المعارضة السورية تتهم الحكومة بانتهاك اتفاق الهدنة

الثلاثاء، 01 مارس 2016 06:12 ص
المعارضة السورية تتهم الحكومة بانتهاك اتفاق الهدنة
صورة موضوعية

قال مسؤول كبير من المعارضة السورية الرئيسية أمس الاثنين، إن محاولة هشة لوقف القتال بعد خمس سنوات من الحرب تواجه خطر الانهيار الكامل بسبب هجمات قوات الحكومة.
وقال المسؤول وهو من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي أعدته الولايات المتحدة وروسيا يواجه "الإلغاء الكامل" لأن هجمات الحكومة السورية تنتهك الاتفاق.
وذكرت فرنسا أن هناك تقارير عن هجمات على فصائل المعارضة في خرق للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت وأن الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا ستجتمع في وقت لاحق اليوم الاثنين لاستجلاء الوضع.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير لكن هناك بعض الحوادث التي يأمل أن يتم احتواؤها، وقال الكرملين إن العملية جارية على الرغم من إنه كان واضحا من البداية أنها لن تكون سهلة.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بتطبيق وقف العمليات القتالية رغم التقارير التي أفادت بوقوع انتهاكات في مطلع الأسبوع.
ولا يشمل اتفاق وقف الأعمال القتالية جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وأوضحت روسيا التي تدعم الحكومة السورية بالقوة الجوية أنها تعتزم مواصلة قصف هذه الجماعات.
في أثناء ذلك قال مساعد لوزير الدفاع السعودي يوم الاثنين إن وزراء دفاع من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بحثوا إمكانية التوغل بريا في سوريا قبل نحو أسبوعين لكنهم لم يتخذوا قرارا حتى الآن.
وقال العميد أحمد عسيري في مقابلة هاتفية من الرياض "لقد نوقش الأمر قبل نحو أسبوعين في بروكسل.. نوقش على المستوى السياسي لكن لم تتم مناقشته كمهمة عسكرية".
وأضاف "بمجرد تنظيم هذا واتخاذ قرار بشأن عدد القوات وكيف سيتم إرسالها وإلى أين سيتم إرسالها.. سنشارك في ذلك"، ويعتبر وقف الأعمال القتالية وهو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في 2011 ترتيبا رسميا أقل من وقف إطلاق النار، ويهدف إلى استئناف محادثات السلام ووصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن اتفاق وقف العمليات القتالية متماسك إلى حد كبير مع تراجع أعداد القتلى والجرحى بشكل كبير مقارنة بالفترة التي سبقت دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
لكن القوات السورية حققت بعض المكاسب، وذكر المرصد أن القوات السورية سيطرت على أراض قرب دمشق يوم الاثنين بعد معركة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ومتشددين إسلاميين آخرين.
واستعادت قوات الحكومة السورية أيضًا السيطرة على طريق يؤدي إلى مدينة حلب في الشمال بعد أن أحرزت تقدما على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن شاحنات إغاثة تحمل مواد غير غذائية مثل البطاطين دخلت يوم الاثنين إلى معضمية الشام التابعة لريف دمشق والتي تحاصرها قوات الحكومة، وتأمل الأمم المتحدة والوكالات الأخرى في إرسال المساعدات إلى أكثر من 150 ألف شخص في الأيام الخمسة المقبلة.
وأعطى أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام تقييما متشائما للهدنة، وقال الزعبي لقناة العربية الحدث التلفزيونية "نحن لسنا أمام خرق للهدنة.. نحن أمام إلغاء كامل للهدنة."
وأضاف الزعبي دون إسهاب "أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات.. عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام"، وقال الزعبي: "لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة" لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس.
كانت محادثات السلام التي أجريت في جنيف في أوائل فبراير شباط قد انهارت قبل أن تبدأ بشكل جاد عندما رفضت المعارضة التفاوض تحت القصف، وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، إن الهدنة خطوة في الاتجاه الصحيح لكن لا توجد وسائل لمنع انتهاكها.
وأضاف المسلط في مقابلة تلفزيونية مع رويترز في الرياض: "يجب أن تكون هناك قوة توقف حقا ما تفعله روسيا والنظام"، موضحًا أن هناك حاجة لآلية لوقف مثل هذه الانتهاكات وتشجيع المفاوضات.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سوريين للتعليق على مزاعم انتهاك قوات الحكومة لوقف الأعمال القتالية. وقالت الحكومة التي تتلقى قواتها الدعم من سلاح الجو الروسي إنها تلتزم بالاتفاق.
لكن مسؤولا بوزارة الخارجية السورية اتهم السعودية بمحاولة تقويض اتفاق وقف الأعمال القتالية بقولها إن هناك خطة بديلة إذا فشل الاتفاق. ولم يذكر تفاصيل عن الخطة التي من المعتقد أنها تشمل التدخل العسكري، ورفضت روسيا أيضا يوم الاثنين أي اقتراح لخطة بديلة والتي ألمح إليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
ولا يشمل الاتفاق جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وأوضحت روسيا أنها تعتزم مواصلة قصف تلك الجماعات، لكن فصائل المعارضة المسلحة التي يعتبرها الغرب "معتدلة" تخشى أيضا استهدافها لأنها تنشط في مناطق تتواجد فيها جبهة النصرة أيضا.
واجتمعت دول "مجموعة الدعم الدولي لسوريا" بقيادة الولايات المتحدة وروسيا في جنيف يوم الإثنين، ومن المفترض أن تراقب المجموعة الامتثال للاتفاق وأن تعمل سريعا على إنهاء أي اندلاع لأعمال العنف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو في جنيف "تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية تتواصل على مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.. كل هذا يحتاج إلى تحقق".
قالت الهيئة العليا للتفاوض إن الحكومة السورية انتهكت اتفاق وقف العمليات القتالية 15 مرة في اليوم الأول، وإن ثمة انتهاكات أخرى من روسيا وحزب الله وكلاهما حليفان للرئيس بشار الأسد.
وعلى الجانب الميداني قالت فصائل المعارضة المسلحة إن العنف أقل من مستويات ما قبل وقف الأعمال القتالية في بعض المناطق لكنه لم يتغير بشكل يذكر في مناطق أخرى.
وقال العقيد فارس البيوش قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز، إن الضربات الجوية كثيفة اليوم لاسيما التي تقوم بها الطائرات الروسية.
وقال أبو البراء الحموي وهو مقاتل مع جماعة أجناد الشام في شمال غرب سوريا إن الحكومة قصفت عددا من القرى، مضيفًا أن هذا قصف معتاد، وإن "النظام" بعد الهدنة لا يختلف عما قبلها، وقال مقاتل من منطقة حلب إن المستوى العام للعنف تراجع لكن هناك الكثير من الانتهاكات والناس متشائمة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب عبر شبكة من المصادر على الأرض أن العدد اليومي للقتلى تراجع بشكل كبير منذ أن دخل اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري "أمس قتل نحو 20 شخصا من المقاتلين والمدنيين، قبل ذلك كان المتوسط نحو 180 شخصا يوميا. هذا تراجع كبير في الخسائر البشرية".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق