ستريت جورنال: الحكومة الأفغانية تجند سكان القرى لقتال «داعش»

الثلاثاء، 05 أبريل 2016 03:35 م
ستريت جورنال: الحكومة الأفغانية تجند سكان القرى لقتال «داعش»

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن وكالة المخابرات الأفغانية تجند سكان القرى في صورة مليشيات من أجل التصدي لمقاتلي تنظيم "داعش" الذين يسعون لتوسيع موطئ قدمهم في مناطق شرق أفغانستان التي تعتبر معقل زراعة مخدر الأفيون.

ونقلت الصحيفة - في تحقيق نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - عن مسؤول أفغاني رفيع أن الحكومة الأفغانية تأمل أن تعمم هذه التجربة في أرجاء البلاد، والتي قد تستخدم لاحقا ضد حركة طالبان.. معتبرة أن هذه العملية تعد أخطر محاولة قام بها الرئيس الأفغاني أشرف غني للدفاع عن القرى الريفية، فضلا عن أنها جزء من استراتيجيته الكبرى لمكافحة التمرد المسلح.

وأكدت الصحيفة أن الحكومة الأفغانية تحمي هذا البرنامج بشدة، حيث لم تصدر عنه أخبار بشكل أساسي في وسائل الإعلام منذ تأسيسه في أغسطس 2015..لافتة إلى أن تفاصيل البرنامج جاءت من مسؤولين بالحكومة وزعماء قرى محلية ومسؤولين غربيين يراقبون تقدم البرنامج.

وأوضحت الصحيفة أن المليشيات - التي هي جزء من مشروع تجريبي يعرف بـ"برنامج الانتفاضة الشعبية" - مطلوب منها أن تحافظ على الأراضي والمناطق التي تستعيدها قوات الجيش الأفغاني من تنظيم "داعش" في ثلاث مناطق.

وأضافت الصحيفة أن أكثر من 1000 رجل، معظمهم مزارعون انقلبوا على الحكم القاسي لتنظيم "داعش" في المناطق التي استولى عليها العام الماضي، موجودون في قوائم المخابرات الأفغانية (إدارة الأمن الوطني) التي تتلقى تمويلا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)..مشيرة إلى أنه حتى الآن تمكنت المليشيات في منطقة كوت بدعم الجيش والشرطة في صدّ 6 هجمات لتنظيم "داعش".

ولفتت الصحيفة إلى أن تشكيل برنامج مليشيا مكافحة "داعش" يؤكد على محدودية قدرات أفغانستان في منع الجماعات المتطرفة من التوسع.. مضيفة أن مسؤولين في الولايات المتحدة والتحالف الدولي في أفغانستان يرون أن انسحاب القوات الأجنبية والمخابرات من البلاد بجانب عدم قدرة القوات الأفغانية في الحفاظ على سيطرتها على أراضيها، هي أسباب رئيسية أعادت كابول مرة أخرى لمواجهة خطر الإرهابيين الدوليين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ضغوط الميزانية العامة قيدت تدريب قوات الأمن الوطني وتقود عبد الغني نحو دعم برنامج المليشيات رغم السجل السئ لمجموعات المليشيا السابقة التي فشلت في إحلال السلام بالمناطق المضطربة، بل في الحقيقة أشعلت صراعات قبلية.

وقالت الصحيفة إن فكرة برنامج المليشيات الأخير نشأت بعد انتفاض القرويين ضد الحكم القاسي لتنظيم «داعش»، موضحة أن السكان في البداية رأوا المقاتلين المتطرفين كآخر قوة مسلحة تقاتل على أراضيهم، حيث كانوا يأملون في أن يتم تركهم وشأنهم.

وأضافت الصحيفة أنه بعد ذلك، بدأ تنظيم "داعش" الذي قام بتوسيع وجوده في دول أخرى مزقتها الحروب، في تبشير سكان القرى بالخلافة العالمية، ثم شرعوا في اصطياد الرجال الذين تربطهم صلة بالحكومة الأفغانية، ونفذوا إعدامات أمام العامة، حتى فقدوا دعم سكان القرى المحلية الذين زادت لديهم الرغبة في تحرير أنفسهم من يد التنظيم المتطرف، قبل أن تنتهز الحكومة الفرصة لدعمهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق