سياسي بريطاني: «زعيم العمال يجعل اقتصاد المملكة المتحدة ناجحًا كاليونان»

انتقد الكاتب والسياسي البريطاني السابق، توم هاريس، اختيار زعيم المعارضة العمالي اليساري جيرمي كوربين، لـوزير المالية اليوناني الأسبق اليساري، يانيس فاروفاكيس، للاستعانة به كمستشار اقتصادي.

ووصف هاريس، قرار كوربين بأنه الأغرب بين تاريخ طويل من القرارات الغريبة، واستهل مقالا نشرته (التلغراف) بالتنويه عن "استبسال فاروفاكيس عندما كان وزيرا للمالية اليونانية في التصدي لمحاولات الاتحاد الأوروبي فرْض تدابير تقشف قاسية على الشعب الذي انتخب حزبه، سيريزا، للحكومة، وفي خضم أمواج عاتية من ضغوط الدائنين والبنك المركزي الأوروبي، راوغ رئيس حكومته وحزبه، أليكسيس تسيبراس، بالدعوة لإجراء استفتاء يضع القرار النهائي في يد الشعب اليوناني، وروّج فاروفاكيس لحملة التصويت بـ" لا" متعهدا بالاستقالة حال تصويت الشعب بـ "نعم"، ثم استقال بعد أن صوّت الشعب اليوناني بـ "لا" ! بعد أن أدرك نية تسيبراس الخضوع للدائنين."

وتساءل صاحب المقال "ما الذي كان فاروفاكيس يدافع عنه ويتصدّى له؟ وكيف تبوأت اليونان مكانتها الراهنة كصاحبة أكبر عجز مالي في الاتحاد الأوروبي كله؟"، ورأى هاريس أن الجواب على تساؤله هذا يعتبر بمثابة تنبيه لهؤلاء الزاعمين أن تدابير التقشف لم يكن لها أبدا ما يبررها.

وأعاد هاريس إلى الأذهان كيف عمّت اليونان أجواءٌ من الفساد وعدم الكفاءة في فترة ما بعد الحرب، وكيف أسهم دستور البلاد في تحصين موظفي القطاع العام ومنْحهم امتيازات مالية هُمْ ومَنْ في حُكْمهم حتى بات حُلْم كل يوناني هو الحصول على وظيفة حكومية مؤمّنة الأجر قليلة العمل، وكيف بات التهرب الضريبي يمارَس على نطاق واسع تحت أعين الرقباء ويتمّ التغاضي عنه.

وعاد صاحب المقال أدراجه مُتحدثا عن فاروفاكيس، الذي احتلت اليونان في ظله كوزير للمالية عام 2015 مكانة أول دولة تعجز عن سداد قرض من صندوق النقد الدولي.

واعتبر هاريس اختيار كوربين لوزير المالية اليوناني الأسبق المشار إليه لاتخاذه مستشارا ماليا، هو بمثابة "مسمار جديد في نعش حزب العمال البريطاني" الذي خسر آخر عمليتين انتخابيتين وسط تشكك مريب من جانب الناخبين في مصداقية قياداته على نحوٍ هو الأكبر على مدار عُمْر الحزب البالغ 116 عاما.

ورصد الكاتب تعريض المحافظين في شعاراتهم الانتخابية والبيانات الصحفية في هذا الصدد والتي تقول: "هل تريد أن يصبح اقتصاد المملكة المتحدة ناجحا كما اقتصاد اليونان؟ إذن إنتخب حزب العمال!".

واختتم هاريس قائلا "إن اختيارات كوربين لمستشاريه ربما كانت غريبة المنطق، ولكن الأمر الواضح أن الزعيم اليساري يميل إلى إدارة سياسات حزب العمال على هواه دونما أي اعتبار للأضرار الطويلة المدى التي ستلحق بالحزب جراء تلك الإدارة وهاته الاختيارات".