«صوت الأمة».. تفتح ملف الأحزاب «الكرتونية» في مصر (تحقيق)

الإثنين، 24 أغسطس 2015 06:03 م
«صوت الأمة».. تفتح ملف الأحزاب  «الكرتونية» في مصر (تحقيق)

زهران يطالب بحل الأحزاب «الكرتونية» وإعادة بنائها في شكل جديد

عضو الجمعية الوطنية للتغيير يصف الحياة السياسية فى مصر بـ «البدائية»

عميد كلية الاقتصاد:سبب تأسيس هذه الأحزاب هو الوجاهة السياسية والتقرب من النظام

«الأمة» أولي الأحزاب السياسية التي أنشأت لمقاومة الإحتلال الإنجليزي

شخصيات اعتبارية تسكن القصور الفاخرة، والمكاتب المكيفة، لا يشغلها إلا مكان قضاء العطلة المقبلة.. هدفها الأول المنابر الإعلامية الرائدة، ومانشيتات صفحات الجرائد الأولى، شغلها الشاغل إصدار البيانات، وترتيب الاجتماعات، لا يلقون للمواطن وآلامه بالا، ولا يعنيهم الشارع وهمومه فى شىء.. إنه حال الأحزاب فى مصر، الذى فاق عددها المائة، ولم تطرح حلولا لمشكلات المواطن وأزماته، ولا يعنيها سوى ترديد الشعارات، والمتاجرة بمشكلات الوطن على شاشات الفضائيات.

نشأة الأحزاب فى مصر

يعتبر عام 1907 هو عام نشأة الأحزاب السياسية في مصر. فقد نشأ «حزب الأمة» بقيادة أحمد لطفي السيد، وكان يمثل طبقة كبار الملاك، و «الحزب الوطني» بقيادة مصطفي كامل.

أعتبر المؤرخون «حزب الأمة»، الذي أُعلن عن قيامه في 20 سبتمبر 1907 بقيادة أحمد لطفي السيد، أول حزب سياسي إنشأ في مصر، لأنه استوفي كل أشكال ومقومات الحزب عند قيامه بما فيها تشكيل جمعية عمومية، ووضع برنامج الحزب، وهيكل ومقر ونظام عضوية.

وأسست هذه الأحزاب لهدف وحيد، وهو جلاء الإنجليز عن مصر، و كان منبرها الوحيد في ذلك الوقت هو الصحف، فلم يكن لها تمثيل في البرلمان، حتي جاء دستور 1923، الذي أعطي للأحزاب الفائزة بالأغلبية في الانتخابات حق تشكيل الحكومة.

الغرض من إنشاء الأحزاب

الأحزاب السياسية.. يهدف إنشاؤها الى تكامل النظام السياسى، وتكوين نظام ديمقراطى قوى، وتعدد الخيارات السياسية أمام المواطن، ليختار من بينها أكثرهم قدرة على تلبية احتياجاته وتوفير متطلباته.

لكن الأحزاب المصرية تركت المواطن فريسة لحكومة تعمل فى جزر منعزلة، وتتجول فى عوالم أخرى غير ما يعنى المواطن، تطالبه بواجباته، قبل حقوقه، وأصبحت لا تمتد للوطن أو المواطن فى شىء.

دعاوي حل الأحزاب

دعا الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إلى حل الأحزاب السياسية وإعادة بنائها في شكل جديد وفق اتجاهات رئيسية واضحة.

ويري زهران أن الأحزاب السياسية لا تعبر عن الشارع وآلامه وتطلعاته. ويشير إلى ضرورة تكريس فكرة اللاحزبية، بالعمل على إنشاء حياة تعتمد على ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ. كما يؤكد أن الأحزاب المصرية لا تعبر عن الشارع وآلامه وتطلعاته.

تجارب مماثلة لدول ديمقراطية

بالنظر لعدد من الدول التى تمارس الديمقراطية، فى أفضل صورها نجد تجربة رائدة لألمانيا، وفرنسا؛ فالدستور الألماني يؤكد على دور الأحزاب السياسية فى المساهمة في بناء الوعي السياسي للشعب، وبالتالى يعتبر خوض الانتخابات العامة وتنظيم الحملات الانتخابية من الواجبات الدستورية، ولهذا السبب تحصل الأحزاب على دعم مادى من الدولة مقابل النفقات التي تتحملها في إطار هذه الحملات الانتخابية.

وتخضع الأحزاب الألمانية للأسس الديمقراطية، ويجب على الأحزاب أن تؤمن بالدولة الديمقراطية، وإذا شكَّت الدولة في مدى إيمانها بالديمقراطية، والنظام الديمقراطى وتوفرت لديها دلائل دامغةٌ على هذا، تتقدم الحكومة بطلب للجهات القضائية المختصة لمنع مثل هذه الأحزاب وحظرها من الوجود، أما قرار المنع في حد ذاته فهو منوط وحصرى للمحكمة الدستورية العليا، لتفادى قيام الأحزاب السياسية الحاكمة بمنع أي حزب يعارضها، أويشكل خطرًا سياسيًا منافسًا لها.

وفى فرنسا.. تساهم الأحزاب السياسية في الانتخابات العامة، و إضفاء الحيوية على الحياة السياسية، ولعب دور الوسيط بين الشعب والنظام الحاكم، فهي تقوم بتحديد وبلورة مطالب الشعب واحتياجاته وتصوغها في إطار برنامج سياسى، وهى بذلك تطمح في الوصول إلى السلطة من أجل تطبيق برامجها المعلنة.

وفى كلا الحالين، تقوم الاحزاب بالتنافس للوصول لأكبر قاعدة شعبية، من أجل الفوز بتشكيل الحكومة، وتنفيذ برامجها الإنتخابية بما يخدم الوطن والمواطن، وكذلك الحصول على دعم مالى أكبر من الحكومة، لتمويل أنشطتها وبرامجها الخدمية للجمهور.

سر تأسيس الأحزاب الكرتونية

وعن السبب الحقيقى وراء تأسيس بعض الشخصيات لأحزاب لا تقوم بشئ، إلا إصدار البيانات الرسمية والإجتماعات السنوية والظهور فى القنوات الفضائية.. تقول الدكتورة عالية المهدى، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن سبب تأسيس البعض لمثل هذه الأحزاب هو الوجاهة السياسية، والارتقاء بمكانته فى المجتمع.

وتضيف المهدي، أن غيرهم يهدف للتقرب من النظام الحاكم للدولة ومراكز صنع القرار، عن طريق الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية مع قيادات الدولة، وهناك فئة أخرى تهدف للربح المادى عن طريق التنازل عن رئاسة الحزب لبعض رجال الأعمال، والراغبين فى تولى مناصب قيادية بالدولة، وسعى البعض الآخر للشو الإعلامى، فيتخذ منصبه الحزبى سبيلا لتصدر شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد الاولى.

ويؤكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأحزاب التى تمارس عملاً سياسياً حقيقياً، ولديها مقومات عملية لقيام الأحزاب، لا تتجاوز الـ15 حزب، ووصف الحياة السياسية فى مصر بأنها «بدائية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة