صحيفة أمريكية تدين وقوف أوباما بجانب ثورة 25 يناير
السبت، 30 يناير 2016 04:44 م
أدانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية،وقوف الرئيس الأمريكى باراك أوباما وراء ثورة 25 يناير ومطالبته من مبارك بالتنحي، خاصة بعدما حدثت إضطرابات بدول الشرق الأوسط والتى تزداد بشكل مستمر منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي إختار، قبل خمسة أعوام، الوقوف بصف الثوار المصريين ومطالبهم وبادر بمطالبة الرئيس المخلوع حسني مبارك بالتخلي عن منصبه والإستجابة لمطالبهم.
علي الرغم من تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون لأوباما من إتخاذ موقف بدفع مبارك نحو التخلي عن منصبه، فما يشهده العالم العربي اليوم أكبر دليل على إنها كانت تملك رؤية ثاقبة للأحداث وقت توليها وزارة الخارجية.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق بالقاهرة "فرانك ويزنر" أن التحدث مع مبارك لإقناعه بانتقال سلمي تدريجي للسلطة كان أفضل من دعوته للتنحي نهائيا عن منصبه.
أوباما يضغط علي مبارك لكى يتنحى:
وبدأت دعوات رجال الإدارة الأمريكية لمبارك بالتنحي، فقد طالبه جون ماكين بالإستجابة للثوار فى 25 يناير، لأن هذا الأمر يصب في مصلحة مصر وشعبها وجيشها، في نفس الوقت الذي طالبت فيه هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حينها بالتحقيق في إرتكاب نظام مبارك ورموزه جرائم عنف بحق المتظاهرين.
وأراد أوباما أن يتنحى مبارك عن الحكم وإستمر في إصدار التصريحات والبيانات ليضغط علي مبارك حيث دعَم أوباما ثورة 25 يناير،وزادها إشتعالًا حينما قال إن بيان الرئيس حسني مبارك بأنه سيسلم السلطة لنائبه ليس كافيا لتلبية مطالب المتظاهرين الذين يطالبون بتغير ديمقراطي، وإن المصريين "مازالوا غير مقتنعين بأن الحكومة جادة بشأن إنتقال حقيقي للديمقراطية."
وقال في بيان له: "يجب على الحكومة المصرية أن تقدم مسارا جديرا بالثقة وملموسا وجليا نحو ديمقراطية حقيقية. إنهم لم ينتهزوا بعد تلك الفرصة".
ومارس أوباما ضغط غير مباشر حينما قال:" مصر التي يتلقى جيشها معونات من واشنطن قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا،ومصر حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط".
وحث أوباما مبارك على "الاستماع" إلى المتظاهرين المنادين بتنحيه الفوري من منصبه،ويتخذ قرارا حول طريق مستقبلي يكون منظما وجديا وله معنى".
وأضاف في التصريحات التي اختار كلماتها بعناية "أعتقد أن الرئيس مبارك يهمه شعبه، ويتحلى بعزة النفس، ولكنه كذلك محب لوطنه"، وذلك في تلميح إلى أن على مبارك التنحي عاجلا وليس آجلا، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف أوباما عقب تقارير بأن الولايات المتحدة تعمل على خطط لإقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن منصبه وسط تظاهرات حاشدة، مضيفًا أن تفاصيل الإنتقال السياسي سيضعها مصريون.
موقف أمريكا من المجلس العسكري:
وبعد تولي المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، الحكم عقب سقوط مبارك، إعتبرت أمريكا "طنطاوي" منفذا لإرادة الشعب، وبما أنها كانت تدعي الوقوف في صف الشعب، فكان من الطبيعي أن تدعي تأييدها له، ثم بدأت الصحف الأمريكية بالهجوم على "طنطاوي" بعد أحداث ماسبيرو، وتفاقمت الأزمة بينهما بعد مشكلة منظمات المجتمع المدني التي ضمت عددا من الأمريكان،اتهمتهم مصر حينها بالتخابر والعمل ضد مصالح الأمة.
