مختار بلمختار.. «القط المتوحش» قاذف الرعب في صدور «الدواعش»

يصعب عليك إغفال، مختار بلمختار، حيث تتحدث عن القاعدة في الشمال الإفريقي، ويكتسي الرجل بالكثير من الألقاب التي اكتسبها من عملياته المرعبة ضد الغرب في قلب الصحراء، ومنها القط المتوحش" و"بن لادن الصحراء".. كما أنه يتميز بتغيير مناصبة القيادية فهو زعيم جماعة "المرابطون"، وأمير جماعة "الموقعون بالدم" والقيادي السابق لـ"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

ويتضح دور الرجل أكثر حين تجد الكل يبحث عنه تحت علامة "مطلوب للقتل"، وأولها داعش ليبيا، حيث نشر التنظيم لائحة على مواقع تابعة لمتشددين، عليها صورة بلمختار الشهير بـ"خالد أبو العباس"، وعليها عنوان: "مطلوب للقتل"، وتمت الإشارة فيها إلى أنه ينتمي إلى "صحوات الردة بدرنة"، كما أنه مطارد من الجيش الجزائري والاستخبارات الأمركية والفرنسية وقوات الأمن في عدة بلدان بالساحل الإفريقي.

بدأ بلمختار طريقه الحهادي في 1989 وبعد مقتل عبد الله عزام مع نجله في أفغانستان، تأثّر بلمختار كثيرًا بمقتله وشكل له ذلك دافعًا قويًا فعقد العزم مع ثلة من أهل بلدته وسافر إلى أفغانستان وكان ذلك مطلع التسعينات وكان يبلغ من العمر حينها 19 سنة، وحصل على دورات تدريبية في معسكر خلدن ومعسكر (جهاد وال) في ولاية خوست، ومعسكرات المهاجرين العرب في جلال آباد وكان له إحتكاك بالكثير من المجاهدين.

خرج بلمختار من أفغانستان أواخر 1992 بعد الوحدة الأولى بين الجماعات المسلحة في الجزائر ودخل الجزائر من المغرب ثم وبدأ عمله مع أبي مصعب خثير أمير الجماعات المسلحة في الشرق، وبعدها رحل إلى مسقط رأسه فأنشأ مع بعض الشباب النواة الأولى لكتيبة "الشهادة" والتي ٱمتد نشاطها فيما بعد إلى كل الصحراء والساحل وقاموا بعمليات عسكرية على أهداف جزائرية منها مقتل خمسة أوروبيين يعملون لدى شركة بترولية أمريكية وفي هذه المدة تم تكليفه كمع الأخ عبد الباقي من طرف إمارة الجماعة الإسلامية المسلحة بالإتصال بتنظيم القاعدة عند تواجدها بالسودان وتمت بينهم مراسلات لأجل دعم المجاهدين كان ذلك أواخر 1994 بداية 1995.

وظل بلمختار مختفيًا عن الأضواء طوال مدة نشاطه القتالي، حتي ظهر في ديسمبر 2012 وبعد إلحاح من أتباعه ومناصريه في شريط إسمه "شريعتنا وفاء وثبات"، توعد فيه كل من خطط وشارك في العدوان على حق الشعوب المسلمة في تحكيم الشريعة، وهدد فرنسا بمنازلتها في عقر دارها واستهداف مصالحها الإقتصادية، كما أعلن بلمختار عن تأسيس كتيبة فدائية من أفضل العناصر الجهادية تحمل اسم "الموقعون بالدماء" ودعا الشباب المُسلم في كل بلاد الإسلام إلى النفير إلى أرض أزواد المسلمة ودعا العلماء والدعاة لتحريض المسلمين لنصرة دينهم الحنيف.

ونفذ بلمختار أو "القط المتوحش" هجمات قاسية منها الهجوم على ثكنة لمغيطي بولاية تيرس زمور، موريتانيا في 4 يونيو 2005 والتي سماها بغزوة بدر موريتانيا حيثُ قتل 18 عسكريًا موريتانيًا وعددًا من الجرحى وأسر 30 جنديا أطلق سراحم لاحقا، وغنم كميات كبيرة من الأسلحة، وكمينه ضد الجمارك ببمنطقة "الشبوبة" بمدينة المنيعة التابعة لولاية غرداية بالصحراء الجزائرية أودى بحياة 13 جمركيا وجرح 8 آخرون وكان من بين القتلى أربعة مسؤولين كبار في المديرية الجهوية للجمارك بولايتَي بشار وأدرار.

وتعد أشهر هجمات بلمختار في ديسمبر 2008 حين قام باختطاف (روبرت فولير) وزميله (لويس غواي) وهما دبلوماسيَين كنديَين يعملان في الأمم المتحدة بالنيجر وبعد أكثر من أربعة أشهر في الأسر، أطلق سراحهما بفضل وساطة قام بها مفاوض مالي، وهجوم "الموقعون بالدماء" موقعا للغاز في عين أميناس في جنوب شرق الجزائر، حيث قتلت الحارس وأحتجزت العمال من الجنسيات الغربية وأخلت سبيل العمال الجزائريين.

وعرض القط المتوحش في تلك الواقعة استعداده للتفاوض بشرط وقف القصف على أزواد وعارضًا في نفس الوقت على الأمريكان إمكانية إطلاق الرهائن الأمريكيين المحتجزين في عين اميناس مقابل إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن والدكتورة عافية صديقي المسجونين في أمريكا، ولكن القوات الجزائرية رفضت التفاوض حيث هاجمت الموقع وقتلت 29 مهاجما وأسرت 3 من المهاجمين وخلصت الرهائن وقُتل أثناء عملية التحرير 37 أجنبيًا من مختلف الجنسيات.

ويستكمل حاليًا "بن لادن الصحراء" مسيرته الجهادية في ليبيا حيث تذكر لائحة "داعش" أن "أبو العباس"، يختبئ في درنة (شرق ليبيا) وأنه أسس "المرابطون" مع هشام العشماوي، الضابط المصري الذي ينسب له تدبير عملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات،وأنه أصيب في اشتباك مع "جنود الخلافة".

ويطارد حاليًا بلمختار من "داعش" ليبيا، كما أنه يتعرض لمطاردة قوية من طرف الجيش الجزائري، بعد الاعتداء الذي خطط له على منشأة غازية بجنوب الجزائر في يناير 2013، بالإضافة إلي الجهات الغربية التي تتمني وفاته اليوم قبل غدًا.