البيان الختامي لمؤتمر "الوسطية" يدعو للوقف أسلحة الدمار الشامل
الإثنين، 11 أبريل 2016 01:45 ص
دعا البيان الختامي للمؤتمر الدولي (بين نهج الإعمار ونهج الدمار) ، الذي نظمه المنتدى العالمي للوسطية على مدار يومين بعمان والذي اختتم أعماله مساء الأحد، إلى الوقف الفوري لأسلحة الدمار الشامل وضرورة أن يتم استبدال توازن الرعب القائم بين قوى الأرض بتوازن العقل والعدل والإنصاف الذي ينبغي إقامته بين أُممها وشعوبها.
وطالب البيان بضرورة أن يكون هناك توافق أممي (عالمي) على كلمة سواء وميثاق جامع وعهد مسئول بين المسلمين وبين إخواتهم في البشرية على اختلاف الأديان والحضارات والمذاهب على نحو لا يكون معه تظالم ولا عبودية ولا استعمار ولا عدوان ولا استغلال ، بل تناصف وحرية وسلام حقيقي على غير دخل ولا ريبة وسعي مشترك في عمارة الأرض وفي دفع الشقاء – ما أمكن – عن أبنائها وفي جلب ألوان السعادة إليهم.
وأكد على ضرورة تشكيل هيئة عالمية للتضامن مع ضحايا النكبات والجوائح، وذلك تجسيدا لوحدة الأصل والرحم والإخوة والمصير المشترك يكون لها مراكز منتشرة في شتى أنحاء الأرض تباشر مهماتها، وتخفف عن البشرية ويلاتها.
وأوصى بضرورة التعاون في نشر العلوم والمعارف في أرجاء العالم وإلى أن تصل معطيات العلم ومكاسبه الى كل ركن فيه وإلى اعتبار التعارف على علم وتفهم غاية من غايات الخلق الذين جعلهم الله شعوبا وقبائل ليتعارفوا إذ المرء عدو ما يجهل، والمعرفة سبيل المحبة كما يقول الأتقياء العارفون.
واعتبر مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة (حفظ الدين والعقل والنفس والمال والنسل) مقاصد عامة لشعوب الأرض كافة تضمن بتحقيقها الشروط الموضوعية لكل سلام ممكن بينها وتهيئ لعالم يطمئن أبناؤه فيه إلى أن كرامتهم محفوظة الأسباب وأن حيواتهم وقيَمهم موفورة غير مهتضمة وأنهم يتقاسمون العيش في هذه المعمورة بحمد ربهم إخوانا.
كما اعتبر الأرض كلها جيرة واحدة مرعية الحقوق لا ينبغي لجارٍ فيها أن يظلم جارا ولا أن يؤذيه بقول أو عمل ، ولا أن يبيت شبعان منعما وجاره جائع محروم كما لا ينبغي أن تكون ثمة فروق كبيرة في المعيشة بين شرق معدم وغرب متخم أو بين ثراء باذخ وفقر صارخ تتقطع الرحم الإنسانية بينهما، بل جيرة طيبة واحدة وإنسانية شاملة متكاملة الأسباب.
وقال الإمام الصادق المهدي رئيس المنتدى العالمي للوسطية "إن ما ندعو إليه في هذا البيان الإسلامي الذي نطلقه إلى الناس كافة مستمد جملة وتفصيلا من تعاليم ديننا الحنيف وهو أقرب إلى أن يكون ميثاقا أمميا يتوافق عليه العقلاء والمؤمنون في كوكبنا الذي توشك الحماقات أن تغمر وجهه بالظلم والظلمات أو إلى أن يكون إيذانا بفجر إنساني جديد ونظام عالمي غير ذي عِوج يفيئ إليه البشر مطمئنين، ويحيون في ظلاله كرماء أحرارا وأخوة متحابين".
وقد سلط المؤتمر الضوء على التحديات وآفات العصر التي تواجه العالم العربي والإسلامي من تطرف وإرهاب ومذهبية وطائفية وفتن ، ودور العلماء في إيجاد الحلول لهذه الآفات الخطيرة التي أصبحت تهدد الأمن والسلم والاستقرار للأوطان والإنسان معا، وأيضا دورهم في تعزيز منظومة القيم وثقافة السلام والمصالحات الوطنية وإبراز التحديات التي تواجه الأمة مثل العنف الطائفي وخطاب الكراهية والتوظيف المقيت للطائفية وإبراز مخاطر ذلك على الحياة البشرية.
جدير بالذكر أن فكرة تأسيس المنتدى العالمي للوسطية كانت قد انطلقت في المؤتمر الدولي الأول الذي عقد بالعاصمة الأردنية في العام 2004، فيما تقرر تأسيسه في المؤتمر الدولي الثاني عام 2006 ووقع على إنشائه وتأسيسه شخصيات إسلامية بارزة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ووافقت الحكومة الأردنية على استضافة مقره عام 2007 واعتبار عمان مقرا إقليميا له.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال والتصدي لكافة أشمال التطرف والغلو الفكري والسلوكي، وإلى تكوين منظومة فكرية تعبر عن الروح الأصيلة للأمة الإسلامية بعيدا عن دعاة التطرف والجمود والانغلاق.
ويتصدى المنتدى - الذي توجد له فروع عديدة في مصر ، السودان ، العراق ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، موريتانيا ، اليمن ، وباكستان - إلى الحملة الظالمة التي تستهدف وصم الأمة الإسلامية بالإرهاب ويسعى إلى التعاون مع قوى الاعتدال في العالم العربي والإسلامي والمحيط الدولي.