حكاية أكبر معمرة على أرض سيناء.. البدوية "عايشة" منذ 100 سنة.. هدية زواجى "بطانية ومخدة " ولم أنجب أطفالا

الخميس، 23 ديسمبر 2021 07:19 م
حكاية أكبر معمرة على أرض سيناء.. البدوية "عايشة" منذ 100 سنة.. هدية زواجى "بطانية ومخدة " ولم أنجب أطفالا

100 سنة من العمر قضتها "عايشة محمد عودة السواركة " ولا تزال بكامل قواها العقلية والصحية، باستثناء توقف قدميها عن الحركة، والتزامها غرفة بسيطة فى منزل ابن شقيقها فى حى الكرامة شرق مدينة العريش بشمال سيناء، والذي يتكفل برعايتها بعد وفاة والده لأنها لم تنجب ابناء.

بالدعاء بالستر، وأن ينصر الله مصر تتحدث عائشة  لزوارها بلسان طليق، وهم يتعاقبون عليها قادمين من كل أنحاء مصر، ما بين باحثين عن بركة وعن علاجات طبيعية تجيدها، والغالبية لا يريدون منها سوى الدعاء لهم من القلب.

تشير بيانات الرقم القومى للسيدة عائشة، أنها من مواليد شهر ديسمبر، 1919، وتقول هى أن عمرها 103 سنة، بينما يؤكد ابن شقيقها الذي يتكفل برعايتها أن عمرها تجاوز 110 عام.

كل مامر من السنوات لم تغب عن عقلها كثير من الذكريات التى عاشتها طوال أكثر من قرن من الزمان، وقالت إنها عاشت حياتها راعية "حلال " وهى الأغنام والإبل" تتنقل ورائها حيث ديار عائلتها " ابومنونة"، ما بين مناطق جنوب العريش، والشيحى والقريعة ولحفن وهى قرى معروفة.

وأضافت أن والدها كان يربى الغنم والإبل التى هى مصدر رزقهم، ويزرع الأرض بالقمح والشعير الذى هو مصدر طعامهم الطبيعي وعليه عاشوا ينشغلون بزراعته، ثم حصاده ودرسه .

وتابعت أنها شقيقة أكبر لأخ واختين، وعندما بلغت سن الـ18 ، زوجها والدها لأحد أقاربها، وكانت هدية الزوج كما كان الحال فى ذلك الوقت لحاف وبطانية ومخدة، وعدد من رؤوس الأغنام ، هى المهر والأثاث والهدية.

وأكدت أن يوميات حياتهم كانت بسيطة، تتلخص فى السعى وراء العشب لرعى الأغنام وتربيتها، ومنها يحصلون على مصدر رزقهم فى المعيشة، وتابعت أنها لم ترزق بأطفال وتوفى زوجها، وانتقلت للمعيشة عند شقيقها "سالمان"، دون أن يتغير شيئا فى يومياتها، وبعد وفاته أصبح يرعاها ابن شقيقها وهو الشاب "محمد" الذي تعتبره أغلى مافى حياتها فهو الأبن الغالى عليها البار بها، ووصفته بلهجتها قائلة "هو بيض البيض" أى أنه من أحفاد أحفاد أسرتها.

وأشارت، إلى أنها عانت كثيرا فى حياتها، خصوصا فى موسم حصاد الشعير والقمح، ولاتزال ايديها تحمل بصمات تلك الأيام، كما أنها عاصرت كثير من الأزمنة المتغيرة على المنطقة بما فيها من أحداث وحروب، كانت تسمع عنها ولكنها لم تنال منها شيئا لأنها لا تهتم بها.

بين كل حديث وآخر عن مراحل حياتها، لم تغب عن ذاكرتها أدعية بسيطة ترددها ومنها قولها بلهجتها "ادعو لكم بالخير والسترة، ويكفيكم شر بنى آدم وينصركم رب العالمين "، كما لم تغب عن ملامحها حياء متوارث ، فهى لاتزال تحتفظ بغطاء رأسها " القنعة ولديها إصرار على أن تغطى وجهها ولا تظهر إلا عين واحدة ، وهى عادة من عادات البدويات فى سيناء متوارثة ، وقالت المعمرة عائشة فى عبارة لخصت هذا المظهر " انا بستحي"، واستطرد " انتو  حبايبى انتو حبايبى حلاة بيتى ونصرة قلبى"، فى إشارة أنها تستحي أن يظهر وجهها،  رغم أن كل زوراها أحباب لها تشرفت بهم فى بيتها ، وتابعت وهى تردد الأدعية بلهجتها ،" يرعاكم الله فى مرعاه ويجبر بخاطركم،  ويكفيكو شر المتغبى، ويكتبنا الله من عباده الغانمين ، ويستركم رب العالمين" ، وهى تدعو اأ يشمل كل زائر لها الله برعايته ويعود مجبور الخاطر، ويكفيه شر ما تخفيه له الأيام من شرور، وأن تنعم بغنيمة أجر الزيارة ويستر الله كل زائر لها.

وعن أمنيتها قالت، إنها لاتريد إلا الستر ولاتكون سبب فى أن " تكبر لأحد جهد" .

وبدوره أوضح محمد سالمان، وهو ابن شقيقها القائم برعايتها فى بيته البسيط بحى الكرامة بالعريش، إنه عامل يومية ولا يعمل فى أى وظيفة، ويقوم برعاية عمته التى يعتبرها والدته وجدته وكل شئ فى حياته.

وأضاف أنه يوميا يغادر البيت بحثا عن الرزق ويعود ليلا، وعمته هى فى البيت فى غرفة مخصصة لها تستقبل زوارها، والباب مفتوح فى وجه الجميع لا تغلقه أبدا، وجميعهم زوار من محبيها يحضرون من كل مكان من سيناء والمحافظات يبحثون عن دعواتها والجلوس معها والاستفادة من خبرتها فى علاج بعض الأمراض.

وتابع محمد سالمان، أن عمته معروفة بينهم، وعمرها تجاوز الـ110 عام، ومثبت رسميا أنها من مواليد 1919 من لجنة تسنين من سنوات استخرجت أوراق ثبوتية لها، ولاتزال بكامل قوتها العقلية باستثناء بعض الخلل فى السمع، وتأكل بشكل طبيعى، ولكنها منذ عامين اصبحت قعيدة ولاتستطيع الحركة.

وبدورهم يحرص جيرانها من سكان حى الكرامة على عدم الغياب عن بيتها، كما أن الشباب ابناء الحى استطاعوا بيان قيمتها بينهم من خلال بث فيديوهات للسيدة عبر مواقع السوشيال ميديا، وقال أحمد بخيت من سكان الحى إنهم يعتبرنها بركة المكان التى قصروا فى حقها كثيرا، وهى سبب أن يأتى لهم ضيوف وزائرين من كل مكان.

وتابع أنهم يعرفون أسرتها الطيبة وابن شقيقها المكافح على لقمة عيشة، وخلال الفترة الأخيرة كان سعيهم مع التضامن الاجتماعي أن يتم توفير سقف لغرفتها البسيطة، إضافة لتوفير فرصة عمل مناسبة للشاب ابن شقيقها القائم على رعايتها، وتشملهم كأسرة بسيطة مبادرة تكافل وكرامة.

وقال إنه يتمنى أن جدتهم عائشة تحظى بمقابلة كبار المسئولين، فهى تمتلك روح وطنية تعبر بها عن حبها لكل من تقابلهم بدعاء يريح القلب ويجعل كل من يراها يحبها ولاينقطع عن زيارتها.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة