احتفالا بعيد الأم.. السودانيون يزينون أمهاتهم بالحلي والعطور والأثواب المطرزة.. باحثون: يوم تكريم الأم بسبب تجهال الأبناء لأمهاتهم طوال العام.. أبناء: الهدية رمز للتكريم والتقدير
الثلاثاء، 22 مارس 2016 03:44 ص
اشتهرت الأم الأفريقية منذ زمن بعيد بطريقة حملها لرضيعها، والتي فرضتها عليها طبيعة ومشقة الحياة الاقتصادية، وحرصها على عدم التخلي عن رضيعها أثناء ممارستها لكافة الأنشطة والأعمال اليدوية والمهارية.
وتوصلت أحدث الدراسات العلمية، التي ركزت على تلك الظاهرة المميزة للمرأة الأفريقية، إلى أن عناق الأم لرضيعها وطفلها لفترات طويلة تعد بمثابة «صيدلية للصحة»، وتساهم بشكل فاعل في تقوية جهاز المناعة ومكافحة العدوى، فضلا عن تخفيف الإجهاد والتوتر.
وتحدثت دراسات علمية عديدة عن أهمية احتضان الأم لطفلها، نظرا لما يمثله ذلك من شعور بالأمان وتعزيز الثقة بالنفس، كما أنه يزيل الشعور بالغضب والوحدة والقلق والخوف، ويساعد على تحسين الذاكرة ويخفض ضغط الدم فعندما تحتضن الأم وليدها يفرز الجسم هرمون (الأوكسيتوسين) الذي يمنح شعورا بالدفء والحنان ما يقوي الرابط بين الأم ووليدها ويعزز الثقة المتبادلة.
ولأفضالها الجمة على أبنائها يعتبر "عيد الأم" من المناسبات التي ينتظرها الجميع والتي يحرص على الاحتفال بها أغلب طوائف المجتمع لما تمثله هذه المناسبة من أهمية خاصة وفرصة للتعبير عن الحب وتقديرا لدور وعطاء الأم في حياة أبنائها ولما قدمته من تضحيات من أجلهم في سبيل رعايتهم والحفاظ عليهم.
ويشير الباحثون إلى أن الاحتفال بعيد الأم بدأ مع مطلع القرن العشرين حيث وجد المفكرون الغربيون والأوروبيون الأبناء في مجتمعاتهم ينسون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن فأرادوا أن يجعلوا يوما في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم فيحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم ويختلف تاريخه من دولة لأخرى.
وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأم بالشارع السوداني، عن سائر العالم، فبسؤال ربة المنزل "إيمان محمد" حول مظاهر احتفالها بعيد الأم قالت "أنهم اعتادوا في هذه المناسبة شراء الهدايا للأمهات والجدات، والآن بعد أن أصبحت أما كم هي سعيدة بتقدير أبنائها لها وبالتجمع العائلي في هذا اليوم".
وتابعت "أن الهدايا تتنوع ما بين الأدوات المنزلية الأكثر شراء في هذا اليوم والتوب السوداني، والأثواب المطرزة، والعطور، وأدوات الزينة، والحلي، ويترأسهم جميعا الذهب".
وبسؤال السيدة "سهير عبد الله" وهي ربة منزل أيضا قالت أن أفضل الهدايا للأمهات السودانيات هي "الذهب" حيث يفضلن دائما اقتنائه فاستثمار الأسرة السودانية دائما ما يكون في الذهب وليس الأموال.
وحول مظاهر الاحتفالات الفنية بهذه المناسبة، فأن السودانيين يعتبرون الأغنية الشهيرة في هذه المناسبة أغنية "أمي الله يسلمك" للشاعر السوداني الشهير التيجاني حاج موسى، والتي وصفها البعض بأنها بمثابة "السلام الجمهوري للأمهات السودانيات".
وبسؤال المرأة السودانية عن أشهر الأمهات في العصر الحديث، أفادوا بأن الحاجة الراحلة المعروفة باسم "دار السلام" وهي والدة الشاعر التيجاني موسى تعد أشهر أم سودانية.. والتي ولدت بقرية الترعة الخضراء بريفي مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، ولم تكمل تعليمها، ولكنها أجادت بعض المهن اليدوية مثل "صناعة السعف، وأعمال الكروشي"، وعندما مات زوجها رفضت الزواج وتفرغت لتربية الشاعر السوداني الشهير، وكانت تقول "أنا راجلي التيجاني".