جهاديون سابقون يكشفون خطط تجنيد «بيت المقدس» لأنصاره.. «القاسمي»: البناء الفكرى الشاذ واللعب على أوتار الدين.. «نعيم»: بث الفكر القطبي التكفيري عبر مواقع التواصل.. وخبير مفرقعات: معظمهم مطلوبون جنائيا

الأربعاء، 30 مارس 2016 02:29 م
جهاديون سابقون يكشفون خطط تجنيد «بيت المقدس» لأنصاره.. «القاسمي»: البناء الفكرى الشاذ واللعب على أوتار الدين.. «نعيم»: بث الفكر القطبي التكفيري عبر مواقع التواصل.. وخبير مفرقعات: معظمهم مطلوبون جنائيا
هشام صلاح

بدأت عملية ظهور الانتحاريين إبان الحرب العالمية الثانية عندما قام طيارون يابانيون بتفجير طائراتهم فى الأساطيل البحرية الأمريكية، وكانت تعرف بعمليات «الكاميكازى اليابانية»، وانتشرت هذه الظاهرة في مصر عن طريق المتطرفين من السلفيين والإخوان الإرهابية منذ ستينات القرن العشرين استنادا لأفكار سيد قطب التكفيرية.

لا توجد لكلمة «انتحاري» أصلا في معاجم اللغة العربية، إلا أن المصريين استخدمو الكلمة للسخرية من شخص لم يعرفوه قتل أبناء جلدتهم دون معرف السبب أو الهدف أو الجاني نفسه لأنه في ذلك الوقت أصبح أشلاء مختلطة بأشلاء ضحاياهم، كلمة الانتحاري بهذا المعنى يكثر استخدامها في مصر مؤخرا.

-كيف يصنع الانتحارى؟

وفي الوقت الذي انشغل المصريون فيه بلعن هؤلاء القتلة من تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي خاصة بعد إستهدافهم لـ15 جندى من أبطال الجيش المصرى.. انشغلت «صوت الأمة» بقضية أخرى مرتبطة بهذه العناصر التي أحدثت لدى المصريون حسرتهم، والقضية الأخطر تتمثل في تجاهل الشعب لكيفية صناعة هذا العنصر الإنتحارى الإرهابي في بيئة طالما صدرت للعالم ثقافات وأفكار التسامح على مدار تاريخها.

التقى مراسل «صوت الأمة» بعدد من القيادات السابقة لهذه التنظيمات من الرعيل الأول للصناع الأوائل للانتحاريين من جماعة الجهاد وكذلك العسكريين وفتح معهم حوارا موسعا حول كيفية صناعة الفرد الانتحاري في تنظيم بيت المقدس الإرهابي، وأسباب ظهورهم وخطورتهم عل المجتمع، وأفضل الطرق للقضاء علي هؤلاء المجرمين العاملين تحت راية الدين.

-البناء الفكرى الشاذ

البداية كانت مع صبره القاسمى، القيادي الجهادي السابق، ومؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة العنف، الذى أكد أن الانتحاري في هذا التنظيم الذي يتخذ من جبال سيناء مأوى له، ما هو إلا شخص محمل بالحقد والضغينة للمجتمع بناء على أفكار تجدرت في ذهنه ومعتقدات تجرعها من أباطرة التكفير الذين لعبوا على عواطف الانتحاري الدينية، من خلال عمليات البرمجة العصبية، والمسح الذهني لهؤلاء الجهلاء، وبناء عليه يصبح جهل الانتحاري مطية لرغبات قياداته.

وأضاف القاسمى، أن عجز الانتحاري على التمييز بين الحق والباطل ودرج الحقد الدفين لديه تجاه الأخر وتكفيره تعتبر إشارة البدء لصناع الموت لإدراك مدى جهوزية الانتحاري لتنفيذ العمليات الاستشهادية بمفهومه، والإجرامية بمفهومنا الشرعي، مضيفا أن الشخص الذي يقبل على تنفيذ عملية انتحارية يكون لديه مبررات مشروعة لها جاذبية شديدة، ويكون مبررا يراه الانتحاري لوضع خاطئ لا يمكن أن ينصلح بأي وسيلة أخرى سوى القتل المباشر، وهذه المبررات جميعها اكتسبها خلال عمليات البناء الفكري الشاذة والضالة.

وأوضح القاسمى، أن هناك من العوامل لدى الانتحاري كفيلة بجعل خيار الموت لديه سهله في فترة إعداده لتنفيذ العملية وكذلك في معتقداته الأصلية أهمها الرغبة في الشهادة.

-الفكر «القطبى» التكفيرى

من جانبه، قال القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم- الذراع الأيمن السابق لزعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري في التسعينيات، إن أنصار بيت المقدس الإرهابي هم أشخاص زين لهم شياطين التكفير أعمالهم، حينما أقنعوهم بأن وسيلتهم للوصول للجنة انفجار أحزمتهم الناسفة أو قتل الجنود الغلابة، موضحا أن قادة التكفير في جميع التنظيمات الجهادية تستغل الشباب المتبني لأفكار مثالية، والذي يتعامل مع الأمور على أنها أبيض أو أسود وحلال أو حرام.

وأضاف نعيم، أن معظم الخلايا العنقودية الانتحارية تبنى من خلال بث الفكر القطبي التكفيري الذي يكفر الحكام وأعوانهم من رجال الجيش والشرطة وإقناع الانتحاري بأنهم كفره لا يطبقون شرع الله وأنه يجب الخروج عليهم من خلال القتل والعنف، مشيرا انه لوصول هؤلاء لانتحاري مؤهل فأنهم يقومون بصناع قناعات لدى الانتحاري بأن موته شهادة في سبيل الله وأن قتل الأبرياء أهون من النتائج التي ستترتب على عدم قيامهم بالعملية الانتحارية.

وأوضح نعيم، أن عملية صناع هؤلاء بهذه الكيفية تعتبر عملية تقليدية بحته محذرا من عمليات تطوير العمل الانتحاري وفقا لتكتيكات صناعة خلايا الذئاب المنفردة التي يتم صناعتها عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، مضيفا لمواجهة مثل هذه العناصر لابد من تجنيد عناصر أمنية بين هذه التنظيمات لجمع المعلومات، ووضع قوانين محكمة للقبض على مشاريع الانتحاريين أو تصفيتهم.

-صناعة إسرائيلية

في نفس السياق أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب الخبير السياسي بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام أن قيادات التنظيمات الإرهابي التي تفرخ الانتحاريين من أنصار بيت المقدس يعملون بالتعاون مع جهات متقدمة تمتلك مراكز أبحاث تقوم بتحليل شخصية الانتحاري لتستطيع السيطرة عليه وتوجيهه نحو مصالحها، وتقوم القيادات بصناعة الانتحاريين بمعاونة جهات خارجية ودراسات مستفيضة عن شخصية الإنتحارى وهذا ما حدث للمجاهدين في فتر التسعينيات بمعاونة الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف عبد الوهاب أن وحد العلاقات الإسرائيلية المصرية في الموساد من أهم وظائفها الآن صناعة قيادات تكفيرية وإرهابيين بصور غير مباشرة لتحقيق مصالحها في تدمير مصر.

-أجهزة الاستخبارات الخارجية

اللواء محي نوح -الرئيس السابق لفرع المنظمات الدولية بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع والقائد السابق للمجموعة 39 قتال، قال أن أهم مناطق تمركز العناصر الانتحارية والجهادية من أنصار بيت المقدس الإرهابي تتمثل في مثلث شمال سيناء، والإسماعيلية، والشرقية، مضيفا أن الفكر الجهاد المتطرف ظهر في هذا المثلث حين ظهرت طائف الملتحين في المصالح الحكومية بمدينة العريش والتي اندمجت في المجتمع السيناوى واستقطبت عديد من الشباب البدوي الذي ازدادت لديهم نزعة التطرف ونادوا بالجهاد ضد الحاكم الكافر بحسبهم وتكوين تنظيم التوحيد والجهاد وكانت أول عملياتهم الانتحارية تفجير فندق طابا.

وأضاف نوح، أن أعداد الجهاديين من هذا التنظيم بالإضافة للعناصر الإجرامي الجنائي في هذا المثلث لا تتعدى 1700عنصر، وقد استغلت هذه العناصر جبال سيناء في تدريب وتهيئة الانتحاريين للقيام بعمليات إرهابية على يد عناصر جهادية فلسطينية بدعم وأموال أجهزة استخبارات خارجية.

فيما كشف العميد برهام عزمي- خبير المفرقعات والمتخصص فحص مسرح الجريمة- أن طبيعة المواد المتفجرة المستخدمة في العمليات الإرهابية الأخير تثبت أن هناك تمويل خارجي ضخم يقف وراء هذه العمليات، مؤكدا أن الانتحاري لم يستطيع بمفرده تنفيذ مخطط ولكن يكون الانتحاري متطوع من بين عدة أفراد ذات هدف واحد، مضيفا أنه من واقع عملنه ومن واقع الحوادث المتتالية والظروف الأمنية الراهنة يجزم بأن من ينفذ أي عمل انتحاري فهو إرهابي جبان جاهل ملعون لأن هذا الانتحاري يعلم كل العلم أنه سيقتل أبرياء ويعرف أنه لم يصل لهدفه بالقتل، مشيرا إلى أن معظم الانتحاريين مطلوبين جنائيين ويعلمون أنهم في النهاية سيقتلون أو سينبذون في الصحراء ولذلك يندفوا لقتل أنفسهم وإيذاء الأبرياء، مستهجنا تعامل البعض مع هؤلاء بأنهم لديهم فكر معين يدفعهم لقتل الناس متجاهلين عن الشق الجنائي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة