عبد الفتاح علي يكتب .. اخترناه من أول كلمة سمعناه .. وإحنا معاه لمشاء الله

السبت، 07 نوفمبر 2015 03:08 م
عبد الفتاح علي يكتب .. اخترناه من أول كلمة سمعناه .. وإحنا معاه لمشاء الله
عبد الفتاح على


في ذكرى وعد بلفور، حيث أعطى من لا يملك من لا يستحق، خرج السيد الرئيس غاضبا على الصحافة والإعلام، وضرب مثالاً لم يذكر اسم صاحبه (خالد أبوبكر) على أنه تجاوز في حقه، ووصف ما قاله بإنه "عيب ما يصحش كدا"، وفي النهاية هدد برفع شكوته إلى الشعب.

وحتى لا يغضب السيد الرئيس ويشكوني إلى الشعب، أؤكد له بأني في قمة عقلي، وأن يدي ثابتتين وأنا أكتب هذه المقالة، حتى يعلم الشعب بأني أخشاه، وخوفا من أن يدفعني غضبه (الشعب) من أن أكتب بالحبر السري في نشرة سرية، في بلد مجاور.

وانطلاقا مما سبق، أحب أن أخبر السيد الرئيس، أن غرق بعض شوارع مدينة الإسكندرية بمياة الأمطار، بعد انسداد بعض بالوعات شبكة الصرف الصحي الذي أنفق عليها بضعة مليارات، ذهب منهم مليار واحد على سبيل المثال على مشروع صرف العجمي الذي نفذته شركة المقاولون العرب، وقت أن كان رئيسها إبراهيم محلب، مستشارًا لسيادتكم للمشروعات، وقتها أسند بالأمر المباشر لشركات تابعة للمقاولون العرب (خاسرة) من الباطن، أجزاء كبيرة من المشروع والتي قامت بدورها بإسناد نفس هذه الأجزاء لمقاولين آخرين من الباطن.

لكن الحمدلله هذه الشركات خرجت من عثرتها المالية، نظرا للمجهود الضخم الذي بذله رئيسها وقتها، وحول خسائرها إلى أرباح دون أن تقوم هذه الشركات بأي عمل من أي نوع، لدرجة أن الشركة الأم (المقاولين العرب) قامت بالإشراف المباشر على المقاولين من الباطن (المستوى الثاني) دون الرجوع إلى مقاول الباطن المستوى الأول (شركاته الخاسرة).

وحتى أرفع إلى مسامعك بأنباء تحبها، تنظرإلى الجزء المملوء من الكوب، بغض النظر عن الجزءالفارغ، لأن الحديث عنه كلام فارغ، لن يعجبك واخشى أن تشكونا للشعب، أخبرك سيادة الرئيس، أن قطاعات كبيرة من الناس، تنتظر بفارغ الصبر وبقلوبها مملؤة بشغف وترقب للهبوط المفاجئ في الأسعار، الذي وعدت به في نهاية الشهر، لدرجة أن كل تجار السوق السوداء، قرروا تفريغ مخازنهم من البضائع والسلع، وجار طرحها في الأسواق.

والحمدلله، يبدو أن كلمة سيادتكم، قد أرعبت أنصار الإرهابية ومن والاهم، فقرروا التوقف عن العبث بالاقتصاد المصري، وأصدروا تعليماتهم إلى كل الخونة في شركات الصرافة بالتوقف فورا عن تخزين الدولار بالمليارات في منازلهم، فاستقر الدولار بحول الله عند السعر المعلن الذي يزيد بقروش ضئيلة على الجنيهات الثمانية.

لكن الخبر القادم سوف يطرب مسامعكم، ويجعلكم تنامون أخيرا، الخبر يقول أن قطاعات واسعة من الناس، سعيدة أيما سعادة بإجراء الانتخابات البرلمانية في هذا الوقت الحرج من السنة، فلولا هذه الانتخابات، لكن الفقر قد اتسع مداه، والحاجة قد ولدت الانفجار، ففي هذه الانتخابات، حصل الآلاف على أموال لم تكن في حسبانهم، وزعها عليهم المرشحون، ليس لشراء أصواتهم لا سمح الله، بل دعما منهم للفقراء والمحتاجين والغلابة، هذا إضافة إلى الأرباح الطائلة التي جنتها شركات الدعاية والإعلان، وشركات الفراشة وتأجير الكراسي وتجهيز المسارح الشعبية، والبودي جاردات، الذين غرقوا في النعيم طيلة فترة المرحلة الأولى، ويأمل من يعيش في محافظات المرحلة الثانية أن تستمر "اليغمة" في التدفق.

السيد الرئيس الساهر على راحة هذا الشعب، والذي تضطر لارتداء نظارة سوداء دائما، حتى تداري دموع عينيك وأنت تشاهد الفقراء في الطرقات، والمساكين في الأزقة، وأطفال الشوارع أسفل الكباري، أبلغكم بأن الأمطار التي سقطت خلال اليومين الماضيين، بعد نكسة الإسكندرية العابرة، لم تسفر عن مقتل أي مصري على الإطلاق، ولم يغرق طفل واحد، ولم يصعق شيخ من أي كابل كهرباء مكشوف، ولم يضار أي إنسان بالخير الذي جلبه الله من السماء، بل بالعكس، فقد استوعبت الشوارع والأرصفة كل كميات الأمطار التي هطلت، ولم يصدر منها أية شكوى على الإطلاق.

السيد الرئيس أحد أفراد هذا الشعب الكادح، الذي يشعر بآلامه وأوجاعه، ويشعر كذلك بجوعه وعطشه، ويحس بلسعة البرد (الخفيفة) التي تداعب جلودهم العارية ونحن مقبلون على شتاء من نوع خاص، أبلغكم بأن السادة المحافظين، الذين لا يتحملون مسئولية أي مشكلة مزمنة، ولن يلاموا على أي مشكلة قادمة، يتابعون لحظة بلحظة أحوال الناس، ويسهرون أمام الفضائيات ليجيبوا بأنفسهم على كل إشاعة مغرضة يطلقها زملائنا الخونة من الإعلاميين، ويفندوا الأكاذيب والافتراءات التي تمررها الصحف والمواقع.

سيادة الرئيس نعتذر لك عن تعذيبنا لك، لأنك وقفت هنا، ونلفت انتباهكم الذي لا يكل ولا يمل، بأننا لم نكن نقصد أن نعذب سيادتك، لأنك وقفت هنا، لكننا كنا نظن، وهنا كل الظن إثم، بأنك كنت تقف هناك، إلى جانب الأغنياء والأثرياء وأصحاب الأموال، وتأكدنا أننا كنا مخطئين عندما كشفت لنا الحقيقة الواضحة الجلية، بأنك من أبناء هذا الشعب الكادح.

سر يا سيادة الرئيس على بركة الله، فمن أجل هذا اخترناك، لأنك من أول كلمة سمعناك، ومن أول عهدك فهمناك، وعلى حياتنا استئمناك، لأنه ليس تشريفا ولا فخفخة ولا ملك ولا جاه، بل لأنك حملت حملا ثقيلا وهموم جيل، وأنك ابن بلدنا وأنت قائدنا ومعاك بدأنا المشوار وإحنا معاك لمشاء الله.

أكتب هذا الكلام ليس مقابل هدية ولا ترقية ولا مصلحة، بل لأنك تحكي لنا عن مشاكلنا بصراحة وتقول لنا على البير وغطاه، ولم يتأذي أحدًا ولم تغلق صحيفة في عهدك، ولم يقصف قلم في حكمك، ولم تراقب مطبوعة ولم تصادر مجلة أو جورنال.

ولأنك بدأت السكة، وباقي شوية فكة، ولم تخدعنا ولا مطمعنا بكلام سهوكة وإنشا مالهوش معنى، ولم توعدنا غير بجهودنا هي الهنا والغنا والجاه.

دمت للشعب الذي ستشكونا إليه، دمتم للشعب الذي ظهر في الانتخابات الأخيرة بالملايين، طوابير أمام اللجان، دمتم لأنصارك في كل مكان، دمتم لرجالك، دمتم لمن حولك، ودام كلام عبدالسلام أمين، ودامت ألحان عمار الشريعي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق