«عميد طب المنصورة» لـ«صوت الأمة»: المرضى يفترشون الأرض..مستشفيات الصحة لا تقدم خدمة متكاملة..قانون الإمتحانات به عوار..إنشاء 3 مراكز طبية بتكلفة 700 مليون جنيه..ولدينا أعلى نسبة هيئة تدريس بالعالم

قال الدكتور السعيد عبد الهادى، عميد كلية طب المنصورة، خلال حديثه لـ«صوت الأمة» أنه لا خلاف على أن التعليم الطبي في مصر منهار تمامًا، ويعم بفوضى شاملة، وأن أسباب إنهياره تبدأ من الثقافة الخاطئة المنتشرة في المجتمع المصري حول كون كليات الطب «كلية القمة» وشحن الطلاب معنويا بضرورة الإلتحاق بها بغض النظر عن إهتمام الطالب أو حبه لمواد الدراسة في هذه الكلية، وإلى نص الحوار:



وأكد عبد الهادى أن أبناء اعضا هيئة التدريس لهم النصيب الاكبر من التعينات لان القانون به عوار ومنهم من لا يستحق منصبه.


بداية ماهى مشاكل التعليم الطبى فى مصر؟

هناك مشاكل فى التعليم الطبى ويحب أن نعترف بها حتى نغيرها فالتعليم يعتبر نظرى وليس عملى، كما أن نظام التعليم يقوم على الحفظ والتلقين بدلًا من التفكير، فالطالب يدرس نظرى فى الثلاث سنوات الاولى ثم عملى فى الثلاث سنوات الأخيرة ثم يتحول الى نظرى واعداد الطلاب الكبيرة على عكس امكانيات الكليات القليلة.



اشتهرت كلية طب المنصورة ببرنامج «مانشيستر» اخبرنا عن هذا البرنامج؟

جامعة المنصورة أول جامعة تقيم برنامج تعليم طبى متميز «مانشيستر» يليها جامعة القاهرة ثم عين شمس ويتميز البرنامج بتدريس منهج طبى مثل نظيره فى جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، يحصل فيه الخريج على شهادة بكالوريوس من جامعة المنصورة معترف بها على المستوى العالمى والمجلس الطبى البريطانى العام؛ نظرا لإعتماد الطالب على نفسه فى البحث والمعرفة، والمزج بين المنهج الأكاديمى والإكلينكى، والاعتماد على التعليم الإلكترونى.

ونظام «مانشيستر» ناجح جدًا فى مصر وذلك بشهادة الخريجين وهذه هى السنة العاشرة للبرنامج حيث يوجد من 200 الى 300 طالب فى الدفعه وكل 10 طلاب يخدمهم عضو هيئة تدريس وبالمقارنة فى البرنامج العادى يوجد 1000طالب اى يحتاج 500 عضو هيئة تدريس كل يوم.

ولدينا 3 ألاف عضو هيئة تدريس يخدموا 7 الاف طالب أى النسبة تصل الى 1:3 فى جامعة المنصورة ولدينا أعلى نسبة هيئة تدريس فى العالم.



كيف يتم التقديم فى برنامج «مانشيستر»؟

يتم قبول الطلاب الوافدين عن طريق «مكتب الوافدين» بوزارة التعليم العالى المصرية، أما الطلاب المصريين فيقبل المستجدون المقبولون بكلية طب المنصورة، وكذا المحولون إليها من كليات الطب بالجامعات المصرية عن طريق مكتب التنسيق المركزى بالوزارة خلال مدة أقصاها ثمانية أسابيع من بدء الفصل الدراسى، كما يجوز التحويل من البرنامج العادى خلال السنة الدراسية الأولى إلى برنامج «مانشستر» للطلاب المقيدين بكلية طب المنصورة بشرط نجاح الطالب فى امتحان أعمال السنة، إذا كان التحويل أثناء العام وكذا الحصول على تقدير عام جيد على الأقل فى حالة قضاء عام دراسى فى البرنامج العادى.



«اعضاء هيئة التدريس» ماهى المشكلات التى تواجهم وهل يؤدوا دورهم بالكامل ؟


كلنا يعرف أن الحالة المعيشية للمواطنين، فالكل يريد أن يزيد من دخله فأعضاء هيئة التدريس لم يتوجهوا الى الكلية يوميًا وذلك بسبب إرتباطهم بالعمل فى عيادتهم الخاصة من أجل زيادة الدخل وإذا طالبناهم بالالتزام والتواجد ردوا «ادفع أكتر».

ويبلغ مرتب عضو هيئة التدريس 5 ألاف جنيه، وعضو الهيئة المعاونة مرتبه 3 الأف جنيه، وأقصى راتب يحصل عليه أستاذ فى الكلية 8 الاف جنيه، فلابد من زيادة المقابل المادى الخاص حتى يقدموا الخدمة المطلوبة منه ولكن الدولة لا تستطيع فعل ذلك حاليًا فالحل هو أن نأخذ جزء من مرتب عضو هيئة التدريس غير المتفرغ ونعطيه للمتفرغ.



على أى أساس يتم تعيين أعضاء هيئة التدريس وهل هناك عوار فى أنظمة الإمتحانات؟

نظام الامتحانات سىء للغاية وأبناء الأساتذة يجدوا من يعرفهم فى نظام امتحانات يعتمد على العامل الشخصى، وهذا النظام به عوار وأبناء الاساتذه لهم النصيب الأكبر من التعينات ومنهم من لا يستحق التعيين ولكن أبن الاستاذ الذى تم تعيينه سيكون مصيرة الفشل أن لم كن يمتلك مقومات عمل الطبيب الجيد.



ما هو كم المواطنين التى تعالجهم مستشفيات جامعة المنصورة؟

مستشفيات الجامعة تعالج أكثر من 50% من المرضى لأن مستشفيات وزارة الصحة لا تؤدى خدمة كاملة للمرضى، ويجب ان تقدم وزارة الصحة من 80:85% ولكن هذا لا يحدث، فالمرضى يتوافدون على مستشفيات الجامعة لأنهم لا يجدوا خدمة كاملة فى مستشفيات وزارة الصحة، بالاضافة إلى عدم وجود خبرة فى مستشفيات الوزارة والاطباء لا يجدوا من يعاونهم فى أداء الخدمة ووزارة الصحة بعافية من أكثر من خمسين سنة.


هل تم تنسيق وتعاون بين مستشفيات وزاة الصحة وجامعة المنصورة؟

جميع أنواع التنسيق بين وزارة الصحة ومستشفيات الجامعة تفشل وذلك لأن المواطنين لا يعرفون التنسيق والمريض المصرى ذكى ويعلم جيدًا أنه لو ذهب لمستشفيات وزارة الصحة لن يحصل على الخدمة كاملة، موضحًا «وعندى 3 أيام اجازة فى الاستقبال والمرضى أجدهم نائمون أمام مستشفيات بوابة الجامعة».

مستشفيات جامعة المنصورة بها 2600 سرير، ونقوم بإرسال 5 ألاف مريض لمستشفيات أخرى بسبب زيادة عدد المرضى ومستشفى النقاهة بها 200 سرير والمرضى يفترشون الأرض فى اليوم الثالث فى مستشفيات الجامعة.


هل سيتم إنشاء مستشفيات جديدة داخل جامعة المنصورة ؟

بالفعل هناك مشروع المراكز الثلاثة مستشفى «النساء والتوليد وجراحة العظام ومستشفى الامراض العصبية» وهذه المستشفى وضع حجر أساسها فى عام 2001 وماتم انشاؤه من المشروع 5 أدوار من أصل 8 ادوار والدولة تعطينا 8 مليون جنيه كل سنة لبناء دور وتكلفة الكلية للمشروع 700 مليون جنيه إلى أن يكتمل، وهذا المشروع سيحتوى على 800 سرير وهو سيحل أزمة كبيرة لمدينة المنصورة بشكل خاص ومحافظة الدقهلية بشكل عام.


كيف يتم التعامل مع طلاب الإخوان داخل الكلية ؟

لدينا أعداد كبيرة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين ينتمون لجماعة الاخوان ونحن كإدارة كلية لا نفرق بين الطلاب لأنهم مصريين فى النهاية، وعن كيفية تأدية الإمتحانات للطلاب المقبوض عليهم فى الكليات العملية يعتبر الطالب مؤجل بعذر وسيعود للإمتحان من حيث توقف لأنه من المستحيل أن يدرس وهو داخل المعتقل والكليات النظرية يؤدى الطالب امتحانه داخل السجن بشكل طبيعى وعادى جدا وليس لدينا أى آلية لتفريق الطلاب ولم أفصل طالب إخوانى منذ توليتى منهام عملى كعميدا للكلية.