بالفيديو.. مصر تحترق و«الجانى مجهول»..دموع ودماء على رصيف «العتبة الخضراء»..64 عاماً لم تتوصل التحقيقات لمعرفة من حرق القاهرة.. 50 شهيداً فى محرقة بنى سويف والجانى «شمعة»

الأربعاء، 11 مايو 2016 06:35 م
بالفيديو.. مصر تحترق و«الجانى مجهول»..دموع ودماء على رصيف «العتبة الخضراء»..64 عاماً لم تتوصل التحقيقات لمعرفة من حرق القاهرة.. 50 شهيداً فى محرقة بنى سويف والجانى «شمعة»
هاجر رضا

«الفاعل مجهول» الجملة المعتادة التى تستخدمها جهات التحقيقات فى بعض حوادث الحرائق الهائلة التى مرت بها مصر منذ «حريق القاهرة» لغلق ملفات تلك الحوادث، فما بين تقصير الجهات الأمنية وفشل قوات الحماية المدنية فى التعامل مع الحدث يقع المواطنيين ضحايا تلك الإهمال فمنهم من تكون حياته ثمن لتلك الإهمال والبعض الأخر يخسر تجارته ومصدر رزقه، «صوت الأمة» رصدت خلال هذا التقرير أبرز حوادث الحرائق.




حريق الغورية

تفحم 20 محلاً تجارياً فى منطقة «الغورية» أخر خسائر مصر من الحرائق الممتدة منذ حوالى من 72 ساعة مضت، كانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة بلاغًا من شرطة النجدة بنشوب حريق بمحال الأقمشة أسفل عقار بمنطقة الغورية؛ وقامت بدفع ١٥ سيارة إطفاء وعدد ٢ خزان مياه كبير للسيطرة على الحريق.





حريق الرويعي بـ«العتبة»


وفى ليلة ظلماء تحولت فيها العتبة الخضراء إلى رماد، إستيقظ أهالى العتبة فى الساعات الأولى من صباح الأثنين الماضى، على حريق هائل في منطقة «الرويعي»، ليتحول المشهد هناك إلى كارثة دفع ثمنها البسطاء، من أصحاب المحلات والبائعين الجائلين بعد أن تفحمت بضائعهم وإمتلئت سماء وسط القاهرة بسحابة سوداء إستمر 11 ساعة، وأسفر عن تفحم 3 أشخاص وإصابة 92 أخرين، بينما أشارت التقديرات الأولية وصول الخسائر المادية لتلك الكارثة نحو ما يقرب من 400 مليون جنيه، وإحتراق نحو 200 محل و186 مخزناً و40 شقة، ليصبح هذا الحريق الأسوء فى تاريخ مصر فى الألفية الثالثة.

البداية كانت بحريق في فندق يقع بمنطقة «الرويعي» مكون من 6 طوابق، واندلعت النيران به ولكن سرعان ما امتدت النيران للعقارات والمحال التجارية المجاورة، فيما دفعت الحماية المدنية بـ50 سيارة إسعاف و5 سلالم هيدروليكية، وإلى الأن لم تتوصل النيابة لسبب إندلاع الحريق ويبقى كالعادة «الفاعل مجهول».




حريق القاهرة 26 يناير1952


64 عاماً مرت على الحريق الأشهر فى تاريخ مصر «حريق القاهرة» والذى وقع عام 1952، ولا يزال الفاعل «مجهول» رغم إجراء مئات التحقيقات الجنائية والوثائقية التى وجهت إتهاماتها، تارة الملك، وتارة أخرى للقوات البريطانية التى صعقت على يد الشرطة المصرية فى مدينة الإسماعيلية فى 25 يناير من نفس العام، التى رفضت الإستسلام لقوات الإحتلال.


فى ما يقرب من 11 ساعة فقط، وتحديداً فى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً بدءت النيران في التهام نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط القاهرة، بينهم أشهر وأكبر المحلات التجارية فى مصر حينذاك منها «مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و 117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و 13 فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و 8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و 10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و 92 حانة، و 16 ناديًا».

وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، وحتى يومنا هذا يظل هذا الحدث لغزاً محيراً لا أحد يعرف من قام به.




المسرح القومي وقصور الثقافة


لم يكن «حريق الرويعى» الاول من نوعه فى ميدان العتبة، فقد سبقه حريق «المسرح القومى» مساء يوم 27 سبتمبر 2008، وتحديداً في نحو الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة، عندما نشب حريق في القاعة الأولى الكبرى بالمسرح القومي، وبدأ الحريق من الدور الثاني بجوار غرفة المخازن والديكورات، والتى إستمرت نحو ساعتين وامتدت لتشمل بقية أجزاء المسرح وتسبب في انهيار قبة المسرح، مخلفًا وراءه عدد من الضحايا، شارك فى عملية الإطفاء أكثر من 30 سيارة إطفاء انتقلت إلى المسرح المشتعل الذي يقع في ميدان العتبة حيث توجد الإدارة الرئيسية للحماية المدنية بالعاصمة.




محرقة بنى سويف

ويتصدر قائمة الحرائق فى مصر «محرقة بنى سويف»، الحادث الأبشع والذى راح ضحيته 50 شاباً من المبدعين، وذلك أثناء تلقيهم التحية من الجمهور بعد الإنتهاء من تقديمهم عرض مسرحى بعنوان « من منّا » المأخوذ عن قصة "حديقة الحيوان" لفرقة نادي طامية بالفيوم، تحديداً في سبتمبر 2005، عندما نشب حريق هائل في قصر ثقافة بني سويف وأرجع السبب آنذاك لسقوط «شمعة» من خلفية ديكور العرض.


فيما ذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن «جماعة 5 سبتمبر»، الذى تم تشكيله بعد الحادث، وتم تقديمه للنائب العام حينذاك، موثقاً بشهادة شهود عيان كانوا متواجدين في مكان الحادث، أن سيارات الحماية المدنية تأخرت عن الوصول إلى موقع الحريق نحو 50 دقيقة رغم أنها تبعد عن مكان الحادث ما يقرب من 5 دقائق فقط، بالإضافة إلى أن عربات الإطفاء بعد وصولها لم يكن بها مياه لإخماد الحريق، كما أن بعض سيارات الإسعاف ظلت ساكنة أمام المستشفى حتى لا يفوتها المشاركة في المشهد الإعلامي المتجمع بعد الحادث، مدعية أنها قامت بنقل المصابين من مكان الحادث إلى ساحة المستشفى؛ وهو ما جعل مصير الحرقى مرهونًا بالمحاولات العشوائية التي قام بها المتواجدون في محيط المسرح لنقل المصابين؛ كما رفض موظفو المستشفى استقبال الضحايا إلا بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، والتي أضاعت نصف ساعة أخرى زادت من قائمة القتلى؛ وعندما دخل المصابون وأغلبهم بحروق من الدرجة الثالثة إلى المستشفى لم يجدوا الحد الأدنى من الرعاية الصحية، ما أضاف إلى الموتى رقمًا جديدًا.




المجمع العلمي

في ديسمبر من عام 2011، قام مجموعة من البلطجية، بإشعال النيران في المجمع العلمي خلال الأحداث التي عرفت باسم «أحداث مجلس الوزراء».


ونتج عن الحريق احتراق المبنى بالكامل، وتآكل المخططات والكتب والوثائق التاريخية النادرة، التي كانت توثق تاريخ مصر العريق الممتد عبر العصور، وبحسب تصريح أمين المجمع العلمي أن الحريق قضى على جميع الخرائط والوثائق النادرة، وكثير من المقتنيات الهامة منها مذكرات «ليوناردو دافنشي»، وموسوعة الدستور الفرنسي الأصلي المعد في 1789 تتكون من 11 جزءًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق