قرارات روسيا «الصادمة» تجاه مصر.. مؤامرة أم تدهور في العلاقات؟
الجمعة، 13 نوفمبر 2015 09:53 م
قرارات صادمة اتخذتها روسيا تجاه مصر، منذ وقوع حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء، وكان القرار الأول هو تعليق الرحلات الروسية إلى مصر، وإجلاء السياح الروس من مدينة شرم الشيخ، ورغم تكثيف الاتصالات بين البلدين، إلا أن القرار الأخير بمنع رحلات مصر للطيران إلى موسكو، جاء على غير المتوقع، خاصة في ظل العلاقات القوية التي ربطت مصر وروسيا بعد 30 يونيو.
وطرح موقع «سبوتنيك» الروسي استطلاعا حول ما حدث بين مصر وروسيا منذ سقوط الطائرة، متسائلا: « هل تعتقدون أن حادث تحطّم الطائرة الروسية وتعليق الرحلات الروسية إلى مصر هو مؤامرة تهدف إلى، ضرب الاقتصاد المصري، أم تحذير من توطيد علاقة مصر بروسيا، أو السببين معًا، أم أنها ليست مؤامرة من الأساس».
وطرح القرار الأخير من روسيا بحظر رحلات «مصر للطيران» تساؤلا أبعد من ذلك، وهو «هل غير بوتين وجهته عن مصر»، حيث تزامن القرار مع لقاءين هامين يستعد بوتين لعقدهما الأول مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على هامش قمة قادة دول مجموعة العشرين، المقرر عقدها بمدينة أنطاليا التركية، الأسبوع المقبل، أما اللقاء الثاني فسيكون في ظهران حيث يزور الرئيس الروسي، إيران لحضور قمة للبلدان المصدرة للغاز يوم 23 نوفمبر من الشهر الجاري حسب مساعده يوري أوشاكوف، وهي الزيارة التي يُنظر إليها كدليل على الدفء الذي يميز علاقات موسكو وطهران في الوقت الراهن، بعكس موقف مصر التي تواصل قطع علاقتها بإيران، متخذة موقفا داعم لدول الخليج، وتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة أن أمن دول الخليج من أمن مصر، ومشاركة مصر في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
ويقول الدكتور محمد كمال، المحلل السياسي، إن قرار تعليق رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا، هو بالتأكيد يؤثر علي مصر، ولم يكن هناك تنسيق فى هذا القرار بين البلدين مسبقًا، بدليل أن وزير السياحة قال «إن هذا القرار مفاجئ»، ولكن هذا لا يعنى انقطاع العلاقات ولا يمنع أن هناك مشاريع حاليه بين البلدين مثل الطاقة النووية.
وأضاف كمال، فى تصريحات لـ«صوت الأمة»، أن حادث تحطم الطائرة الروسية لا نستطيع أن نحكم عليه بأنه مؤامرة، إلى أن تنتهى التحقيقات فيما يتعلق بالطائرة المنكوبة، وتظهر نتائجها واذا ثبت أن السبب قنبلة أو عمل ارهابي نستطيع أن نقول هذا مخطط لضرب السياحة والاقتصاد فى مصر ولم يتم الإعلان عن موعد محدد لإنتهاء التحقيقات.
وأكد المحلل السياسي، أن جزء من المؤامرة يرتبط بالدور الروسي في سوريا فى الحرب الروسية علي «داعش» والجماعات الإرهابية، وأن تلك الجماعات تحاول أن تعاقب روسيا علي هذا الدور وأن هناك ثمن تدفعه روسيا ومصر معا.
وأضاف كمال، أن السعودية تحاول أن تنفتح ناحية الشرق وناحية روسيا لأن الولايات المتحدة وضعت شك داخل الدول العربية فيما يتعلق بسوريا وهناك تشاور بين السعودية وروسيا ولكن التشاور لا يعنى انتهاء الخلاف ولا يعنى أيضًا انقطاع العلاقات والدول دائما تسعى الى الحوار والتشاور وتوطيد العلاقات.