«الفاو»: 13 مليون مواطن داخل وخارج سوريا مهددين بالجوع
الأربعاء، 04 مايو 2016 06:45 م
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» من تزايد التهديدات التي تواجه الأمن الغذائي وسبل معيشة الأسر السورية، حيث بات الجوع يهدد أكثر من 13 مليون مواطن سورى داخل وخارج سوريا من بين تعداد سكانها.
وذكرت «الفاو»، في تقرير لها اليوم، أن هناك نحو 7ر8 مليون نسمة ممن لا يزالون داخل سوريا يفتقرون للأمن الغذائي، فيما وصل عدد اللاجئين السوريين في كل من مصر والأردن ولبنان لنحو 8ر4 مليون لاجئ، وهم يعتمدون اعتمادًا أساسيًا على المساعدات الإنسانية والمجتمعات المستضيفة للبقاء على قيد الحياة.
من جانبه قال المدير الإقليمى للفاو عبد السلام ولد أحمد، إنه مع استمرار الصراع، ثمة خطر يتهدد البلدان المتضررة وينطوي على إمكانية أن تصبح محاصرة بالأزمة التي طال أمدها وعدم الاستقرار الذي يتميز بضعف الإنتاج الزراعي، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، واستمرار النزوح والهجرة بمستويات مرتفعة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وفقدان رأس المال الاجتماعي وضعف المؤسسات".
وأضاف ولد أحمد "باتت سوريا التي كانت تتمتع بالاكتفاء الذاتي يومًا ما بؤرة لأزمة إنسانية واقتصادية واجتماعية كبيرة في الوقت الحاضر، والتي وصلت أثارها إلى دول الجوار.
وكان القطاع الزراعي من أكثر القطاعات تأثرًا بالأزمة، بعد أن كان واحدًا من الركائز الرئيسية للاقتصاد الإنتاجي ومصدرًا أساسيًا للوظائف في سوريا، وخسرت سوريا حتى الآن نصف ثروتها الحيوانية وتدهور إنتاج المحاصيل فيها، وأدت أعمال العنف إلى تدمير البنية التحتية للقطاع الزراعي، وأجبرت المزارعين على النزوح وأثرت سلبًا على حركة تجارة الزراعة والأغذية على المستوى الإقليمي.
وفي الوقت نفسه، يستمر تأثير الأزمة السلبي على التوازن الاقتصادي والاجتماعي الوطني في البلدان المجاورة لسوريا، فقد خلق تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين ضغوطًا غير مسبوقة على البلدان والمجتمعات المضيفة، التي تكافح بدورها من أجل توفير اللوازم والخدمات الكافية للاجئين، الذين تعيش الغالبية العظمى منهم خارج المخيمات.
وفي هذا الصدد، قال ولد أحمد: يمكن القول بأن الحقيقة البسيطة تكمن في انهيار القطاعات الإنتاجية في الإقتصاد السوري، بما في ذلك قطاع الزراعة وبوتيرة متسارعة، وما لم ننجح في إبطاء هذه العملية ووقفها في نهاية المطاف، فإننا سنشهد زيادة مضطردة في النزوح وتدفق اللاجئين وانعدام الأمن الغذائي والفقر.
يذكر أن مكتب "الفاو" الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عقد اليوم اجتماع إحاطة في العاصمة الأردنية عمان، استضافه المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن إداورد كالون، بحضور ممثلين عن دول الجوار مع سوريا، لعرض الاستراتيجية وخطة العمل التحت إقليميتين "سبل معيشة قادرة على الصمود من أجل الزراعة والأمن الغذائي والتغذوي في المناطق التي تضررت جرّاء الأزمة السورية".
وتم خلال الاجتماع بحث تعزيز الشراكات للقيام بعمل مشترك بغية مواجهة تداعيات الأزمة السورية، وخاصة مع تزايد التحديات ذات الصلة بالأمن الغذائي والتغذية وسبل المعيشة التي تعتمد على الزراعة في كل من سوريا والدول المجاورة لها.
واتفق الحضور على أن تقديم المساعدات الإنسانية بات غير كاف لاستباق التحديات الهيكلية ومعالجتها على المدى الطويل، وعلى ضرورة وضع استراتيجية قابلة للتطبيق تُعطي الأولوية لتعزيز القدرة على الصمود من خلال الارتقاء بقدرة النظم والأشخاص على استيعاب الصدمات والتكييف معها والتحول، وذلك من خلال الجمع بين كل من إجراءات العمل الإنساني قصيرة المدى وإجراءات التنمية المستدامة طويلة المدى في سياق أجندة أهداف التنمية المستدامة الأشمل".
وكشف بيان "الفاو" على أن الاستراتيجية وخطة العمل اللتان تم الاتفاق عليهما تمتدان على مدى عامين وبميزانية بلغت 301.2 مليون دولار أمريكي، وتركز أولويات الاستراتيجية وخطة العمل على تعزيز الأمن الغذائي والتغذية من خلال تقديم الدعم لإنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني على نطاق صغير؛ وكذا تعزيز فرص دعم سبل المعيشة والتوظيف المستدام؛ وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية؛ والتنسيق بين جهود بناء القدرات وقطاع الأمن الغذائي والزراعي.