مرشحو الرئاسة الأمريكية: الولايات المتحدة ليست الحارس على النظام العالمي

الإثنين، 04 أبريل 2016 06:22 م
مرشحو الرئاسة الأمريكية: الولايات المتحدة ليست الحارس على النظام العالمي

قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز"، إن "المرشحين الرئاسيين على اختلاف توجهاتهم يميلون إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة "لا ينبغي أن تكون الحارس على النظام العالمي" عندما يأتي ذِكر التدخل العسكري الأمريكي في بلدان أخرى".

ورأت الصحيفة -في افتتاحية الاثنين- أن "التعبير ذكي، لكن ماذا يعني؟ أن الولايات المتحدة لا ينبغي مطلقا أن تتدخل عسكريا في صراعات أجنبية؟ أنْ لا ينبغي عليها عمل ذلك إلا في حال تعرض مصالحها الحيوية للخطر أو وقوع أحد الحلفاء تحت هجوم؟ ماذا عن مواقف قد تكون القوة العسكرية فيها ضرورية لحماية مدنيين أو الحيلولة دون وقوع مذبحة؟ هل يعني ذلك أن الولايات المتحدة لا يجب أن تحتفظ أكثر من ذلك بمؤسسة عسكرية ضخمة لردع تنفيذ هجمات على حلفاء أو أنه ينبغي عليها أن تطلب منهم (الحلفاء) أن يتحملوا المزيد من عبء الدفاع عن أنفسهم؟".

وأضافت (لوس انجلوس تايمز) أنه "على مدى سبع سنوات في منصبه كرئيس، جنح باراك أوباما (وهو محق من وجهة نظرنا) إلى تبني وجهة نظر صوب التدخل العسكري أكثر تشككا من سابقه، وهو رد فعل طبيعي للصراعات المطولة في العراق وأفغانستان والتي أزهقت أرواح نحو سبعة آلاف أمريكي".

ونوهت الصحيفة عن أنه "حيثما أعطى (الرئيس أوباما) تعليمات بتدخل عسكري -كما في الحرب على تنظيم داعش أو العملية المشئومة التي قادت إلى الإطاحة بمعمر القذافي ليبيا- فإن أوباما أقدم على ذلك عادة وسط تنسيق مع أمم أخرى.. وقد أرسل إشارات مختلطة بشأن ما إذا كان التدخل العسكري يمكن تبريره على أساس إنساني محض، رغم أنه استند إلى مثل تلك الأسانيد في معرض الدفاع عن العملية الليبية والمراحل الأولى في الحملة الجوية ضد تنظيم داعش."

وأكدت (لوس انجلوس تايمز) أن "رغبة أوباما في تفادي الانخراط في صراع هي رغبة واضحة.. حتى وهو يصدر تعليماته بشن غارات جوية على تنظيم داعش، وأيضا وهو يرسل قوات خاصة إلى العراق، فقد استبعد (أوباما) استخدام قوات أمريكية برية.. كما أن إصراراه على التفاوض حول اتفاق لوضع قيود على برنامج إيران النووي كان مدفوعا في جزء كبير منه برغبة في جعل التدخل العسكري ضد إيران أمرا غير ضروري."

ولفتت الصحيفة إلى أنه "في الوقت ذاته، على الرغم من ذلك، فإن الإدارة الأمريكية قد عمدت إلى دعم حلفائها في أوروبا وآسيا في وجه عمليات عدوانية من روسيا والصين، مقترحة (الإدارة) أن تتواجد قوات أمريكية في بلدان حلف الناتو في أوروبا الشرقية، وآمرة (الإدارة) بتسيير دوريات بسفن حربية أمريكية في بحر الصين الجنوبي".

وأضافت (لوس انجلوس تايمز) في هذا السياق أن "أوباما قدم ميزانية دفاع مقترحة بقيمة 7ر582 مليار دولار.. فيما لا تزال قوات أمريكية متمركزة حول العالم، بما في ذلك اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، في وجود يرمز إلى دعم الولايات المتحدة لحلفائها."
وعليه، تقول الصحيفة "بينما يمكن القول أن أوباما أقل نزوعا إلى التدخل العسكري مقارنة بـجورج بوش الإبن، إلا أن إدارته تابعت هي الأخرى مراقبة الصراعات الدولية المحتملة عن كثب؛ في عالم اليوم، ليس ثمة اختيار آخر غير عمل ذلك.. لكن ماذا عن المرشحين المتسابقين لخلافة أوباما؟".

وبدأت (لوس انجلوس تايمز) بمرشحي الحزب الديمقراطي، قائلة إنه "رغم قلة تعرضه للحديث عن السياسة الخارجية، إلا أن السيناتور بيرني ساندرز يروج لمعارضته اجتياح العراق عام 2003 ويحذر من أن هيلاري كلينتون، التي صوتت للترخيص بتلك العملية (الاجتياح)، قد تقود الولايات المتحدة لحرب أخرى.. يقول ساندرز إنه على الرغم من استعداده المطلق لاستخدام القوة عند الضرورة، إلا أنه يريد أن تعرف بلدان أخرى أنه لا يمكنها استدعاء الجيش الأمريكي ودافعي الضرائب الأمريكيين فيجدون القوات الأمريكية في خدمة إنقاذهم لمجرد ذلك الاستدعاء."

وأضافت الصحيفة، في السياق ذاته، "أن كلينتون، رغم معارضتها نشر قوات أمريكية برية لمحاربة تنظيم داعش، إلا أنها رفضت -وهي محقة- أن تتعهد للناخبين بأنها لن تستخدم الجيش الأمريكي خارج الحدود بشكل مطلق.. ويرى الناخبون أن كلينتون أكثر نزوعا من ساندرز إلى استخدام القوة لتصحيح الأخطاء حول العالم."

ثم انتقلت (لوس انجلوس تايمز) إلى مرشحي الحزب الجمهوري، قائلة "إن السيناتور تيد كروز قد قال إن الولايات المتحدة ينبغي أن تفعل ما تراه ضروريا للانتصار في الحرب على تنظيم داعش، فيما يبدو تركا للأبواب مفتوحة لإمكانية نشر قوات برية.. لكنه (كروز) كذلك قد انتقد كلينتون على دورها كوزيرة للخارجية في الضغط صوب الحملة العسكرية عام 2011 في ليبيا.. بالنسبة لـكروز، ينبغي على الولايات المتحدة ألا تضطلع بدور الشرطي (حارس النظام) إذا ما كانت المهمة تتمثل في طرد قادة قمعيين أمثال القذافي وبشار الأسد في سوريا ممن قد تثمر الإطاحة بهم عن مجيء من هم أسوأ منهم".

وعن حاكم ولاية أوهايو، المرشح الجمهوري جون كيسك، قالت (لوس انجلوس تايمز) إنه "يفتح الباب لإمكانية استخدام قوات برية أمريكية لمحاربة تنظيم داعش.. لكن حتى "كيسك" لا يرى القوات الأمريكية بمثابة الوسيلة المفضلة للتعبير عن السياسة الخارجية الأمريكية".

ثم وصلت الصحيفة إلى الحديث عن المرشح الجمهوري الأوفر حظا، دونالد ترامب، قائلة إنه "يريد أن يضع الشرطي (حارس النظام) هراوته جانبا، عبر تقليص دعم الولايات المتحدة لحلف الناتو، وسحب القوات الأمريكية من اليابان وكوريا الجنوبية إذا لم تدفع هذه الأمم المزيد مقابل حمايتها.. كما أن ترامب كذلك قد اقترح أن الولايات المتحدة ينبغي أن تترك "سوريا وقتال داعش..ماذا يعنينا في الأمر؟"... هذا على الرغم من أن ترامب في مواضع أخرى قد أشار إلى أنه قد ينشر قوات برية على الأرض للتنكيل بهم (الدواعش)".

وأكدت (لوس انجلوس تايمز) في معرض الحديث عن ترامب أنه "فيما يتعلق بسياسة الأمن القومي، كما في ملفات أخرى، فإن المرء يضيع وقته هباء في البحث عن اتساق في تصريحات ترامب."

وشددت الصحيفة على أن "ثمة عددا من المعايير ينبغي على الرئيس الأمريكي اقتفاءها قبل الذهاب للحرب (بخلاف حالات الاجتياح أو الدفاع عن حليف)، هذه المعايير هي: يجب أن يكون الاستفزاز كاف لتبرير وضع حياة أمريكيين للخطر؛ وينبغي فحص الحلفاء بعناية؛ وينبغي على الولايات المتحدة طلب دعم وتعاون متعدد الأطراف، وينبغي أن تكون الأهداف محددة بدقة، وقابلة للإنجاز."

واختتمت (لوس انجلوس تايمز) قائلة "ليس ترامب وحده، وإنما يحتاج مرشحون آخرون إلى أن يكونوا أكثر تحديدا فيما يتعلق بالظروف التي يقررون في ظلها إذا ما كانوا سيستخدمون أو يرفضون استخدام القوة العسكرية... وعليه فإن القول أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون شرطي (حارس نظام) العالم ليس إلا مجرد بداية للنقاش".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق