استقبال روحاني في فرنسا بإبرام عقود جديدة واحتجاجات
الخميس، 28 يناير 2016 05:10 م
رحبت فرنسا بالرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الخميس باتفاق مربح طويل الأجل لتصنيع السيارات وتعهد بتعزيز التجارة بعد اتفاق دبلوماسي خفف من التوترات النووية.
إلا أن الغيوم خيمت على الزيارة التاريخية. فقد طلبت فرنسا من شركائها في الاتحاد الأوروبي النظر في فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب اختباراتها الأخيرة لصواريخ باليستية، حسبما قال مسؤولون لأسوشيتد برس وتسلط احتمالية فرض هذه العقوبات الضوء على استمرار الشكوك بين إيران والغرب على الرغم من الاتفاق الأخير الذي يحد من برنامج إيران النووي والذي بدوره أدى إلى رفع العقوبات السابقة.
ووصل روحاني إلى باريس أمس الأربعاء قادما من روما، حيث تم التوصل إلى صفقات تجارية تبلغ مليارات اليورو، وتم استقباله رسميا في باريس صباح اليوم الخميس في قصر الإنفاليد ذي القبة الذهبية في فرنسا، والذي يحوي متحفا ونصبا دفن فيه نابليون.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه يتعين على البلاد نسيان الضغينة القديمة. وأضاف "فرنسا متاحة بالنسبة إلى إيران. إيران يمكنها الاعتماد على فرنسا."
واستقبلت زيارة روحاني أيضا باحتجاجات، لا سيما بسبب عمليات الإعدام الأخيرة. وتعلقت امرأة شبه عارية في حبل مشنقة وهمي من فوق جسر في باريس اليوم الخميس بجوار لافتة ضخمة كتب عليها "مرحبا روحاني، جلاد الحرية".
لكن فحوى الزيارة يدور بالأساس حول تحسين العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بعد سنوات من العزلة عاشت فيها الدولة التي يسكنها نحو 80 مليون نسمة.
وقال روحاني إن بلاده "منطقة مبشرة" من أجل استئناف التجارة بين الشرق والغرب، حيث تعهد هو وفالس بطي صفحة التوترات السابقة.
وحث روحاني، الذي تحدث إلى المديرين التنفيذيين الفرنسيين، على بذل جهد للإفراج عن التمويل اللازم لاستئناف التجارة الآن بعد رفع العقوبات التي كانت مفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.
ويعد استمرار القيود المصرفية الأمريكية ضد إيران عقبة أمام العديد من الشركات الأوروبية الساعية إلى تجديد العمليات التجارية.
وأعلنت شركة بيجو - سيتروين الفرنسية عن مشروع مشترك مع شركة خودرو الإيرانية لصناعة السيارات لتصنيع 200 ألف سيارة في العام خارج طهران.
وقال كارلوس تافاريس، رئيس مجلس إدارة بيجو - سيتروين، إنه سيكون مشروعا مشتركا بنسبة 50 بالمائة لكل طرف، بهدف انتاج ثلاثة نماذج من السيارات تبدأ في أواخر العام المقبل.
أضاف تافاريس "علينا أن نتجاوز تلك الجروح" التي سببتها العقوبات.
وكانت بيجو لاعبا رئيسيا في سوق السيارات الإيراني قبيل فرض العقوبات.
وأعلنت شركة السكك الحديد الفرنسية (إس إن سي إف) أيضا عن صفقة أخرى، ومن المتوقع أن تتبعها شركات فرنسية أخرى في وقت لاحق اليوم الخميس، عندما يشهد روحاني والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند توقيع حوالي 20 اتفاقية ثنائية.
وتستأنف الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها إلى طهران في أبريل نيسان، وقالت صحيفة إيرانية مملوكة للدولة إن شركات طيران أوروبية أخرى تعتزم القيام بالأمر نفسه.