بالصور : داليا الشهيرة بـ "أم سيد" تهيمن على موقف الجيزة بالدراع
الخميس، 22 أكتوبر 2015 08:48 م
تقول أم سيد " الموقف كله عارف إنى شلق, وبدخل فى أى حد بقلب جامد "
من الطبيعى أن ترى فى مواقف السيارات رجل ينظم أدوار السائقين فى تحميل سياراتهم بالركاب ,يحصّل منهم الشحنة ,وإذا استدعى الأمر أمارس البلطجة ولكنه ليس من المألوف أن ترى سيدة تقوم تنظم السيارات, و تحصل الشحنة , حتى إنها تمارس البلطجة .
مكان واسع يمتلئ بالضجيج, سائق ينادى حوامدية – بدرشين وآخر ينادى منيب وهناك على الرصيف تجلس امرأة عجوز تبيع الشاى للسائقين, وعلى الجانب الأيمن بائع فول وفلافل .
وسط هذا كله تجد امرأة ثلاثنية العمر ذات جسد ضئيل وبشرة سمراء, عينان عسليتان, وجههًا لايخلو من الجروح بالإضافة إلى طعنة فوق عينها, ترتدى عباءة سوداء وطرحة نادرًا ماتضعها فوق رأسها, إذا نظرت الى يدها تجد بها بعض الشقوق. تزين أصابعها بثلاثة خواتم فضية ضخمة تستعين بهم فى العراك .
داليا أو أم سيد كما يناديها السائقون تقف فى وسط الموقف تصرخ فى السائقين "اطلع يااسطى وهات اربعة جنيه" .
تبدأ قصة داليا مع موقف الجيزة عندما هربت من منزل اهلها بساقية مكى بالجيزة وهى لم تتجاوز العاشرة من عمرها-حيث لم تجد فى منزل اهلها من يوجها الى الصواب والخطأ, الحلال والحرام "كنت بعمل الغلط ومافيش حد يقولى ده غلط أو عيب, أهلى كان كل همهم انى اجيب فلوس " .
قررت داليا أن تكون حرة نفسها, لتستقل قطار الجيزة المتجه الى الاسكندرية وتنزل فى محطة الرمل وتكون أسرة من أطفال الشوارع, كانت تمارس التسول بالنهار وتلجأ الى المحطة فى المساء لتنام, قضت بالإسكندرية عام حتى عثرت عليها والدتها لتعيدها مرة ثانية للمنزل وتحلق لها شعرها كاملا, لكن داليا لم تستسلم وعاودت الهرب مرة اخرى لكن هذه المرة كانت لحديقة موقف الجيزة حيث اتخذتها مأوى لها, قررت أن تعمل فى تنظيم السيارات بالموقف مقابل جنيه من كل سائق فى كل مرة يحمل فيها سيارته بالركاب ثم ارتفعت الشحنة لتصل الى 2 جنية حتى استقرت الان 4جنية.
وعلى الرغم من صغر سنها كانت تتعامل مع السائقين بقوة وخشونة الرجال, لاتظهر لهم أى خوف, وأضافت داليا "الموقف كله عارف انى شلق وبدخل فى اى حد بقلب جامد ".
تروى داليا مواقف لها مع السائقين " فى مرة سواق مد ايده عليا ضربته بزجاجة مانجه عورته ورحت القسم عملت محضر ", وفى موقف اخر " لما كان عندى 11سنة دخلت فى فلاح بقلب جامد فغزنى بالمطواة فى جنبى وعملت فيها 3 عمليات استكشاف بالقصر" .
منذ صغرها تتعامل مع السائقين كرجل, تشرب السجائر مثل الرجال بل تجاوزت حد الرجال حيث انها تدخن منذ واحد وعشرين عام. ونظرت داليا الى الأرض والسيجارة بيدها وقالت " طالما انى بكلم السواق بإسلوب مش كويس وبكلشن معاه, يعنى هات اربعة جنية ,عربجية بتكلمه ,فبيدينى غصب عنه " اعجبت الفكرة داليا فسيطرت على الموقف واصبح ملك لها لا دخل للمحافظة به
تقول داليا "الموقف بتاعى من صغرى وماحدش يقدر يقرب منه وكل اللى باخده من السواقين ليا مابديش المحافظة حاجة " ارغمت داليا الجميع على الخضوع لها "اللى مش هيقبل برضاه هيقبل غصب عنه " حيث انها لن تخسر شئ عندما تعتدى على سائق بالضرب وتكسر له سيارته هو من سيخسر فأولى له ان يعطيها الشحنة.
دون كلام روت داليا موقف حدث معها منذ فترة قصيرة " فى سواق جديد جه الموقف ورفض يدينى ل 4جنية ومد ايده عليا ده خليته مش نافع وكسرلتله عربيته, معنى كده انك شايف نفسك عليا وعامل راجل " .
فى الأوقات العادية تتعامل داليا بيدها ف الشجار مع السائقين اما اذا كان السائق ضخم " ده ملوش عندى الا المطواة "
تعرضت داليا لمشاكل كثيرة فى الموقف تنوعت مابين الموت والاختطاف وتلفيق القضايا حيث قامت الشرطة بوضع شريط برشام لها لتدخل السجن وتلحق بأختها التى اعتدت على ضابط بالضرب عندما مزق لها عبايتها.. حسب داليا .
تعرفت داليا على زوجها الثانى ف الموقف عندما حاول صديقه أن يمسك يديها " تعالى يا داليا نشرب عصير" فضربته بأحد الخواتم الفضية الثلاث التى ترتديها فى أصابعها ليأتى فى اليوم التالى ليثأر لنفسه عندما طعنها بالمطواة فوق عينها, لم تمضى داليا وقتًا طويلا مع زوجها الثانى كمثيله السابق وتطلقت لأنها وجدت نفسها مجبرة ان تنفق على زوجها واولادها الاربعة .
وعلى الرغم من استيائها وكرهها لهذا العمل الا انها مجبرة على الاستمرار حيث تدفع من الشحنة ايجار شقتها بطموة وتنفق على اولادها, واضافت ام سيد" اوقات بضايق من الشغلانه دى, عمر ما سواق عاكسنى, كلهم بيعاملونى على انى راجل زيهم, واوقات بيبقى نفسى احس انى ست" وبالاضافة الى نظرة السائقين لها كرجل لاتسلم من نظرة المارة " مرة كنت بتخانق مع سواق وبنت ماشيه بصتلى بقرف من فوق لتحت, قولت لبنت اختى اطلعى هاتيها من شعرها ومرمطتها ف الموقف ".
وتعبر داليا عن معاناتها " حاولت كتير مع المحافظة عشان تعملى مشروع اعيش منه حتى لو كشك أبيع فيه للناس بعدل ربنا بس مافيش حد بيساعد, اعمل ايه, غصب يارب "