رئيس«أطباء بلا حدود»: مستعدون لمواجهة النزوح المحتمل للعراقيين
الإثنين، 07 مارس 2016 01:14 م
ناشدت رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" الدكتورة جوان ليو كافة الأطراف في مناطق النزاع المسلح تجنب استهداف المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية بوصفها تقوم بمهمة وعمل إنساني وتأمين وصول كل من يحتاج الخدمة الطبية والعلاج بوصف المراكز الطبية مقدسة ويجب إبعادها عن تأثيرات النزاع المسلح.
وأكدت جوان ليو، في تصريحات له، ضرورة احترام كافة الأطراف للقواعد التي تحكم الحرب والقانون الدولي الإنساني والسماح بوصول المحتاجين للخدمة الطبية ويتعرضون للحرمان بل وفقدان حياتهم نتيجة النزاع المسلح الذي يحول دون وصولهم لأماكن تقديم العلاج والخدمات الطبية.
وردا على سؤال حول العمليات العسكرية الوشيكة في الفلوجة والموصل ضد "داعش" واستعدادات المنظمة للتعامل مع موجات النزوح ونتائج العمليات العسكرية، أعربت جوان ليو عن استعداد المنظمة الكامل لمواجهة النزوح المحتمل للعراقيين في الفلوجة من خلال مركزها في منطقة "أبو غريب" غربي بغداد، وفي الموصل من خلال مركزها في كركوك القريبة من الموصل.
وأضافت "أننا نتحرك بمرونة في اتجاه المناطق التي تشهد نزوحا نتيجة للاشتباكات المسلحة مع داعش ولا توجد بها خدمات طبية، لافتة إلى أن المنظمة تستعد لمعركة تحرير الموصل المرتقبة وتتوقع موجة نزوح وحدوث إصابات بين المدنيين في المدينة، وسيتم التعامل مع الموقف من خلال مستشفي ميداني ينصب في أقرب موقع للحدث لتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين في المناطق التي تفتقر للخدمة الطبية".
وشددت جوان ليو على أن المنظمة محايدة وتعمل في 63 دولة وأن نسبة 50% من مراكزها في مناطق نزاع مسلح، ولاسيما في سوريا واليمن وأفغانستان والعراق، ونبهت إلى أن العديد من المراكز الطبية والمستشفيات والعيادات التابعة للمنظمة تتعرض لاعتداءات وعمليات استهداف وقصف، مشيرة إلى تعرض عيادات ومراكز طبية لاستهداف في عدن باليمن وفي إدلب بسوريا، وكندوز في أفغانستان، وأضافت "أن المستشفي موقع لتلقي العلاج وليس القصف والقتل".
وتابعت "في العراق عام 2014 تعرضت ثلاث منشآت تابعة للمنظمة للقصف في يونيو في تكريت بصلاح الدين، وفي يوليو في الحويجة بكركوك، وفي أغسطس تم استهداف عيادة للنساء والتوليد في تكريت أيضا".
وفيما يتعلق بهدف زيارتها الحالية للعراق، أوضحت أن زيارة وفد المنظمة برئاستها للعراق تأتي ضمن جولة بالمنطقة لمناقشة الأزمة السورية وتأثيراتها على المنطقة مع المسؤولين العراقيين وحل مشكلات النازحين واللاجئين بالعراق، حيث يزعزع تنظيم (داعش) الاستقرار.
ولفتت إلى أن المنظمة موجودة في مناطق التماس والنزاع مع "داعش" لتقديم الخدمات الطبية المجانية للنازحين والمجتمعات التي تستضيفهم في العراق، مشيرة إلى أن المنظمة تقدم خدمات الإسعافات والصحة الإنجابية والصحة النفسية ومعالجة أمراض سوء التغذية.
وأشارت إلى أن المنظمة تقدم خدماتها للنازحين عن مناطق القتال في 11 محافظة عراقية، لاسيما في المناطق الساخنة التي تشهد نزاعا مسلحا مع تنظيم (داعش) في كركوك وصلاح الدين وديالي ونينوي وبغداد وإقليم كردستان.. وقالت "إنه يتم تقديم الخدمات الطبية من خلال العيادات المتنقلة التي تتميز بالمرونة في الاستجابة لحاجات النازحين والمحتاجين للخدمة الطبية".
وبالنسبة لتشكيل فرق المنظمة بالعراق، أوضحت رئيس "أطباء بلا حدود" أنه يتم الاعتماد على المجتمعات المحلية في تكوين فريق المنظمة بالعراق، مشيرة إلى أنه كان في بداية عمل المنظمة بالعراق فريقها يضم نحو ألف شخص من الأجانب و50 من الكوادر المحلية، وأصبح حاليا يضم 500 كادر محلي و80 فقط من الأجانب، بوصف الكوادر المحلية القادرة أكثر على التعرف على الاحتياجات الضرورية ومعظمهم من النازحين أنفسهم.
ولفتت جوان ليو إلى أن "أطباء بلا حدود" تعمل أيضا في مخيم "دوميز" للاجئين بدهوك شمالي العراق، الذي يحوي 40 ألف لاجىء سوري كردي، مؤكدة أن المنظمة تعتمد على كفاءات محلية بنسبة 90% تقريبا، ونسبة 10% من الأجانب.
وأشارت إلى أن المنظمة تجري دراسة لاختيار أماكن تواجدها في العراق بالتعاون مع وزارة الصحة والحكومة العراقية والسلطات المحلية من أجل تلبية طلباتهم وتوفير احتياجاتهم الصحية.