البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين.. هنا يُصنع القادة

السبت، 18 ديسمبر 2021 10:30 م
البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين.. هنا يُصنع القادة
أحمد سامي

البرنامج يستهدف إنشاء قاعدة قوية من الكفاءات الشابة القادرة على تولى مسئولية العمل الإداري في مختلف المجالات

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015 البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، بهدف إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، وساعد قوي تبنى به الجمهورية الجديدة.

وتبنى الرئيس السيسي نظرية التأهيل قبل التمكين التي بدأت منها عملية تأهيل الشباب بإطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة PLP من 20 إلى 30 عاما، وبعد نجاح التجربة تم العمل على توسيع الفئة العمرية المستهدفة بالتأهيل، فأعلن عن البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، وأتاح البرنامج الفرصة للشباب في الفئة العمرية من 30 حتى 45 عاما الالتحاق بالبرنامج، ثم تم إضفاء الطابع المؤسسي للبرنامج الرئاسي فتم الإعلان عن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بقرار رئاسي عام 2017.

يعد البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة، واحدا من أهم البرامج التي أطلقتها الأكاديمية الوطنية للتدريب والتي بدورها تمثل تطورا حقيقيا في تنمية المهارات العملية للتنفيذيين والتي لطالما طالب بها كثيرون، ولأول مرة يكون لدينا مكان متخصص قادر على تخريج كفاءات جاهزة لتولى مناصب قيادية خاصة أنه يتم للشباب الصغير نسبيا وهو الأمر المتوفر في كثير من البرامج التي تقدمها الأكاديمية الوطنية للتدريب.

إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشابة القادرة على تولى المسئولية

وتتضمن رؤية البرنامج، إنشاء وتحديث قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشابة القادرة على تولى مسئولية العمل السياسي والإداري في مختلف المجالات والقطاعات الحكومية في زمن قياسي، فتكون مطلعة على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العملي والعلمي، وتم اختبار قدرتها على تطبيق الأساليب والطرق الحديثة بكفاءة عالية، وإنتاجية متميزة، وبالتكلفة والتوقيت المثاليين.

هذه القاعدة تمثل النواة الطبيعية لمجتمع عامل منتج، ومتفهم للطبيعة المعقدة للتحديات التي تواجه الوطن، ولديه القدر الكافي من المعرفة السياسية والبناء الأخلاقي، لمواجهة موجات حروب الإرهاب، والإفساد، وتدمير المجتمع.

ويشمل البرنامج تدريب وتطوير الكفاءات من سن 30 إلى 45 عاما كي يكونوا اللبنة في إعداد الصف الثاني القادر على القيادة وتحمل المسئولية، والبرنامج يمثل رحلة تحول متكاملة للحياة العملية والشخصية للمتدرب ومسئول عن إعداد رجل دولة بالمعنى السليم قادر على تحمل المسئولية وإدارة الأزمات واتخاذ القرارات.

يتم التقديم على البرنامج من خلال الموقع الإلكتروني للأكاديمية أما عملية القبول فهي عملية دقيقة وصارمة وتشمل اختبارات السمات الشخصية واللغات العربية والانجليزية واختبارات الثقافة العامة فيما تشمل المرحلة الثانية من الاختبارات مرحلة المقابلات الشخصية ويشارك فيها مجموعة من الوزراء ورؤساء الهيئات والشخصيات العامة وكذلك الخبراء في المجالات المختلفة وبعدها يتم تحديد المستوى الطبي والبدني للمتقدم.

وجرى تصميم البرنامج وفق آليات متطورة وباهتمام بالغ بأدق التفاصيل من حيث المحتوى الذى يغطى محاور مختلفة من علوم الإدارة والمهارات القيادية والأمن القومي على أن يتم تدريس المحتوى بشكل مكثف ومتنوع في نفس الوقت.

البرنامج التدريبى يستمر لمدة عام كامل، تتنوع فيه الدراسة من محاضرات وورش عمل ولقاءات بشخصيات عامة وكبار المسئولين في الدولة وأنشطة ثقافية وزيارات خارجية كما أن البرنامج لا يقتصر على الدراسة النظرية وإنما يشمل تدريب ميداني لمدة 3 شهور ومن خلاله يتعرض المتدرب لملفات تتطلب تطبيق ما تم دراسته على أرض الواقع، ويتخرج الشباب من البرنامج بعد اجتياز ثلاثة محاور رئيسية (علوم سياسية واستراتيجية / علوم إدارية وفن القيادة / علوم اجتماعية وإنسانية) ويتخلل ذلك أنشطة رياضية، وثقافية، وفنية.

التجربة تحقق إنجازات ومكاسب للشباب بمختلف أعمارهم

حققت التجربة إنجازات ومكاسب للشباب بمختلف أعمارهم في صناعة حاضر ومستقبل بلدهم فدعمهم بعد تأهيلهم لتولي المناصب القيادية، كصف ثانٍ في أجهزة الدولة صقل خبراتهم العملية، فتولى الشباب مناصب معاونين ونوابا للوزراء ومحافظين ونواب محافظين، حيث شكل الشباب 60 % من حركة المحافظين لعام 2019 فضلا عن زيادة نسبة تمثيلهم فى الغرف النيابية بشقيها الشورى والنواب.

ونجح خريجي البرنامج الرئاسي من الدفعات السابقة في تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض بمؤسسات الدولة المختلفة، وتبنت القيادة السياسية العديد من مقترحاتهم، وتم تحويلها إلى مشروعات حقيقية، ويعد أبرزها إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب والتي جاءت بتوصية من شباب البرنامج الرئاسي بالمؤتمر الوطني للشباب وتم التصديق عليها من الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر.

ومنحت الدولة فرصة حقيقية للعناصر شابة من أعضاء البرنامج الرئاسى، بينما حازت المرأة أعلى نسبة تمثيل فى منصب نائب المحافظ، بواقع 30 % من إجمالي الحركة الجديدة، من خلال تعيين 7 نائبات للمحافظين الجدد.

وساهم شباب البرنامج بدور رئيسي في عدد من المبادرات والمشروعات (تنظيم المؤتمرات الوطنية للشباب – منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث وصولاً لتنظيم النسخة الرابعة يناير المقبل – ملتقي الشباب العربي الإفريقي) بالإضافة إلى المشروع القومي "حياة كريمة".

ويتولى العديد من شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة بعض المناصب بالدولة مثل أعضاء بمجلس الشيوخ – أعضاء مجلس النواب – محافظين – نواب محافظين – مساعدين ومعاونين للوزراء والمحافظين وغيرها من المناصب في الهيئات والقطاعات الحكومية والخاصة مما ساهم في ضخ دماء جديدة في الشريان الهيكل الإداري للدولة؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق