بالفيديو.. «عبد الصادق» يؤكد على أهمية الإعلام لتعديل صورة مصر
الثلاثاء، 16 فبراير 2016 11:20 ص
أكد السفير صلاح الدين عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضرورة تضافر جهود وسائل الإعلام المصرية كافة لإيصال صورة جيدة عن مصر للخارج خاصة بعد أن عمدت العديد من وسائل الإعلام الخارجية منذ فترة إلى رصد أحوال البلاد بشكل مستباح لكل من يريد أن يضع أرقاما وحقائق بلا رادع وبصورة مغلوطة.
وفي حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بمقر الهيئة بالقاهرة، قال عبد الصادق إن الهيئة تهتم بصفة خاصة بالمراسلين الأجانب المعتمدين بالقاهرة ومتابعة الصورة الإعلامية عن مصر أمام العالم وإيصالها بصورة صحيحة وغير مغلوطة.
وأشار إلى أن الهيئة أنشأت منذ فترة وجيزة وحدة إعلامية تتابع ما يكتب في كافة وسائل الإعلام العالمية فضلا عن مراجعة الحقائق الواردة، فإذا ذكرت وسيلة إعلام أرقاما ومعلومات عن مصر فلابد أن تكون موثقة وحقيقية.
ونبه إلى أنه منذعام 2011 عقب ثورة 25 يناير لا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة الإعلام فى عمليتي الحشد والتوعية، ومع ذلك، " فنحن لا نزايد على وطنية أحد، ولكن أحيانا كل شخص قد يحب الوطن بمفهومه."
ولفت إلى أنه تم خفض ميزانية الهيئة لأكثر من 60 % وخاصة في عدد مكاتبها بالخارج في إطار ترشيد الإنفاق الوطني على مستوى الدولة وفقا للأولويات وهو ما يؤثر بالضرورة ذلك على إمكانات هيئة حكومية، لكننا اعتدنا أن نعمل في إطار الإمكانات المتاحة.
وأوضح أن هيئة الاستعلامات هي وطنية عريقة مر عليها 62 عاما منذ تأسيسها، عايشت فيها مراحل مختلفة من تاريخ مصر عبر العقود الستة الماضية، فهي من أذرع العلاقات العامة والإعلام للدولة ولكنها ليست الوحيدة بل تعمل في إطار منظومة من ضمنها التلفزيون المصرى والمؤسسات الصحفية.
وقال إن الهيئة تفاعلت مع الأحداث الكبرى منذ نشأتها مرورا بنصر أكتوبر قبل أكثر من 40 سنة وحتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما بعدهما، بهدف التعبير عن الشعب المصري وما يبتغيه لدولته، فالإعلام أداة لا يمكن إغفالها.
وأضاف عبد الصادق أن الإعلام الداخلي يعد أيضا أحد أذرع عمل الهيئة من خلال 96 مركزا إعلاميا منها 30 من مراكز النيل المنتشرة في محافظات مصر بالكامل تهدف لتوعية المواطنين بالقضايا الإجتماعية والصحية وغيرها وتتطرق أيضا للمجال السياسي ومنها مثلا ما يخص مجلس النواب.
وبين أن مصر نفذت تجربة رائدة مؤخرا بعد أن أتاحت لأبنائها بالخارج المشاركة في التصويت بالانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية أو الاستفتاء على الدستور على الرغم من وجود دول كبرى لم تنفذ هذه التجربة، وهو ما ساهم في تعميق انتماء المواطن المصرى بالخارج لبلده الأم.
ولفت إلى أن الهيئة مهتمة حاليا بشكل خاص بتطوير العنصر البشرى داخلها، بحيث تسعى لزيادة قدرات العاملين بها ليجابهوا التطور السريع فى أدوات وفعاليات الإعلام المحلى والدولى.
وحول مسيرته المهنية والشخصية قال السفير صلاح الدين عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إنه تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1985، وفور تخرجه التحق بالعمل الدبلوماسى بوزارة الخارجية كملحق دبلوماسي وخدم بسفارات مصر فى كينيا وقنصليتها العامة بسان فرانسيسكو بأمريكا، وسفارة مصر بدمشق ثم اختير نائبا لرئيس البعثة الدبلوماسية باليابان ثم سفيرا لدى زامبيا وممثلا لمصر لدى تجمع الكوميسا 4 سنوات حتى تم تكليفه بتولي رئاسة الهيئة العامة للإستعلامات في الوقت الراهن.
ولفت السفير عبد الصادق إلى أن كل نقطة يعيشها الدبلوماسي في بداية حياته الوظيفية أو المهنية لها علامة واضحة، وأنه حين بدأ عمله بكينيا أدرك أهمية الوجود المصري بأفريقيا، وعندما انتقل للعمل كقنصل بالولايات المتحدة أضافت له معايشته للمواطنين المصريين المهاجرين الكثير سواء من مهاجري الجيل الأول أو الثاني أو الثالث، واستفاد من العلم المتاح هناك فكانت فرصة طيبة له للحصول على درجة الماجستير كي يتحصل على علوم وخبرات جديدة فى المجال الدبلوماسي.
وأضاف أنه عقب ذلك انتقل لتجربة عمل أخرى فى محيط الشرق الأوسط بسوريا ووصفها بأنها كانت تجربة غنية ولها تأثيرها الجياش عليه، وبالطبع كانت سوريا مستقرة سياسيا قبل وضعها الراهن مع الأسف.
وقال: «كنت أشعر وكأنني بالقاهرة وأن سوريا بلدي الثانى فهي كانت تجربة عمل غنية سياسيا وإنسانيا.. وعقب ذلك انتقلت من سوريا للعمل باليابان وأنا أعتبرها المارد المستكين في العلوم وطريقة التفكير، وجماليات تنسيق الزهور والأدب اليابانى الجم، فهي دولة نجحت في بناء نفسها بعد ترميم شامل عقب الحرب العالمية الثانية، وحجزت لها مكانا بارزا في مصاف الدول الكبرى اقتصاديا».
وأشار رئيس الهيئة العامة للإستعلامات إلى أنه انتقل بعد ذلك إلى قلب أفريقيا في دولة زامبيا ليكتشف عن قرب حضورا مصريا هناك من خلال إنشاء العديد من المستشفيات الخاصة، ووجود استثمارات لرجال أعمال مصريين يعملون في مجالات متعددة، والبعض هنا ليس على دراية بوجود رجال أعمال مصريين بزامبيا وغيرها من الدول الأفريقية بسبب أن الأضواء ربما مسلطة على عدد معين دون غيرهم من رجال الأعمال الوطنيين.
وأضاف أنه شهد تجربة أخرى وهي توقيع مذكرة مفاوضات التعاون الثلاثي بين ثلاثة تجمعات أفريقية كبرى من بينها "الكوميسا" بهدف الوصول إلى منطقة تجارة حرة والتي عقدت قمتها الثالثة بمدينة شرم الشيخ العام الماضي، إلى أن تولى منصبه الحالي كرئيس للهيئة العامة للاستعلامات.
وحول حياته الأسرية، قال السفير صلاح الدين عبد الصادق، إنه مع عمله الدائم الترحال من بلد إلى بلد كانت زوجتي مرافقة لي طوال عملي الدبلوماسي وهي تعمل في مصر بمجال التدريس لمواد الاقتصاد وإدارة الأعمال، كما أنه لديه إبنتين الأولى أنهت دراستها وتستكمل مرحلة الدراسات العليا، والثانية مازالت طالبة حيث يدرسن فى كندا بجامعة ماجيل بمدينة مونتريال".. مضيفا: كانت زوجتي وبناتى يتنقلن معي من مكان لآخر ومن ثقافة لأخرى ومن أصدقاء لآخرين مما يخلق لدى من يعايش هذه الأجواء القدرة على التكيف، وقبول الآخر.