فى الذكرى الرابعة لمذبحة بورسعيد تتعالى الهتافات «يوم ما أبطل أشجع هكون ميت»..هتافات رددها الشهداء قبل الوفاة..الغضب الشعبى يجتاح المحافظات لعدم جدية التحقيقات..والجماهير تواصل مطالباتها بالقصاص
الإثنين، 01 فبراير 2016 12:47 م
«يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد»، هتافات حماسية يرددها ألتراس أهلاوي في كل مباراة للفريق الأحمر، كانوا يدركه بأنها مجرد هتافات، ولكن تحولت إلي حقيقة راح ضحيتها 72شهيد، ليتوقف العشرات من الألتراس عن ترددها بعد ذلك.
«مجزرة بورسعيد» راح ضحيتها 72 شهيد، ومئات الإصابات، تعد من أسوء الكوارث في الكرة المصرية، وعلي أثرها لم يعود الجماهير للمدرجات حتي الآن.
ستاد بورسعيد
وقعت هذه المذبحة داخل ستاد بورسعيد مساء الأربعاء فى فبراير من عام 2012، عقب المباراة التي أقامت بين الأهلي والمصري البورسعيدي، والتي أنتهت بفوز المصري بثلاثية مقابل هدفين وإندفع الجماهير نحو أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
وتكرّر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز، وبعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، قاموا جماهير المصري بالاعتداء على جماهير الأهلي، بعدما رفع جماهير الأحمر لافتة «بلد البالة مجبتش رجالة»، وعلي أثر الإقتحام سقط القتلى والجرحى.
خروج اللاعبين
وعلى الفور خرج لاعبى الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية، ودخلت وحدات من القوات المسلحة المدينة، ومنعت الاحتكاكات بين جماهير الفريق الأحمر والمصري،كما أمّنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد.
الغضب الشعبي
أنتشر الغضب الشعبي في جميع محافظات مصر، وتصاعدت الاحتجاجات، منها القاهرة والسويس والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد وغيرها، تتطالب بالقصاص والأخذ بالثأر.
وخرجت مظاهرات عديدة، وشارك فيها مئات المواطنين بحضور بعض الرياضيين مثل أحمد شوبير وعمرو زكي وأحمد حسن، وتوجهت مظاهرة نحو وزارة الداخلية وشارك فيـها الآلاف من الشباب هاتفين ضد المجزرة وتقاعس الداخلية.
واستمرت المظاهرات طوال ليلة 2 فبراير، ووقعت إصابات كثيرة عندما احتك المتظاهرون بقوات الأمن للوصول إلى وزارة الداخلية.
الأحكام القضائية
حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد بتاريخ2612013 على 21 من المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 932013.
وفي 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقًا على 21 من 73 متهمًا وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسؤولين في نظام وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهمًا.
وهذا الحكم قابل للطعن، ويجب عرض الأحكام بالإعدام على محكمة نقض وجوبًا.
وفي 19 أبريل 2015، قضت محكمة جنايات بإعدام 11 متهمًا، وأحالت أوراقهم إلى مفتي الديار المصرية، وجميعهم من مشجعي النادي المصري ومن بينهم اثنان يحاكمان غيابيًا إذ إنهما هاربان.
أحداث مابعد الحكم
عقب إعلان الحكم بإعدام واحد وعشرين متهما في قضايا قتل المشجعين، اندلعت أحداث عنف في أنحاء المدينة، حيث كانت ردة الفعل الأولى عدوا مباشرا نحو الحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وإطلاق الرصاص من بنادق آلية بحوزة المتظاهرين.
واتهم العديد من أهل المدينة محمد مرسي رئيس الجمهورية المعزول، أنه سلم المدينة كبش فداء وأنه استصدر حكما قضائيا مُسيّسا لاستيعاب غضب ألتراس النادي الأهلي الذي كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قتل من رفاقهم.
وقتل أكثر من 26 مواطنا، واجتاحت حالة من الغضب العارم شوارع المدينة ضد كل ما هو إخواني، وقد أجمع المتظاهرين على أن نصف المتهمين على الأقل أبرياء مما حدث ولا علاقة لهم بالحادث من قريب أو من بعيد.
وقد عانت بورسعيد من التهميش والاضطهاد نتيجة لأخطاء متتالية عبر العقود أثناء حكم النظام السابق.
يذكر أن التراس أهلاوي أعلن للتجمع اليوم الأحد، في مدرجات ملعب مختار التتش معقل القلعة الحمراء لإحياء ذكرى الرابعة لمذبحة بورسعيد.