دعم أمريكا للإخوان الخفي:
ظهر دعم أمريكا للإخوان، وحينها أعلن الرئيس الإخواني محمد مرسي الترشح لحكم البلاد، وبمجرد فوزه بالرئاسة تعالت صيحات الصحف الأمريكية المشيدة بالإنتخابات الديمقراطية لأول مرة منذ تنحي مبارك، وهنأ أوباما نظيره المصري بفوزه بالرئاسة، مؤكدا تطلعه للعمل المشترك بين الدولتين، لتعزيز المصالح المشتركة العديدة بين مصر والولايات المتحدة وإستمرت أمريكا في دعمها لـ المعزول محمد مرسي.
وبدأت تأخذ حذرها بعد أن شعرت بكره الشعب المصري له، وظهرت علامات ثورة جديدة، فأدركت واشنطن حينها أنها تناصر الجهة الخاسرة، فانقلبت علي "مرسي" خوفهًا علي مصالحها التى تتناسب مع الأقوى، وبدأت في كشف فضائحهم.
الإعلان الدستوري يغيِر موقف أمريكا من الإخوان:
وتحول الموقف الأمريكي ظاهريا من الإخوان بعد الإعلان الدستوي الذي أصدره محمد مرسي في نوفمبر عام 2012، بعد أن تسبب في ثورة الرأي العام ضده، فقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: إن القرارات التي إتخذها محمد مرسي جاءت لتدعيم سلطاته وإضعاف السلطة القضائية التي طالما تحدت قراراته، وكانت المعارض العنيد له.
ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية "مرسي" بالخائن للديمقراطية، مؤكداٌ على أنه أخدع النشطاء السياسيين الليبراليين لصالح أتباع جماعته، كما أعربت الصحف الأمريكية عن صدمة إدارة دولتها من الإعلان الدستوري الإخواني، فيما وصفت خطاب "مرسي" الأخير قبل عزله من رئاسة الجمهورية ب"الدعوة للحرب الأهلية".
أمريكا من وصفت ثورة 30 يونيو بــ"الإنقلاب العسكري":
هاجمت أمريكا ثورة 30 يونيو 2013، التي نتج عنها عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، واصفاٌ إياها بـ "الإنقلاب العسكري"، وتوسعت في إتهامات الحكومة المصرية باضطهاد المعارضة، والتورط في قتل المتظاهرين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية، وخلق إحتقان بين المؤيدين والمعارضين، وإنتهى بها الأمر لقطع جزء كبير من مساعدتها العسكرية لمصر، واشترطت "واشنطن" أن تثبت مصر التزامها بتطبيق الديمقراطية.
السيسي قضي علي تهديدات أمريكا:
قرر الرئيس السيسي إلقاء تهديدات واشنطن خلف ظهره، وتوسيع علاقات مصر الخارجية، والتوجه للتعاون مع دول العالم أجمع، شعرت أمريكا بالخطر وباقتراب فقدانها لمصر التي تعتبرها من كبار حلفائها على مر التاريخ، وسريعًا ما تراجعت عن موقفها، وبدأت في إسترضاء الحكومة المصرية، وإرسال وفود رفيعة المستوي للتباحث مع المسؤولين المصريين، وهو ما تبعه إعادة جزء كبير من مساعدتها المقطوعة دون شروط،ودون أي تنازلات من مصر.
ومنذ ذلك الحين، كثرت عناوين الصحف الأمريكية التي تمتدح الرئيس السيسي وحكومته، فمنها من وصفته بـ"البطل"، ومنها من دعاه بـ"منقذ الدولة" و"رجل الثورة" و"المدافع عن الإسلام الوسطي" و"محارب الإرهاب" و"قاهر داعش والقاعدة"، حتى تصل إلى قلب المصريين بعد أن شعرت بنفورهم منها.