سفيرة لاتفيا بالقاهرة: البرلمان الجديد يسهم في المزيد من الإصلاحات بمصر
الثلاثاء، 16 فبراير 2016 10:33 ص
أكدت إيفت شولتا سفيرة لاتفيا بالقاهرة، على أن انتخاب برلمان جديد في مصر يعد حجرا للزواية للدولة سوف يسهم في المزيد من الاصلاحات ويؤدي إلي تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي الذي تحظي لاتفيا بعضويته، مشيرة إلي أن الشعب المصري انتخب 19 حزبا سياسيا في هذا البرلمان الذي سيتعامل مع القضايا الهامة.
وأعربت في حديث خاص لوكالة أنباء أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، عن تطلعها لتشكيل مجموعة الصداقة في البرلمان المصري للتعاون مع نظيرتها في لاتفيا لأن التواصل بين البرلمانيين يفتح المجال أمام تبادل الخبرة في الإصلاحات والمعرفة وأفضل الممارسات في العمل التشريعي مضيفة أن هناك إمكانية للتعاون بين برلمانات دول البلطيق ( لاتفيا واستونيا وليتوانيا ) والبرلمان المصري.
وأفادت بأن التعاون التجاري بين مصر ولاتفيا شهد تطورا خلال السنوات الثلاث الماضية في ضوء أن مصر تعد موردا هاما للفاكهة والخضروات والتوابل بينما لاتفيا تعد موردا هاما للاخشاب وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، مؤكدة أن الشركات اللاتفية في مجال تكنولوجيا المعلومات تحتل المرتبة الخامسة في العالم من حيث إيجاد الحلول في القطاع العام والمجال المالي.
وقالت إنه تم التوقيع علي أكثر من 10 اتفاقيات تعاون بين الجامعات المصرية واللاتفية التي تتميز بأفضل معايير الجودة في التعليم، خاصة في مجالات الطب والسياحة والقطاع المالي والهندسة وزادت أعداد الطلاب المصريين الذين يدرسون في الجامعات اللاتفية.. مشيرة إلي أن لاتفيا تعد أسرع دولة في الانترنت في أوروبا وثانى أعلي معدل التحاق بالتعليم في العالم بعد كندا.
وأضافت إنه تم التوقيع العام الماضي علي مذكرة تفاهم بين مكتبة الاسكندرية والمكتبة الوطنية الاتفية اللتين تمتلكان مكتبة رقمية دولية، موضحة أنه يتم تنظيم زيارات لوفود من رجال الأعمال اللاتفيين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والنقل والصناعات الغذائية لمصر.
تابعت " إن لاتفيا تمتلك خبرة كبيرة تصل 120 عاما يمكن لمصر الاستفادة منها في صناعة القطارات والترام فضلا عن تفوقها في الصناعات الغذائية التي تمتاز بالجودة والأسعار المنافسة وفقا للمعايير الأوروبية"، مشيرة إلي أن الشركات اللاتفية تبحث عن شركاء لها في هذا المجال في مصر.
وذكرت شولتا أن لاتفيا التي أصبحت عضوة في الاتحاد الأوروبي منذ 11 عاما ترأست الاتحاد في النصف الأول من عام 2015 ونظمت 17 فعالية وحدثا العام الماضي من بينها معرض عن مصر القديمة ومحاضرة عن الحضارة الفرعونية في العاصمة اللاتفية ريجا ومشاركة عازفين لاتفيين في حفل بالية بدار الأوبرا، مضيفة أن السفارة مستمرة في تنظيم فعاليات للترويج للدراسة في لاتفيا.. وانها تعمل جاهدة لتسهيل الحوار والتعاون الثقافي الذي يعد أداة هامة للتغلب علي النماذج النمطية.
وقالت إيفت شولتا سفيرة لاتفيا إن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستثمر الرئيسي في مصر وتسعي الشركات اللاتفية إلي البحث عن شركاء لها لإقامة مصانع لتصنيع الأسماك ومنتجات الألبان يتم تصدير منتجاتها للخارج، مؤكدة أن التعديلات التي أدخلت علي الإطار القانوني والتنظمي لهيئة قناة السويس تعد إيماءة قوية لبناء الثقة فضلا عن خفض عدد الجهات المسئولة عن اصدار التراخيص من 17 إلي 4 فقط وهذه خطوة هامة لتمهيد الطريق أمام إصلاحات للإطار التشريعي الوطني، وأضافت قائلة " كما أن الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تسعي لإصلاح الخدمة المدنية ورفع كفاءتها ومحاربة الفساد".
وردًا على سؤال حول الوضع الأمني، أوضحت شولتا أن مصر من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي حافظت علي الاستقرار والقدرة علي احتواء التهديدات مؤكدة تضامن لاتفيا القوي مع مصر في حربها ضد الارهاب والجريمة المنظمة وإدانتها للأعمال الإرهابية وترحيبها بجهود مصر لدعم الاستقرار في البلاد مع ضمان احترام حقوق الإنسان.
وفي سياق متصل بالسياحة فى مصر، أشادت السفيرة بالإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة المصرية في المطارات والتي سوف تسهم في استئناف الرحلات بين مصر ولاتفيا والتي توقفت في أعقاب سقوط طائرة الركاب الروسية العام الماضي مشيرة إلي أن مصر من أهم المقاصد السياحة التي كانت تستقبل الآلاف من السائحين اللاتفيين الذين يقضون أجازاتهم في الشتاء.
وردًا على سؤال حول الوضع في ليبيا، أوضحت شولتا أن التوصل إلي اتفاق لتشكيل حكومة التوافق الوطنية يعد خطوة تاريخية هامة نحو إقامة دولة ليبية مستقرة وموحدة وأمنة، مشددة علي الحاجة إلى التوصل لمصالحة وتضمين المجموعات غير الإرهابية في قوات الأمن الليبية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكدت أن تنظيم "داعش" الإرهابي يشكل تهديدا أمنيا وايدلويجيا وأن طموحهم هو تفكيك المنطقة معربة عن اعتقادها بأن الأزمة في ليبيا وسوريا تحتاج إلي حلول معقدة وأنه لا يوجد طريق آخر غير مائدة التفاوض والسعي للتوصل إلي حلول سياسية.
وأكدت على أن بيان جنيف عام 2012 مازال الخيار الوحيد للتسوية السياسية في سوريا، وأن لاتفيا تدعم جهود المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستفيان دي ميستورا في هذا الصدد.
وفي سياق آخر، أعربت السفيرة عن ترحيب لاتفيا بالتوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وقالت "إن نجاح تنفيذه سوف يمهد الطريق أمام خلق الثقة المتبادلة في منطقة الشرق الأوسط وهذا يضمن حل النزاع في سوريا".