وزير شؤون أوروبا: مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي له آثار كارثية على الاسترليني
الأحد، 28 فبراير 2016 01:25 م
حذر وزير شؤون أوروبا بالخارجية البريطانية، ديفيد لدينجتون، صباح اليوم الأحد من أن بريطانيا قد ستواجه عقدا من الشكوك الاقتصادية الضخمة مما سيكون له آثار كارثية على الأعمال وعلى الجنيه الإسترليني إذا غادرت بلاده الاتحاد الأوروبي.
ويأتي تحذير لدنجتون - وهو أحد الشخصيات الرئيسية في إعادة تفاوض ديفيد كاميرون على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي - في إطار هجوم مباشر أطلقته رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية على حملات الخروج التي يقودها الآن عمدة لندن بوريس جونسون، ووزير العدل مايكل جوف.
وفي لقاء مع صحيفة "الأوبزرفر"، قال لدينجتون - الذي أمضى ستة أعوام في منصبه - إن المملكة المتحدة ستصبح في "مأزق اقتصادي" لمدة تصل إلى 10 سنوات إذا غادرت التكتل الأوروبي، حيث ستحاول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بشروط مواتية، ثم التوصل إلى مجموعة معقدة من الصفقات التجارية في جميع أنحاء العالم .
وقال الوزير البريطاني - مرددا وجهة نظر مشتركة مع رئيس الوزراء ووزير الخزانة جورج أوزبورن - أنه وفقا لكتاب قواعد الاتحاد الأوروبي، سيتم حذف المملكة المتحدة من المعاهدات الأوروبية، وبالتالي السوق الموحدة بعد التصويت للمغادرة بعامين، قبل أن يكون هناك وقت للتفاوض بشأن إبرام صفقات تجارية تحل محلها ، موضحا أن " إبرام الصفقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول أخرى وإبرام صفقات تجارة ثنائية من أي نوع عادة ما تستغرق ما بين ست إلى سبع سنوات".
وأضاف أن "كل شيء نحصل عليه حاليا من الوصول إلى سوق واحدة ، وتجارة تجري دون جمارك أو أوراق عند الحدود الوطنية، وحق المواطنين البريطانيين للذهاب والعيش في إسبانيا أو فرنسا .. كل ذلك سينتهي " ، كما حذر من أن بلاده ستكون في طي النسيان بالكامل ، و قال " هذا الأمر قد يستمر لعشر سنوات".
وأشار إلى أن حملة الخروج تدفع نحو حجتين متناقضتين "أولها اعتقادهم أنه داخل الاتحاد الأوروبي لا يمكننا تحقيق أي تغيير حقيقي، وأنه في كثير من الأحيان يوجد دول أخرى تتآمر ضد مصالحنا،و الاعتقاد الثاني هو أن خارج الاتحاد الأوروبي نفس هذه الدول والحكومات ستندفع نحونا لمنحنا صفقة جديدة تحمل كافة مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي... أعتقد أن حملة الخروج لا تزال في حالة من الارتباك حول ما تعنيه فعلا من الخروج من الاتحاد".
وكان وزراء مالية مجموعة الـ 20 المجتمعين في الصين قد حذروا من أن خروج بريطانيا المحتمل من الاتحاد الأوروبي يمثل أحد أكبر المخاطر على الاقتصاد العالمي هذا العام ، ودعا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون صباح اليوم الأحد أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للاعتراف بمخاطر هذا الخروج، واصفا إياه بأنه "رهان القرن".
وفي مقالة في صحيفة "ذي صنداي تليجراف"، قال زعيم حزب المحافظين "عندما نطلب ممن يروجون لخروج بريطانيا من الاتحاد أن يقدموا مشروعا للبلاد خارج الاتحاد الاوروبي، تصبح اجوبتهم مبهمة جدا"، وأضاف أن "ما يطرحونه اليوم هو قفزة في الظلام".