الجامعة العربية تطلق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني لتعزيز الأهداف التنموية

الإثنين، 22 فبراير 2016 01:41 م
الجامعة العربية تطلق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني لتعزيز الأهداف التنموية
الجامعة العربية

أطلقت الجامعة العربية اليوم العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016 - 2026، وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، كما كرم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أعضاء الرباعي التونسي للحوار الوطني الذي يضم ( الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الفائز بجائزة نوبل للسلام تقديرا لمجهوداته في رعاية الحوار رالوطني في تونس .

وأكد الدكتور نبيل العربي أهمية اطلاق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني خاصة بعد تعاظم الدور الذي قام به المجتمع المدني لتنمية المجتمعات العربية في السنوات الاخيرة لافتا الى انه يحظى باهتمام الجامعة العربية نظرا لجهوده في التصدي للعديد من الازمات التي تواجهها دول المنطقة وحقق الكثير من الانجازات المؤثرة في حياة المجتمعات.

وقال العربي، إن حفل اليوم يجسد تقدير جامعة الدول العربية لهذا الدور الكبير ويعكس اعترافها بهذه الانجازات والمكتسبات معربا عن شكره للرباعي التونسي الحائز على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 ، موضحا أن الغاية منه كانت إنقاذ تونس الشقيقة من الانغماس فى الصراعات، وإثبات قدرة الشعب التونسي على الحوار الوطني والانتقال السلمي والحضاري للسلطة، وكذلك إثبات قدرة الشركاء السياسيين على التشارك فى الحكم،­ كتمثيل شرعي لجميع أطياف الشعب بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو الخلفيات السياسية وذلك ليثبت دور منظمات المجتمع المدني فى تطبيق الديمقراطية فى تونس.

وأكد العربي في كلمته أمام الاحتفالية، أن العمل التطوعي يعد تجسيدا عمليا لفكرة "التكافل الاجتماعي التي دعت إليها جميع الأديان السماوية عندما حثت الإنسان على التكافل والزكاة وعمل الخير، لهذا فان العمل التطوعي التنموي الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في مجتمعاتنا العربية هو أهم الوسائل المساعدة في النهوض بهذه المجتمعات وتلبية احتياجاتها وتحقيق التنمية الحقيقية.

ووأوضح أن المجتمع المدني كثيرا ما يأخذ المبادرات ويضع الخطط والبرامج التنموية الهادفة ليكون سباقا في معالجة بعض مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية الهامة كالنهوض بالمرأة وأعمال الإغاثة والتعليم والتدريب والصحة وتقديم المساعدة للفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة وخلق فرص عمل للشبا­ب ومحو الأمية وغيرها من الأنشطة والبرامج التي تسهم في نهوض المجتمعات ورفعة وترقية أفرادها.

وأشار الى اهتمام الجامعة المتزايد بالمجتمع المدني من خلال عدد من المبادرات التي طرحتها الأمانة العامة في عام 2002 من ضمنها استحداث منصب "مفوض الأمين العام للمجتمع المدني"، والذي تولاه عدد من أهم الشخصيات العربية، كما تجلى هذا الاهتمام من خلال حزمة من القرارات الصادرة عن القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في دورتها الأولى (الكويـت: 2009) والثانية (شرم الشيخ : 2011) والثالثة (الريـاض : 2013)، والتي تدعو جميعها إلى تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية بهدف تنمية وتطوير المجتمعات العربية، وكان آخر تلك القرارات هو قرار مجلس الجامعة على مستوى القمة التي عقدت في شرم الشيخ في مارس 2015 والذي أكد على ضرورة تعزيز وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني العربي .

وأكد العربي أن الأمانة العامة قامت بإعداد وثيقة العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني استكمالا للجهود الدولية الرامية إلى نموذج تنموي يقوم على أساس المقاربة الحقوقية وخطة عمل تقوم على مبدأ الشراكة الدولية، وعملت الجامعة العربية على بلورة وثيقة العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016-2­026، والتي تقوم على جمع شركاء التنمية لتعزيز التماسك الاجتماعي وترجمة الجهود الدءوبة التي تبذلها الحكومات مع منظمات المجتمع المدني في تنمية المجتمعات العربية وقد تم اعتماد العقد من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي عقد فى شرم الشيخ في ديسمبر 2015.

ويهدف العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني ومشاركته الفاعلة مع الحكومات في أهداف التنمية المستدامة 2030 مع التركيز على الأولويات العربية للتنمية عن طريق خلق بيئة مناسبة وبناء آليات تعاون ناجحة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية بما يعمل على تعزيز وبناء قدرات منظمات المجتمع،مع التركيز على ممارسة القيم المدنية والديمقراطية الأساسية خلال فترة العقد مثل "التسامح والحوار والتشاور والثقة والتضامن، والمعاملة بالمثل".

وأكد العربي عزم الجامعة العربية على مواصلة الجهود والعمل الدؤوب مع مؤسسات المجتمع المدني العربية لترسيخ وتعميق أسس الشراكة؛ والسير بها قُدماً نحو بناء شراكة إستراتيجية تحقق لبلداننا العربية تنمية مستدامة وتساهم في حفظ الأمن والسلم في الدول العربية.

من جانبه، اعتبر نجيب المنيف سفير تونس بالقاهرة ومندورها الدائم لدى الجامعة العربية أن تكريم الرباعي التونسي من قبل الجامعة العربية يشكل استكمالا للاعتراف الدولي بنجاح دوره في اثراء التجربة التونسية لتدعيم الانتقال السياسي والسلمي والديمقراطي للسلطة بقيادة المنظمات الاربع المشاركة في الحوار والتي نجحت في انقاذ تونس من مسار كانت تتهدده العديد من المنزلقات والمخاطر من خلال رعاية هذه المنظمات لحوار وطني توج بالتوصل لخارطة طريق أدت الى تجاوز الأزمة السياسية وتجنب انجرار البلاد نحو مخاطر لا تحمد عقباها ، كما هيأت لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ثم تواصل دورها في مرافقة مختلف الاطراف السياسية لتشكيل الحكومة ودفع جهود التنمية وحل ا­لمشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

من جهته، أكد حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، إن تكريم الرباعي التونسي للحوار يعكس الدور الريادي لمنظمات المجتمع المدني في لدفع قدما بالتنمية وتعزيز المسار الديمقراطي وترسيخ التوعية الشعبية بالشرعية الدستورية القائمة.
وحذر العباسي من استمرار حالة الهشاشة في العالم العربي والتي جعلته أكثر قابلية للتشرذم، كما جعلت التوصل لرأب الصدع مهمة في غاية لصعوبة، منبها الى مخاطر الإرهاب التي تجتاح المنطقة.

كما حذر العباسي من أجندات خارجية تحاك للعالم العربي من خارج حدوده وهو ما يتجسد في أزمات سوريا وليبيا واليمن ، في ظل غياب عربي واضح عن مواجهة هذه المخططات والاجندات الأجنبية الخارجية .

بدورها، أكدت السيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، أن حصول الرباعي التونسي على جائزة نوبل 2015 ينطوي على تثمين لتسامح التونسيين وإيمانهم بالحوار، موضحة أن العامل الأهم في نجاح التجربة التونسية يكمن في قوة المجتمع المدني وعلاقاته مع مختلف الأطراف السياسية، مما مكن البلاد من تحقيق الانتقال السياسي السلمي .

وأضافت أن منظمات الحوار الأربع كانت في الصف الأول في التصدي للعنف والتطرف والتركيز على الحوار والتسامح والدعوة لتغليب المصلحة الوطنية لتكون صمام امان للمسار الديمقراطي، منوهة في هذا الاطار بدور المرأة والشباب وأهمية توسيع المشاركة السياسية والاجتماعية لهم من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة