«النصرة» و«داعش» صراع الجبابرة... معارك عنفية تقود الجبهتين.. 8 آلاف قتيل حصيلة الإشتباكات.. محافظة «إدلب» مركز الثقل.. وإتفاق روسي أمريكي بوقف إطلاق النار
الجمعة، 26 فبراير 2016 08:25 م
تحالف جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، والمستثني من أتفاق وقف إطلاق النار على غرار منافسها تنظيم الدولة الإسلامية، مع الفصائل التي تقاتل النظام السوري.
ظهرت هذه المجموعة رسميا في يناير 2012، بعد ثمانية أشهر من انطلاق حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد والتي تحولت بعد ذلك إلى صراع مدمر.
فالجبهة شكلت في بداياتها امتدادًا لدولة العراق الإسلامية، فرع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وزعيمها الحالي سوري لقبه أبو محمد الجولاني كانت انطلاقته الأولى في العراق حيث أصبح قائدا في محافظة نينوى التي تعد معقلا للجهاديين في الشمال، خصوصا في كبرى مدنها الموصل.
وفي إبريل 2013، رفضت جبهة النصرة الاندماج مع تنظيم الدولة الإسلامية وبايع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أعلن في نوفمبر أن النصرة هي الممثل الوحيد لتنظيم القاعدة في سوريا.
ودارت معارك عنيفة بين النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي طردها من معقله في منطقة دير الزور، الغنية بالنفط.
يقول الخبير في الشؤون السورية توماس بييريه إن أعداد مقاتلي النصرة تتراوح بين سبعة وثمانية ألاف مضيفا هناك الكثير من الأجانب بين الكوادر وبدرجة أقل بين المقاتلين.
من جهته، يقول ايمن التميمي، الباحث في الحركات الجهادية في سوريا والعراق، إن أعدادهم تتراوح بين خمسة وعشرة ألاف 80%منهم من السوريين.
ويتابع أن "مركز الثقل" هو محافظة إدلب وبالتالي جنوب محافظة حلب. وكان زعيم النصرة أبدى يوليو 2014 طموحه لتشكيل "إمارة إسلامية" مماثلة "للخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة السورية والموصل في العراق.
ويؤكد بييريه "بشكل عام، فان للنصرة نفوذا اقل في الجنوب فهي لاعب صغير على الجبهة الجنوبية درعا والقنيطرة وفي ضواحي دمشق".
ويبقى تمويل هذه المجموعة غامضا إلى حد ما، موضحًا "لدى جبهة النصرة علاقات مع المخابرات التركية وجهات مانحة في الخليج".
كما قال بييريه أن "قطر تغض النظر منذ فترة طويلة عن جمع الأموال الخاصة في أراضيها لدعم النصرة في حين تقدم تركيا دعما لعمليات الجبهة على طول حدودها".
وأضاف أن النصرة "تبقى مجموعة جهادية عابرة للحدود الوطنية تتمسك بقوة بولائها لتنظيم القاعدة"، و"ترفض دائما الحوار مع المعارضة السياسية".
وتابع: «النصرة تتصرف مثل أي جماعة مسلحة بين أمور أخرى، قد تواجه بعض الفصائل المقاتلة بسبب خلافات إيديولوجية لكنها لا ترفض من حيث المبدأ شرعية وجود مجموعات أخرى».
لكن التميمي يؤكد أن للجماعتين الهدف ذاته، "إقامة الخلافة، لكن النصرة تلعب بمهارة أكثر مع نهج طويل الأجل في محاولة لحشد التأييد الشعبي".
وفي يوم الجمعة دعا الجولاني في تسجيل صوتي السوريين والفصائل المقاتلة إلى رفض الهدنة التي وصفها بـالمذلة، وذلك قبل ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بموجب قرار أميركي روسي.
وقال الجولاني: احذروا خديعة الغرب وأميركيا واحذروا مكر الرافضة والنصيرة، والجميع يدفعكم للعودة لعهد الطاغية نظام الأسد الظالم"، واصفًا الهدنة بـ"المذلة والمخزية" مع النظام السوري.
واعتبر زعيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أنها هدنة تفضي إلى حل سياسي يبقي مؤسستي الجيش والأمن زراعتين للإجرام والقتل، هذا ما لم يبق الرئيس السوري، بشار الأسد نفسه، وهو الأرجح، فيما بعد المرحلة الانتقالية ومدتها 18 شهرا بحسب اتفاق فبينا بين الدول الكبرى.
وتوجه الجولاني إلى الفصائل المقاتلة قائل "يا جند الشام شدوا عزائمكم وقووا ضرباتكم ولا تخيفكم حشودهم وطائراتهم"، وخصص الفصائل المقاتلة في حلب شمالا، إذ قال اثبتوا ثبتكم الله وواصلوا المسير ولا تخشوا العسير.
وخسرت جبهة النصرة وحلفاؤها من الفصائل الإسلامية والمقاتلة مؤخرا مناطق إستراتيجية في ريف حلب الشمالي لصالح قوات النظام السوري من جهة والمقاتلين الأكراد من جهة ثانية.
ويدخل منتصف ليل الجمعة السبت حيز التنفيذ وقف إطلاق نار في سوريا بموجب اتفاق أميركي -روسي يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة و"بقية المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن.