مصر «بلد التعاسة»..القاهرة تتذيل قائمة الدول الأكثر سعادة فى العالم..الإمارات تتصدر عربيا.. و«الأمم المتحدة»:المستوى المادى للأفراد والفساد أبرز العوامل المؤثرة..«ساينس»:جين «الإليل1»مسئول عن السعادة

الإثنين، 25 يناير 2016 06:34 م
مصر «بلد التعاسة»..القاهرة تتذيل قائمة الدول الأكثر سعادة فى العالم..الإمارات تتصدر عربيا.. و«الأمم المتحدة»:المستوى المادى للأفراد والفساد أبرز العوامل المؤثرة..«ساينس»:جين «الإليل1»مسئول عن السعادة
صورة تعبيرية

اشتهر المصريون على مدار التاريخ بحسهم الفكاهى العالى، حتى أن البعض قد يعتقد أن أحفاد الفراعنة ملوك السعادة فى العالم، لكنها فى الحقيقة سعادة لا تدوم أبداً، سعادة لا نكتفي بها إطلاقاً، ولعل تصدر مصر لقائمة الدولة الأكثر تعاسة فى العالم- بحسب تقرير شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة- لخير دليل على كم المعاناة النفسية التى باتت تلاحق بلد «النكتة الحلوة».

ففى تقرير لشبكة الأمم المتحدة حول الدول الأكثر سعادة، ضم 158 دولة على مستوى العالم، تم ترتيبها من الأسعد إلى الأتعس تنازليا، جاءت مصر فى المرتبة 135 قبل سوريا واليمن اللاتين تشهدا صراعات مسلحة منذ 5 سنوات، بينما تربعت سويسرا على عرش قائمة أسعد دول العالم، جاءت دولة الإمارات كأكثر الشعوب العربية سعادة في المركز الـ 20 عالمياً، وتلتها سلطنة عمان في المركز 22، وقطر في المركز 28، والسعودية في الترتيب 35.

وكشف التقرير الآلية التى اعتمدت عليها الشبكة لاختيار الدول الأكثر سعادة، لافتة إلى أنها لجأت إلى تقييمات الناس أنفسهم عن حياتهم، ووضعت في الحسبان عوامل مثل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد الواحد، ومستوى الصحة، ومتوسط العمر المتوقع، وتصورات الفساد، والدعم الاجتماعي، وحرية اتخاذ قرارات الحياة.

وأوضح التقرير أن النساء بشكل عام أكثر سعادة قليلا من الرجال في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن «السعادة تعتبر بشكل متزايد الطريق السليم للتقدم الاجتماعي والهدف من السياسات العام، كثير من قادة العالم يتحدثون عن أهمية الرفاهية كدليل على تقدم دولهم».

قد يبدو للبعض أن التقرير جانبه الصواب في تقديره لمؤشرات السعادة فى مصر، خاصة وأن «النكتة» هى الحل السحرى الذى يلجأ إليه المصريون لتخفيف معاناتهم وآلامهم إلى جانب إيمانهم العميق بما كتب وقدر لهم فى الحياة، لكن مجلة «ساينس الأمريكية» كان لها رأى أخر فيما يتعلق بالأسباب التى تجعل البعض سعيدا والأخر تعيسا.

فتحت عنوان«ضبط صياغة الجينوم»، أشارت المجلة على غلافها إلى مجموعة من الأبحاث المتعلقة بالجينات والتي نشرتها داخل العدد، وأحدثها بحث يتناول صلة الجينات بالسعادة.

تقول المجلة إن باحثان اكتشفا أن أحد الجينات يلعب دورا كبيرا في جعل الإنسان سعيدا، من خلال إذكاء إحساسه بالرضا أو بالاستياء. ونقلت المجلة عن الباحثان مايكل مينكوف، ومايكل بوند، وهما ـ على الترتيب ـ من جامعتي فيرنا البلغارية وبوليتكنيك بهونج كونج، قولهما إن الجين يضطلع بدوره، إلى جانب العوامل الخارجية، في جعل شعب ما أكثر سعادة من شعب آخر.

وتوضح الدراسة التي أجراها الباحثان أن نسبة ما يسمى (الإليل 1) وهو شكل بديل للجين، داخل هيدرولاز أميد حمض الدهنية، ينعكس على الإنسان، فيخفض عنده الشعور بالألم، ويساعده على الفرح.

وتوصل الباحثان إلى أن الشعوب التي يرتفع منسوب (الإليل 1) في أحماضها الأمينية تشعر بسعادة أكبر، كما هو الشأن بالنسبة إلى مواطني غانا ونيجيريا وغرب أفريقيا، إضافة إلى شمال أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك وكولومبيا.

ويملك مواطنو دول أخرى مثل العراق والأردن وشرق آسيا والصين والتايوان، قابلية أكبر للسعادة، بفعل ارتفاع (الإليل 1) في أجسامهم. لكن، نبه الباحثين إلى أن الجينات ليست العامل الوحيد في السعادة، إذ أن هناك عوامل خارجية تتعلق بظروف الحياة، وهي تلعب الدور الأكثر أهمية في إضفاء السعادة على حياة الإنسان.

ولو كان الأمر معلقا بالجينات وحدها، لوجدنا شعوبا ينعم كل أبنائها بالسعادة، وشعوبا أخرى تعاني التعاسة من أولها لآخرها، وهو أمر لا يتصور وجوده. وأشارت المجلة إلى أن كثيرون عزو سعادة الشعوب إلى استقرارها السياسي والاقتصادي.

وهذا يعنى أنه رغم أهمية الدورى الذى يلعبه الاستقرار المادى للمواطنين فى التأثير على شعورهم بالسعادة كان أو التعاسة، إلا أن الكآبة التي تعانيها نسبة مقدرة من سكان دول متقدمة وغنية، والسعادة التي تشعر بها نسبة مماثلة في دول فقيرة، يظلان لغزا يجد علماء كثر صعوبة فى تفسيره.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق