بالفيديو والصور.. «المرماح» 150 عامًا من تراث الصعيد.. «المزمار والذكر» أبرز مظاهر الاحتفال.. «300 حصان» مشارك و«القصبجي» يفوز بالكأس لـ7 سنوات.. و«الشاطر حسن» الأقوى.. و«الأدب» أساس «التحطيب»
الإثنين، 18 أبريل 2016 11:36 ص
«ليلة المرماح».. أي سباق الخيل، هي ليالٍ سنوية تقام بمحافظة أسوان وتمتد من 15 إلى 20 ليلة مقسمة بين مراكز المحافظة طوال العام، وهو سباق متوارث بين أبناء محافظات الصعيد منذ ما يقرب من مائة وخمسون عامًا، وتكون الاحتفالات به سنوية وتتوافق مع مناسبات الموالد مثل مولد سيدنا الحسين، أو موالد أولياء الله الصالحين، أو مناسبات قومية مثل تحرير سيناء، أو مناسبات حصاد.
وفي تلك المناسبة، يتم توجيه الدعوة للاحتفال به على مستوي المحافظات الثلاث «قنا، والأقصر، وأسوان» عن طريق تبادل أبناء وقبائل هذه المحافظات الدعوات، ليتجمع الوافدين من أصحاب الخيول من الفرسان والخيالة وتقام الليلة وفق المناسبة التي تمر بها القرية.
ففي قرية «بنبان»، كانت تقام احتفالية المرماح بمناسبة مولد «سيدي عبدالعزيز أبازيد البسطامي»، ومنذ تحرير طابا تغير مسمى الاحتفالية باسم هذه المناسبة القومية، وأصبحت تقام في نفس التوقيت من 15 إلى 25 من شهر أبريل من كل عام، على أن تكون يومي جمعة وسبت.
وكان الاحتفال قديمًا يستمر لـ15 يومًا، نظرًا لصعوبة المواصلات وقتها، فقد كان يحضر المتسابقين بالمراكب والدواب ويكون المرماح 3 أيام، وباقي الأيام تكون للتعارف بين أبناء قبائل محافظات الصعيد، أما في الوقت الحالي أصبح الاحتفال يومان فقط.
وتبدأ «ليلة المرماح» باستقبال الضيوف الوافدين من المحافظات، صباح يوم الجمعة، ويتم الاستعداد بتجهيز الموالد للاحتفال، وتشمل «بائعي الحلوى، والمشبك، وألعاب الأطفال والمراجيح»، الذين يحضرون أيضًا من المحافظات بحثًا عن الرزق في هذه المناسبات، كما يتم تجهيز المآدب والطعام ليتناول الضيوف طعام الغذاء والبدء في التحرك بين الدواوين الأخرى للتعارف.
وفي المساء، تبدأ الاحتفالات والتي تتنوع ما بين مزمار بلدي، ولعبة التحطيب، واحتفالات دينية وذكر، وموالد مدح في رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وقراءة القرآن الكريم، وتواشيح دينية، ورقص «كف».
ويبدأ «المرماح»، صباح اليوم التالي، بتوجه الوفود إلى مضمارالسباق «الصابية»، للمشاركة في المرماح، والذي يشارك فيه «300 حصان» من أشهر وأقوى خيول الصعيد، ويكون طول المرماح 4 كيلو أو أكثر.
ويعتبر «القصبجي، وفلفل، وهجوم، والشاطر حسن» من أشهر الخيول المشاركة، فقد حصل الحصان «القصبجي» من قرية المريناب بأدفو، على الكأس لمدة 7 سنوات.
أما الحصان «الشاطر حسن»، يتبع أولاد الشيخ الأمام العربي من كلح المفالسة، هو الأقوى حتى الآن، كما فاز بالكأس في يناير 2016 في مرماح «الكوبانية».
وتقوم مديرية أمن أسوان بتأمين تلك الاحتفالية، بإصدار تصريح للمنظمين بإقامة المرماح، ويحضر نائب مأمور المركز، وبعض رجال الأمن من المباحث الجنائية، والأمن العام، كما يتم توفير عدد من سيارات الإسعاف.
وتتكون لجنة التحكيم من 5 من الفرسان القدامى، ومن أصحاب الخيول القديمة، والعمدة ومسئول من وزارة الشباب والرياضة.
وتعتمد المنافسة على الاتفاق بين كل متسابقان على التنافس سويًا، ويتم تكريم الفائز بأطول مسافة بتقديم الكأس له، وتقديم شهادات التقدير لبقية المتسابقين.
ويوضح، عبدالرحيم حسن عيسى الجعفري، شيخ لعبة التحطيب بالرقبة بقرية بنبان، تفاصيل الاحتفال قائلًا: «نقوم بدعوة الضيوف للمرماح من سوهاج وأسيوط وقنا وقوص ودندرة وأسنا ومراكز محافظة أسوان، وتوارثنا الليلة من الأجداد، والتي كانت تقام بمناسبة مولد الوالي البسطامي لمدة 15 يوم، وبعدها أصبحت ثلاثة أيام، وأصبحت حاليًا ليلة ونهار فقط».
وأضاف شيخ التحطيب، بأنه بدأ لعبة التحطيب من سن 12 عامًا، وتعلمها من أعمامه بالقرية، ومازال يلعبها وهو في سن السبعين الآن، فهي لعبة تورث لأجيال بعد أجيال، مؤكدًا أن قواعد اللعبة تتمثل في «الأدب»، قائلًا: «فهو يزينها فلا يضرب الشاب بالعصى على كبير السن الذي يلعب أمامه، ويعامله باحترام».
وتابع: «نقوم بتعليم اللعبة لأولادنا كما تعلمناها من كبار أبناء القبائل»، ويحضر لاعبي من مختلف المحافظات.