وقف اطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في اليمن

الإثنين، 11 أبريل 2016 07:05 ص
وقف اطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في اليمن
صورة موضوعية

دخل وقف اطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين (2100 تغ)، وسط تأكيد الحكومة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، التزامهم به تمهيدا لمباحثات سلام مقررة بعد اسبوع برعاية الامم المتحدة.

ويؤمل ان تساهم المباحثات التي تستضيفها الكويت في 18 ابريل، في التوصل الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عام بين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف الذي تدخل لصالحه بدءا من نهاية مارس 2015.

وبدأ تطبيق الاتفاق، وهو الرابع منذ بدء عمليات التحالف، منتصف الليل.

وقال اللواء محمد علي المقدشي، رئيس هيئة الاركان في الجيش الموالي لهادي "الهدنة دخلت الان حيّز التنفيذ بالنسبة لقوات الشرعية ونحن ملتزمون بوقف إطلاق النار بناء على توجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية ما لم تخترق من قبل الحوثيين وقوات صالح".

واضاف انه في حال حصول خرق "لنا الحق في الرد"، معتبرا ان الحوثيين "تاريخيا لم يلتزموا بوقف إطلاق النار. نأمل هذه المرة ان يلتزموا".

واكد المتمردون عبر وكالة انباء "سبأ" التابعة للحوثيين، التزامهم الاتفاق.

وقال مصدر في جماعة "انصار الله" (الحوثيون) وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح "نؤكد اننا وفي ضوء المشاورات والنقاشات التي اجريناها مع الامم المتحدة خلال الايام الماضية قمنا مساء السبت، بتسليم رسالة بالتزامنا بوقف اطلاق النار الى مبعوث الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ بما يضمن ايقاف كافة الاعمال القتالية والعمليات والتحركات العسكرية البرية والبحرية والجوية على كامل اراضي الجمهورية اليمنية".

وامل في "التزام الاطراف الاخرى باحترام وقف اطلاق النار والالتزام بمتطلباته".

وكانت قيادة التحالف اعلنت في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية قبيل منتصف الليل، انها "سوف تلتزم بوقف إطلاق النار استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي"، مؤكدة في المقابل "احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار".

وكان المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري قال لفرانس برس في وقت سابق الاحد "اصدرنا الاوامر للقوات باحترام وقف اطلاق النار عند منتصف الليل"، مشيرا الى تشكيل لجنة من التحالف والقوات الحكومية للاشراف على ذلك ميدانيا.

واكدت قيادة التحالف مواصلتها "دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب".

ومكن التحالف الذي بدأ عملياته بغارات جوية توسعت بعد اشهر لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر، القوات الحكومية من استعادة خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن. الا ان جماعات جهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية، استغلت النزاع لتعزيز نفوذها خصوصا في الجنوب.

وسجلت الاحد مناوشات في مناطق عدة، اذ تعرضت مناطق محيطة بمدينة صرواح، مركز محافظة مأرب شرق صنعاء، ومناطق في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، لقصف مدفعي من قبل المتمردين، بحسب مراسل فرانس برس.

وشنت مقاتلات تابعة للتحالف غارة استهدفت المتمردين قرب صرواح للحؤول دون تقدمهم الى معسكر استعادته القوات الحكومية نهاية العام 2015، بحسب مصادر عسكرية يمنية.

كما افادت وكالة "سبأ" عن شن التحالف خمس غارات في محافظة الجوف.

الا ان حدة الاشتباكات الميدانية سجلت تراجعا كبيرا الاحد، بحسب المصادر العسكرية.

وانعكس الهدوء على صنعاء، حيث افاد مصور فرانس برس عن غياب هدير الطائرات الحربية ليل السبت الاحد.

وتأتي هذه الخطوات تمهيدا لما اعلنه الموفد الاممي في 23 مارس، من ان "اطراف النزاع وافقوا على وقف الاعمال القتالية في كل انحاء البلاد اعتبارا من منتصف ليل العاشر من ابريل قبل جولة مفاوضات سلام جديدة ستجري في 18 نيسان/ابريل في الكويت".

والسبت، قال الرئيس هادي خلال اجتماع لاعضاء فريقه في الرياض حيث يقيم منذ مدة جراء تدهور الوضع الامني في اليمن، "سنذهب للمشاورات من اجل السلام وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب وتسليم الميليشيا للسلاح وغيرها من الالتزامات التي نص عليها القرار الاممي 2216 والشروع في استئناف العملية السياسية".

وينص القرار على انسحاب المتمردين من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة.

شكوك في نجاح الاتفاق
ويأتي وقف اطلاق النار بعد تهدئة حدودية تم التوصل اليها الشهر الماضي بين السعودية والمتمردين، ما انعكس ايجابا وزاد من الامال في ان يكون مصير الاتفاق الحالي افضل من الاتفاقات السابقة.

الا ان تعثر التجارب الماضية، وآخرها في ديسمبر تزامنا مع جولة مباحثات في سويسرا لم تتوصل الى اي نتائج، أبقى الحذر سائدا.

وقالت الخبيرة في الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولية ابريل لونغلي الي لفرانس برس قبل ايام "للمرة الاولى تبدو المجموعات القادرة على وقف العمليات العسكرية الكبرى، وخصوصا السعوديون والحوثيون، مستعدة لتحقيق ذلك"، الا انها رأت انه "حتى اذا توقفت العمليات العسكرية الكبرى، سيكون طريق السلام في اليمن طويلا وصعبا وقد يستمر النزاع الداخلي لبعض الوقت".

كما يشكك يمنيون في صمود وقف النار.

وقال زيد القيسي المقيم في مأرب "لا اتوقع نجاح الهدنة. الحوثيون لم يحترموا ابدا التزاماتهم في الحروب ضد الدولة منذ العام 2004".

اما في صنعاء، فاعتبر الموظف علي محسن (50 عاما) ان السعودية "تماطل" في وضع حد للنزاع، بينما املت ام محمد، وهي ربة منزل، في "وقف حقيقي للحرب" التي ادت الى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ نهاية مارس 2015، بحسب ارقام الامم المتحدة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق