فى عيدهم.. أمهات ترفع شعار «قلبى على ولدى أنفطر وقلب ولدى عليا حجر».. «فاطمة» السوهاجية تصاب بعجز وأولادها:«مع نفسك»..«هانم» تعتمد على والدتها لقضاء حوائجها بعد تخلى أبنائها عنها بالشرقية
الإثنين، 21 مارس 2016 05:26 م
أمهات لا تعرفن لليأس سبيل، ظللن طيلة حياتهن يسعين إلى تحقيق أحلامهن، لاتبالى المصاعب التى شكلت مستقبلهن، كسرن حاجز الموت البطىء الذى كان يتشكل بالنسبة لهم على هيئة المواقف الحياتية، واليوم جاء ليُحي عيدهم لتقديم الشكر والعرفان على مجهوداتهن من أجل تربية أبنائهن وتوصيلهم لبر الأمان.
الحاجة فاطمة بسوهاج
فاطمة أحمد عبد الحليم أبو طالب، سيدة من قلب الصعيد تخلت عن أنوثتها وأرتدت جلباب الرجال، منذ أن توفى زوجها تاركًا لها 9 أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، لسان حالها شاكر المولى عز وجل.
62 عاما هكذا عمر الحاجة فاطمة، والتى تقيم بقرية شطورة التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج بسرد قصة كفاحها مع أسرتها بعدما توفى زوجها منذ 24 عامًا بعد رحلة مع المرض.
تقول الحاجة فاطمة:«رزقنى الله بـ5 بنات هم سعاد وهندية وبخيته وهانم وزينب ووفاقنى الله وزوجتهم جميعًا كما رزقنى الله بـ4 أولاد وهم عمر موظف بوزارة الاواقاف ومحمد مدرس وصلاح موجة بالتربية والتعليم وكرم يعمل بدولة السعوديه».
وعن رحلة عملها قالت: «قمت بزراعة الأرض بدل زوجى وعملت على تربيه الجاموس والاغنام وبيع اللبن لكى أنفق منه على أولادى وطالبت الحاجة فاطمة بتكريم الدولة لها ولكفاح السنين والأيام الصعبه التى مرت بها منذ وفاة زوجها».
تمر السنوات وتعجز الحاجة فاطمة، وتصبح قصة مآساوية تشهد لها القلوب الرحيمة، يأتى نجلها كل صباح ويتركها فى نفس المكان بجوار البنك تحمل زجاجة مياة وكسرة خبز ويذهب لعمله، فمن جهة فلا يوجد احد لرعايتها فى المنزل ومن جهة اخرى تساعد فى مصاريف الحياة ولو ببعض الجنيهات القليلة حيث يتكلف علاجها الشهرى ما ينؤ به كاهل الابن بجانب مصاريف ابنائه وتعليمهم.
قصة امرأة مكافحة تحملت صعب الحياة من أجل تربية 7 اطفال بالشرقية
إمرأة في العقد السابع من عمرها تقطن في قرية كفر سلامة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، نجحت في هزيمة مشاكل الحياة، تحملت الصعاب من أجل تربية 7 اطفال ليصبحوا سندها في الحياة بعد وفاة زوجها،سيدة لم تمنعها طبيعتها الناعمة وتقاليد قريتها أن تنزل الي الحقل وتريد وتزرع وتحصد لتوفر قوت أولادها ومصاريف مدارسهم.
وروت الحاجة هانم، قصة كفاحها قائلة: «تزوجت في 15 عاما وكنت الزوجه الثالثة ومدللة عند زوجي الذي كان يبلغ من العمر 45 عاما وكان تاجر مواشي فكان الجميع يسعي لمساعدتي إرضاء لزوجي، وتوفي زوجي في الثلاثين من عمري وترك 6 أولاد وبنت؛ فتحى وصلاح والسيد وحافظ وعبدالحليم وميرفت وكان أصغرهم 40 يوما والباقييين في الحضانة ومراحل التعليم الابتدائية والثانوية، وتقدم لي عدة اشخاص حاول والدى إقناعي بالزواج لكني رفضت ».
وتابعت الحاجة «هانم» بعد وفاة زوجي حدثت خلافات بين أقاربه بسبب الميراث ولكني تحملت الصعاب واكتفيت بقطعة أرض اشتغلت بها وزرعتها لنأكل منها وكنت أحمل ولدى الذي يبلغ من العمر 40 يوما علي كتفي وولى الآخر الذي يبلغ من العمر 3 سنوات وأخذهم إلى الحقل وباقي أطفالي في مدارسهم.
وقالت: ۑفي إحدى الأيام قابلت خالي وسألني عن أحوال أولادى فقلت له إنهم متفوقين في المراحل الدراسية ونجلي محمود سيصبح طبيب،فضحك بسخرية،وكانت تلك الضحكة حافز لي ولابنائي حياتي أصبح نجلي طبيب،وفتحي الأكبر مدرس في المعهد الأزهرى، وحافظ مدرس ثانوى أزهرى، وميرفت إدارية في المعهد الأزهرى، وعبدالحليم وصلاح والسيد تجار».
وتذكرت «هانم» اللحظات الصعبة في حياتها، "كنت ـحمل مسئولية 7 أفراد في الطعام والملبس والحياة كانت صعبة للغاية عشت المرار كله، وكنت أعيش في غرفة واحدة مع أولادى، واقعد في الطين، وكنت أخذ أولادى معي بعد انتهاء اليوم الدراسي واعمل لهم مرجيحة في الشجرة حتى يحبوا المكان وكنت في بعض الأحيان أقضي يوم كامل وأنام في الحقل أنا وأولادى وأقوم بعمل عشة لهم بالطين حتى لا تهجم عليهم الذئاب.
واستكملت: «تعرضت للحرق في إحدى السنوات، فكان ولدى صالح يقوم بالذهاب للحقل ليجمع الندى للجرح، ومرضت بالمرارة والحصوة ولم أقم بإجراء العملية إلا بعد أن قمت بتزويجهم؛ ومرضت».
وتابع الحاج «فتحي» أكبر أولادها، والدتي صبرت علي الشقاء وكنا نذهب معاها الي الحقل وننام بجانب البهائم بعد الانتهاء من مساعدتها، وقامت بإدخال أخي كلية طب وقامت ببيع جزء من البهائم واشترت سيارة نصف نقل وعملت عليها سائق لمساعدة والدتي في مصاريف المنزل ؛ وكان دخل الأسرة بسيط لايكفي لشراء كل المستلزمات حيث كانوا الصغير يبكي من أجل وجبة سمك إلا أننا ذات مرة فوجئنا بدخول قطة تحمل سمكة كبيرة فقامت والدتي بطهي تلك السمكة وتعلمنا الصيد أيضا لكي نكفي مستلزمات المنزل.
وأضاف أنه كانوا يقسمون أعمال الحقل حيث كان إحدى اخوتي يأخذ صديقة الحقل ليقرأ له أثناء عمله، والسيارة كانت تقوم بغسلها بنفسها كي نوفر ثمن الغسيل وتعيننا علي أمور الحياة واستطعنا بفضل والدتي ببناء أسرة حيث كانت تبيع البهائم لتزويجنا وقمنا بالزواج في منزل واحد كل أسرة في غرفة حتي وقفنا علي أقدامنا وقمنا بالبناء ومساعدة والدتي لنا وأصبحنا ذو قامة ونمتلك العديد من المنازل والأراضي.