أمور تدعو للفخر، في الوقت الذي اتخذت الحكومة على عاتقها علاج مرضى فيروس سي المصريين على نفقة الدولة، إضافة إلى أنه مُنذ يوليو 2016 ولا يوجد قائمة انتظار أمام المصابين بالفيروس للعلاج.

وقدمت ناشيونال جيوجرافيك فيلما تسجيليا عن مصر وقضائها على فيروس سى، و أن اليوم مصر تتحدث عن دولة خالية من فيروس سى، والإدارة المصرية التى تسلمت الحكم 2013/2014 قرت أن تعالج أشياء على مدى سنوات إدارات كثيرة كانت تراها مستحيلة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد اشادت بدور مصر في القضاء على فيروس سى، موضحا أن مصر اختبرت أكثر من 60 مليون شخص للالتهاب الكبدي C، وربطت أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالعلاج مجانًا

وأشارت المنظمة، إلى أن مصر نجحت خلال جائحة فيروس كورونا كوفيد19، في الاستمرار في تقديم الفحص والعلاج لمن يحتاجه من مرضى فيروس سى وبى ، فمصر لها تاريخ في محاربة التهاب الكبد الفيروسي وما تلاها من أنشطة، ففي عام 2006 تم إنشاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، و في عام 2014تم إدخال العقاقير الجديدة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي، وفى عام2018-2019 قامت بإجراء أكبر مسح لفيروس سى، والأمراض غير السارية عرفه العالم، بالإضافة إلى ميكنة قواعد بيانات المرضى، وإجراء أكبر حملة للقضاء على فيروس سى من خلال المبادرة الرئاسية " 100مليون صحة".

ونشرت مجلة" The new england journal of medicine"، بحثًا عن برنامج القضاء على فيروس سى فى مصر ، والذى قامت به مجموعة من العلماء من المصريين، والجهود التي بذلتها مصر للقضاء على فيروس سي، تحت عنوان "برنامج الفحص والعلاج للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي في مصر لمعرفة كيف استطاعت مصر أن تعالج 4 ملايين مريض فى فترة قصيرة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن مصر كانت لديها أعلى معدل انتشار لعدوى فيروس سى في العالم، إلا أنها استطاعت أن تكون مثلا يحتذى به للعالم كله فى القضاء على فيروس سى، والتى أشادت بها منظمة الصحة العالمية، بجميع المحافل الدولية، وتصدرت عناوين الصحف العالمية، وأهمها مجلة لانسيت التى جعلت غلاف المجلة عن علاج مرضى فيروس سى المصريين، ووضع صور الفراعنة أثناء اعطائهم العلاج للمرضى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق