الأزهر: سياسة الكيل بمكيالين أفقدت الشباب الثقة في الدول الكبرى

السبت، 23 يناير 2016 12:21 م
الأزهر: سياسة الكيل بمكيالين أفقدت الشباب الثقة في الدول الكبرى
عباس شومان

قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن هناك أسبابا واضحة لانتشار التطرف والإرهاب في العالم لا تحتاج إلى تعريف أو شرح، يأتي على رأسها ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا من مشكلات أبرزها إحساس الشباب العربي بالظلم الواقع على المنطقة وفقدانه الثقة في مواقف الدول الكبرى من قضيته الأم وهي القضية الفلسطينية.

وأضاف وكيل الأزهر خلال لقائه مع كل من السفيرة تينا جورتيك منسق العلاقات الأوربية مع دول البحر المتوسط، وأرو بايتوكين من صندوق مساعدات الكنيسة الفنلندية، أن الشباب العربي يجد الدول الكبرى تكيل بمكيالين وتحابي الكيان الصهيوني وتتخذ القرارات الفاعلة والحاسمة التي تصب في صالحه، أما إذا تعلق الأمر بإقامة الدولة الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني فإن الأمر يختلف ولا تجد للقرارات مسارا للتنفيذ، وهو ما زاد من حدة فقدان الثقة لدى الشباب ووصل إلى مرحلة الكراهية.

وأكد شومان، أن الشباب يرى أيضا أن هناك أموالا تم إنفاقها لتدمير دول عربية دون مبرر مثل العراق وكذلك سوريا وليبيا واليمن،في وقت لو أنفقت فيه هذه الأموال على تحسين الحياة للمجتمعات لحلت معظم مشكلاتها وبخاصة مشكلات الشباب، وعليكم التأكد أن دعمكم للدعاة لا يصل إلى الدعاة المتشددين الذين ينشرون التطرف والإرهاب بدلا من مكافحته وتحذير الشباب منه، وهم يسيطرون على الخطاب الديني في العديد من البلاد الأوربية، وعليكم - إن كنتم جادين - دعم العمل الدعوي والتنسيق مع الجهات المعتدلة الموثوقة.

وأشار وكيل الأزهر إلى أن هذه الأمور وهذه الحالة من الكراهية ساعدت الجماعات المتطرفة على إيجاد بيئة خصبة لضم الشباب إليها بدعوى الجهاد والخلافة وغيرها، وهذا الاتجاه واجهته جميع الدول العربية وقامت بتوضيح حقيقة الإسلام ومبادئه التي تحض على السلام والتعايش السلمي، إلا أن الدول الغربية فتحت الباب لتلك الجماعات وساعدتها على النمو داخل مجتمعاتها بدعمها وتصدرها للمشهد الدعوي بها، مؤكدا أن الأزهر حذر مرارا وتكرارا من تصدر غير المؤهلين للدعوة في الدول الغربية وعدم ترك الساحة لهم، لكن للأسف الشديد لم تستجب تلك الدول للأزهر فرأينا آلاف الشباب الأوروبي ينضمون لداعش.

وتابع، أن الشباب العربي فقد الثقة في التحالفات التي نشأت من أجل القضاء على داعش بعد أن شاهد داعش تزداد قوة والطائرات بدلا من ضربها تلقي إليها بالأسلحة، فضلا عن امتلاكها لأموال كثيرة وقدرات لا نعرف من أين تأتي بها، واحتلالها لمساحات من الأراضي على مرأى ومسمع من طائرات التحالف الاستطلاعية والحربية،وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام ويشكك في مصداقية التصدي لداعش.

وأشار شومان، إلى أن الأزهر الشريف - أكبر مؤسسة إسلامية في العالم - يتعاون مع الجميع من أجل نشر السلام وتوضيح حقيقة الإسلام السمحة، وقد أصدر الأزهر الشريف عدة وثائق من أهمها وثيقة الحريات التي تؤكد حق الإنسان في العيش المشترك والتعايش السلمي، مشيدا بتجربة بيت العائلة المصرية داخليا وخارجيا، مضيفا أن الأزهر يؤمن بالتعددية التي لا يمكن أن تكون محلا للخلاف ويدعم الخطابات التي تؤكد على التعايش السلمي.

من جهتها، أكدت السفيرة تينا جورتيك، تقديرها لدور الأزهر وجهوده من أجل دعم ونشر السلام العالمي، موضحة أن وكيل الأزهر أجابها على كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى معرفتها وأوضح لها الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنها، وإنها تتفق معه في كل ما قاله، وستكون محل الاعتبار في تقاريريها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة