وول ستريت جورنال: تدخل بوتين بسوريا يجني ثمارا أوسع من إنقاذ «الأسد»
الأربعاء، 16 مارس 2016 02:42 ص
سلطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الضوء على حالة الغضب العارمة التي اجتاحت واشنطن وتحذيراتها من أن روسيا تواجه مستنقع عندما بدأت الأخيرة حملة القصف في سوريا العام الماضي.
ورأت الصحيفة أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب بعض القوات هذا الأسبوع يشير إلى عزمه على الالتفاف حول هذا المستنقع .. وبعد خمسة أشهر من القصف في سوريا، يقول مراقبو الكرملين أن روسيا أنجزت بالفعل كل ما عقدت العزم على تحقيقه.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء، أن روسيا لطالما قالت إنها تريد تجنب تكرار سيناريو ليبيا في سوريا، حيث أتاح إسقاط الديكتاتور الليبي الفرصة أمام تنظيم "داعش" الإرهابي لاستغلال فراغ السلطة لبناء قوة من عدة آلاف من المقاتلين هناك، حيث قال بوتين إن الرئيس السوري بشار الأسد هو الأداة الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب في سوريا- مهما كانت وجهة نظر الغرب تجاه سجل حقوق الإنسان للأسد.
واستدركت قائلة إن إنقاذ روسيا للأسد يجني ثمارا أوسع لها من مجرد إنقاذ حليفا عسكريا، موضحة أنه عندما بدأت روسيا حملة قصف في العام الماضي، فإنها بذلك أحدثت اضطرابا في خطط الغرب لعزل موسكو دبلوماسيا لسلوكها في أوكرانيا، حيث اضطر الغرب للتشاور مع روسيا حول عملياتها في سوريا بعد تحليق طائراتها هناك.
وأوضحت أن حملة قصف روسيا أرسلت أيضا إشعارا إلى الغرب يوضح إلى أي مدى تطور الجيش الروسي منذ أن أمر بوتين بتعزيزه بعد توليه رئاسة البلاد، لافتة إلى أن موسكو فاجأت العديد من الخبراء العسكريين بقدرتها على المحافظة على قصفها على مدى عدة أشهر، وهو إنجاز لم يكن من الممكن أن تحققه قبل بضع سنوات، كما أنه خطوة لن تتمكن سوى قلة من الدول إلى جانب الولايات المتحدة، من إدارتها اليوم.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن روسيا قدمت عرضا لصواريخ كروز والقنابل الدقيقة في بداية الحملة، عندما كان المسلحون يتمركزون بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، مشيرة إلى أن موسكو قامت في وقت لاحق بقصف المسلحين بشكل رئيسي من ارتفاع شاهق باستخدام قنابل غير موجهة، وهو التكتيك الذي يقول المنتقدون أنه جلب الخراب والدمار على السكان المدنيين، مما أدى إلى تفاقم أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن الضربات الجوية الروسية في نهاية المطاف كان أمامها فرصة أكبر لتكون فعالة، حيث أن لموسكو، خلافا للغرب، حليف كبير وموثوق به على الأرض، وهو الأسد، الذي يمكن أن يحدد لهم الأهداف ويسطر على الأراضي عقب الضربات الجوية.