بالفيديو والصور.. تشريد 400 صياد ببورسعيد بأمر الحكومة.. المحافظ يتهرب من المواجهة لإرضاء أعضاء نادى الصيد.. مساعى للوصول للحلول البديلة.. والصيادون:«بيتنا هيتخرب منهم لله»
الثلاثاء، 08 مارس 2016 12:39 م
يعمل أكثر من 150 شخص في حرفة الصيد منذ أكثر من 50 عام، ويبحرون في ساحل بورفؤاد «الردم» بمحافظة بورسعيد بجوار نادي الصيد بالقارب الخشبي الصغير الخاص بكل مجموعة منهم «الفلوكة» عن طريق التجديف يدويا، من أجل صيد بضع «كيلوجرامات» من السمك، ينفقون منه على عائلاتهم، وظلوا على تلك الحالة عشرات السنين، ليستيقظوا بين ليلية وضحاها على قرار: «اتركوا مكان عملكم»، والسبب.. «أنهم يشكلون مصدر إزعاج لرواد نادي الصيد».
إلتقت «صوت الأمة» بالصيادين بمنطقة ساحل بورفؤاد «الردم»، للتعرف علي حياتهم وما طرأ عليها من تغيرات عقب خسارتهم «باب رزقهم» الوحيد «صيد السمك»، بقرار من محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، والهدف منه إرضاء أعضاء نادي الصيد «البشوات» على حد تعبيرهم.
«قطعوا رزقنا بقرار من محافظ بورسعيد عشان الأغنياء أعضاء نادي الصيد واحنا مش لاقين نأكل».. هكذا بدأ صيادوا منطقة «الردم» حديثهم مع «صوت الأمة».
فى البداية قال الدسوقي إبراهيم أبو العنين، أحد الصيادين المتضررين من قرار المحافظ، إنه يعمل صياد منذ 40 عام ولا يستطيع العمل بأي مهنه أخرى، مشيرا إلي أنه يمتلك «فلوكة» مثل كل الصيادين ينتقل بها في البحر الساعة 6 صباحا يوما لكى يعود بالطعام لأولاده.
وأضاف «أبوالعينين»: «لقد تفاجئنا جميعا أن محافظ بورسعيد أصدر قرار بمنعنا من الصيد في هذه المنطقة، وعلمنا أيضا أن السبب وراء ذلك هو شكوى أعضاء نادي الصيد من أن وجود قواربنا الخشبية بالقرب من النادي يمثل إزعاج لهم».
وقال محمد السحراوي، أحد الصيادين المتضررين: «نحن صيادون عددنا 150 صياد لدينا 13 فلوكه، وجميعهم مرخصين قانونيا ومعنا أوراق تثبت ذلك، وكل فلوكة يصطاد بها يوميا من 13 إلى 14 صياد، أي أن هذه القوارب تنفق على أكثر من 400 شخص، فنحن لدينا أبناء كثيرين وهذه من عادات الصيادين الذين يعتبرون أن العزوة في الخلفه».
وأضاف «السحراوي»: «كل فلوكه طولها 8 متر ونحن جميعا غلابة ومديونون بثمن الغزل الذى نصطاد به، ولا يمكن لهذا الغزل أن يصيد السمك من أي مكان إلا تلك المنطقة، والمحافظة قالت هنتقل للصيد من الميناء، وذلك سيلزم كل صياد أن يبحر بالمجداف يدويا بالفلوكة الخاصة به مسافة لا تقل عن 5 كيلو متر حتي يصل إلى المنطقة التي يتم الصيد منها، وهذا الأمر سيكون من المستحيل نظرا لثقل الفلوكة وصعوبة الإبحار بها يدويا طيلة هذه المسافة».
وتابع: «بمجرد أن تم منعنا من الصيد حاولنا التواصل مع مكتب محافظ بورسعيد أكثر من مرة وتوجهنا إلى مكتبه، ولكنه لم يوافق على مقابلتنا وكأن المسئولين في مكتبه بيطوحونا، ثم توجهنا بعد ذلك إلى المنطقة الشرقية للثروة السمكية ببورسعيد لمعرفة وضعنا لنجد أن الأمور مستقرة ولا ترفض اى جهة تواجدنا وبالتالى لا توجد اى مشكلة، وقد حصلنا منذ فترة علي ورقة رسمية من الثروة السمكية ذكر فيها أن ساحل بورفؤاد مكان عملنا منذ فترة طويلة».
وبالفعل حصلت «صوت الأمة» على صورة ضوئية من مذكرة الثورة السمكيه والتي تؤكد اقاويل الصيادين السابقة.
وقال رمضان محمد البدوي، أحد الصيادين المتضررين: «أنا صاحب الفلوكة المرخصة رقم 617، وأعاني من الغضروف، فهل من العدل أن اتحرك بالفلوكة يدويا 5 كيلو لكي أصطاد؟، فبهذا القرار ستدفع المحافظة بالصيادين وعائلاتهم إلى البطالة والجوع في نفس الوقت الذي يطالب فيه الرئيس السيسي بالتصدي للبطالة، غير أن نقابة الصيادين الخاصة بنا ذهبت معنا إلي كافة المسئولين بالمحافظة لإيجاد حل لمشكلتنا دون جدوي».
وقال محمد السيد العربي، أحد الصيادين المتضررين: «أنا صياد أبا عن جد وتعمل عائلتي بالكامل في حرفة الصيد منذ العدوان الثلاثي في 1956، وطيلة هذه الفترة ونحن نعمل في هذا المكان، وتفاجئنا بأن نادي الصيد تقدم بشكوى لمحافظ بورسعيد، لكي نترك مكاننا، لأن أعضاء نادي الصيد مش عارفين ياخدوا راحتهم ويستجموا في الساعتين بتوع الصبح الى بنصطاد فيهم عشان نجيب رزق عيلنا لأننا غلابة، ونحن نصطاد من هذا المكان من قبل أن يكون هناك نادي الصيد».
وقال محمد السيد الرازقى، أحد الصيادين المتضررين: «أنا حاصل على بكالوريس خدمة إجتماعية وأعمل صياد على الفلوكة الخاصة بوالدي، لأنه مريض وملازم الفراش ولولا هذه الفلوكة ما كان هناك مصدر لإطعام عائلتي المكونة من 4 أفراد».
واختتم الصيادين حديثهم بمناشدة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لإنقاذهم من التشريد والجوع، وإنقاذ أكثر من 400 شخص من قطع مصدر رزقهم، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لحل مشكلتهم في أسرع وقت، وإعادتهم للعمل بمنطقة «الرواد» بساحل بورفؤاد، أو توفير حل بديل قابل للتنفيذ.