الأسباب العشر للازمات فى مصر
الأحد، 17 أبريل 2016 04:21 م
منذ ثورة 25 يناير 2011م مرورا بثورة 30 يونيه 2013 م , شهد الشارع المصرى تغييرات عدة لعل أهمها زيادة الجدل حول القضايا السياسية ولاسيما لدى الفئة غير المتخصصة , ولعل أهم الملفات كانت أزمة سد النهضة والتى لا يعلم احد ماذا آلت إليه المفاوضات والتى تعامل معها الاعلام بطريقة غير مهنية تسببت فى تاليب الرأى العام , وبعد ترسيم الحدود بين مصر والسعودية فى 8 ابريل 2016 م , ظهرت أزمة جزيرتى صنافير وتيران السعوديتان منذ احتلال اسرائيل لميناء ايلات فى عام 1949م ووضعهما تحت السيادة المصرية , وعقد اتفاق الجسر الذى سيحقق فوائد على المستويين الاقتصادى والاستراتيجى لكلا الجانبين على حساب اسرائيل بعد تحرير كلتا الجزيرتين من قبضة كامب ديفيد ,(رغم أن لى دراسة بهذا الشأن منذ عام 2012م ) , لاحظنا تحول الشعب المصرى الى خبراء استراتيجين واصيبوا بهيستيريا التحليل والتأويل.
ولعلنا نحاول أن نحدد الاسباب العشر وراء الازمات فى مصر وهذه الاسباب :
أولا : تدنى مستوى الخطاب الحكومى وتأخره فى التعامل مع القضايا المحورية التى تهم المواطن البسيط خاصة فى ظل عدم وجود ادارة حقيقية للازمات مما يعبر عن غياب الرؤى فى ظل واقع نعيشه.
ثانيا : عدم قدرة الدولة حتى الآن على احتواء الشباب الذين يمثلون قرابة ثلث تعداد مصر مما جعلهم فريسة سهلة للوقوع فى براثن مواقع التواصل الاجتماعى والتضليلات الاعلامية الموجهة.
ثالثا: الضغوط الاقتصادية التى يتعرض لها المواطن البسيط فى ظل نجاح الدولة فى ادارة الملف الخارجى بنجاح وفشلها فى ادارة الملف الداخلى على النحو المطلوب.
رابعا : تدنى مستوى الاعلام بشقيه الرسمى والخاص غير المتخصص فى القيام بالدور التثقيفى المطلوب فى هذه المواقف للمواطن البسيط وتركيزة على الاخطاء وليس على انجازات الدولة.
خامسا : كثرة الوعود الحكومية وعدم تحقيق التغييرات التى يأملها المواطن من هذه الوعود.
سادسا : فشل بعض الاجهزة الحكومية فى التعامل مع الازمات وحملات التشويه للاداء الحكومى عامة مما سبب تفاقم للمشكلات ولو بالدعاية المضادة والتى يصدرها فى الغالب جماعات للمصالح و اعلام فلول نظامى مبارك والاخوان وارتباطات ترتبط بتوازنات دولية هى ليست فى مخيلة المواطن البسيط.
سابعا : استمرار تصدير الدولة لنظرية المؤامرة من دول بعينها أو أطراف متربصة دون التعامل معها بطرق علمية ومهنية مناسبة.
ثامنا : خطأ الاعتقاد بأن جماعة الاخوان المسلمين قد انتهت عقب ثورة 30 يونيه , فى ظل عدم وجود عدالة ناجزة للمتهمين سواء بالفساد أو الارهاب.
تاسعا : سوء أداء عدد من الوزراء والمحافظين الذين يتعاملون مع المواطن صدر المشكلات للساحة الاعلامية وذلك فى ضوء محدودية الرؤى وفى ظل اختيار أشخاص بعينهم فى تولى الحقائب الوزارية.
عاشرا : الأمية وغياب الشفافية سببا فى تصدير الازمات للمشهد السياسى فى مصر وعدم قدرة المواطنين فى التمييز بين مرحلتى ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها خاصة الاعتقاد الخاطىء بأن رئيس الجهورية يمتلك العصا السحرية فى حل المشكلات والازمات.
على أية حال هذه هى الاسباب العشر التى تسبب الاحتقان تارة والجدل تارة أخرى فى الشارع المصرى , وعلى الدولة المصرية أن تتخذ العبرة والموعظة منها ولاسيما أن الشعب المصر أصبح صعب السيطرة على توجهاته ولا يميز الكثيرين منا ما بين الثورة والفوضى فى ظل الحروب الجديدة التى تشهدها المنطقة على مستوى الارض والعقول.