كاتب أمريكي لـ«أوباما»: «نجاح في الدبلوماسية وإحباط في الحرب»

الإثنين، 28 مارس 2016 01:38 ص
كاتب أمريكي لـ«أوباما»: «نجاح في الدبلوماسية وإحباط في الحرب»
الرئيس أوباما

قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس "الرئيس أوباما أراد الأسبوع الماضي أن تركز عناوين الأخبار على انتصار الدبلوماسية الأمريكية، وتدشينه علاقة جديدة مع كوبا، لكن جاءت هجمات بروكسل والمخاوف من هجمات أخرى لتغطي على هذا الانتصار الدبلوماسي المُحرَز في هافانا".

ورأى مكمانوس - في مقال نشرته (لوس أنجلوس تايمز) - أن "هذا المنحى الذي اتخذته الأحداث قد حصر، في لحظةٍ، سِجِلّ أوباما على صعيد السياسة الخارجية في أنه: نجاحٌ في الدبلوماسية وإحباطٌ في الحرب" .. مضيفا " أوباما أحرز بعض الانتصارات الحقيقية على صعيد استراتيجيته في التدخل الدبلوماسي، ومن تلك الانتصارات: الانفتاح على كوبا، والاتفاق النووي مع إيران، وتحالف أقوى مع فيتنام وبلدان أخرى جنوب شرق آسيا .. فيما أظهر أوباما على نحو واضح فعالية أقل، في ربط الدبلوماسية بالقوة لإرساء الاستقرار في أجزاء من العالم لا تعبأ الأطراف الفاعلة فيها بتدخل سِلمي، وتحديدا مناطق الصراع في الشرق الأوسط".

وأضاف مكمانوس "سبعة أعوام في الرئاسة، ولا يزال أوباما يعالج أخطاء ارتكبها سلفه، جورج بوش الابن .. (ما أظنه أنه ليس من الذكاء فكرة أنه كلما ظهرت مشكلة، نقوم بإرسال جيشنا لفرض النظام) ..هكذا تحدث أوباما في حوار حديث لمجلة الأتلانتيك" .. مشيرا إلى أن "مقاومة أوباما للتدخل قد كلفته: ليس فقط الانتقادات من جهاتها المعتادة، وإنما انتقادات من بعض المخضرمين في إدارته ممن يرون أن انسحابه المتسرع من العراق، ورفضَه دعم المعارضة المسلحة في سوريا قد أعطيا تنظيم (داعش) الفسحة التي يحتاجها لكي ينمو قبل أن ينتبه البيت الأبيض إلى ذلك عام 2014".

ويرى مكمانوس أنه "إذا كان هناك ثمّة استراتيجية انتهجها أوباما في هذا الصدد، على الأقل في الشرق الأوسط، فهي كالتالي: (الإبقاء على التزامات أمريكا العسكرية محدودة، لكن مع الاستعداد للإحباط عندما تتمخض التحركات المحدودة عن نتائج متواضعة)" .. متابعا "أحيانا ما يبدو أوباما وكأنه أحب أن يركز انتباه الأمريكيين بعيدا عن الأعداء البعيدين (داعش لا يمثل تهديدا وجوديا لأمريكا، فيما التغير المناخي يحمل في طياته تهديدا وجوديا للعالم كله)، هكذا صرح أوباما في حواره لمجلة الأتلانتك".

وفضل أوباما الاشتغال على الدبلوماسية في أجزاء أخرى أكثر استعدادا من العالم، فتحدث مع رجال أعمال شباب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.. حيث يقول أوباما: (إذا لم نتحدث إليهم لانشغالنا كلية في التفكير في كيفية تدمير قوى الشر والعدمية والعنف بالعالم، عندئذ فنحن نفوّت على أنفسنا الفرصة) .. وأوضح مكمانوس هذا صحيح، لكن الرئيس لا يمكنه انتقاء المشكلات الملحة التي تعترض طريقه.

وقال مكمانوس "رغم أن أوباما يريد أن يتذكر الناس العلاقات الدبلوماسية الجديدة التي دشنها، كتلك مع كل من كوبا وإيران، إلا أن إرثه سيتضمن العراق وسوريا على نحو لا مفر منه" .. مضيفا "لقد أتى أوباما إلى منصبه عازما على جعل الدبلوماسية جوهر السياسة الخارجية وتقليص الاعتماد على القوة العسكرية، وقد حقق ما عزم عليه."

واختتم مكمانوس مقاله "سيقضي أوباما بقية عامه في الرئاسة مفترضا أن سياساته قد نجحت، أو على الأقل كانت بدائلها أسوأ منها .. وحتى الآن، تبقى المرتبة التي يستحقها أوباما (غير مستوفاة)".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق