دراسة أثرية تكشف عن «الكتابات الحديدية الإسلامية»
الجمعة، 01 أبريل 2016 01:23 م
كشفت دراسة أثرية جديدة للباحث الأثري الدكتور سامي صالح عبد المالك عن «الكتابات الحديدية في العصور الإسلامية»، والتى كانت منتشرة فى العصر السلجوقي، والأيوبي والمملوكي، ومن أشهرها كتابات مقصورة المسجد النبوي الشريف من عهد السلطان المملوكي الأشرف «قايتباي».
وأكد عبدالمالك، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة، أن تلك الدراسة فريدة من نوعها حيث أن الكتابات الحديدية لم تحظ بالدراسة والعناية كالكتابات الموجودة على الحجر بأنواعه المختلفة، وذلك لعدة أسباب منها قلة الكتابات الحديدية مقارنة بالكتابات الحجرية لقلة معدن الحديد، كما أن إعادة استخدامه بعد صهره مرة ثانية ساعد على قلة ما وصلنا من آثاره، إلى جانب تأثير العوامل الجوية على معدن الحديد، كما أن عمره الزمني محدود لأنه مادة مصنعة غير طبيعية مقارنة بالرخام والبازلت والجرانيت والحجر.
وأشار إلى أنه تم استخدام أساليب فنية مختلفة لصناعة الكتابات الحديدية كالطرق، السحب، الصب، والتقبيب لتكون بارزة ويمكن رؤيتها، موضحا أن هناك كتابات حديدية مرتبطة بوظائف حربية ككتابات بوابات الحصون والمدن المسورة والقلاع، ومنها ما هو مقدس ككتابات مقصورة المسجد النبوي الشريف، ومنها ما هو تجاري كخان القصابية بحلب.
وأضاف عبدالمالك انه من أهم نماذج الكتابات الحديدية التي تناولها في دراسته، باب مدينة كندزاك في بلاد أرمينية المصفح بالحَدِيد مؤرخ في سنة 455هـ1063م، وكتابته منفذه في الحديد الذي يُصفح الباب؛ والكتابات الحديدية ببابي قَلعة حلب من عهد الملك الظاهر غازي بن يوسف الأيوبي، وتمت صناعة أولهما سنة 606هـ1209-1210م، وثانيهما صنع في سنة 608هـ1211-1212م.
ولفت الى نموذج مهم للكتابات الحديدية من العصر المملوكي، ففي سنة 888هـ1483م أمر السلطان قَايتباى بصناعة مقصورة من الحديد للحجرة الشريفة، كان وزنها 400 قنطار، فحملت إلى المدينة على ظهر سبعين جملا، وعليها كتابات ورنوك للسلطان قَايتباى من الحديد، مشيرا الى نموذج مهم ايضا وهو باب خان القصابية بمدينة حلب شيد في سنة 916هـ1510م،و كتابته منفذه في الحَدِيد الذي يصفح الباب.
وأوضح الدكتور سامى عبد المالك أنه قام بعرض نتائج دراسته خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر " الحياة اليومية في العصور القديمة "، الذى نظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس واختتم أعماله أمس وشارك فيه لفيف من الباحثين والاثريين من مختلف الجامعات ووزارة الآثار.