«مواقف وطرائف» خطابات الرؤساء والملوك في الأمم المتحدة
الإثنين، 28 سبتمبر 2015 08:54 م
شهدت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، علي مدار 70 عاما من تاريخ المنظمة الدولية، عديدا من الخطابات والتصرفات الغريبة والمثيرة للدهشة قام بها زعماء دول وملوك وأمراء ورساء وفود.
وشكلت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1960 كارثة حقيقية للمترجمين، إذ توعد الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف الولايات المتحدة، بإظهار أم كوزكا الغامضة، وهو تعبير روسي يحمل تهديدا قويا.
وأثار مترجم خروشوف، ارتباك المستمعين حين ترجم هذا التعبير حرفيا للغة الإنجليزية ( Kuz’kina’s mother ).
وبعد اندلاع أزمة الكاريبي أو أزمة صواريخ كوبا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتين أطلق هذا التعبير الشهير على القنابل الذرية السوفييتية.
حادثة حذاء خروشوف .
كما شهدت نفس الدورة حادثة حذاء خروشوف ، وذكر فيكتور سوخودروف، المترجم الشخصي للزعيم السوفييتي، أن الأخير خلع حذاءه وراح يطرق به على الطاولة احتجاجا على موقف أحد المشاركين في الدورة.
من جانبه قال مصور لمجلة لايف الأميركية إن خروشوف لم يطرق الطاولة وإن كان مستعدا ليفعل ذلك، بينما يشير آخرون إلى عدم وجود أي مصورين في تلك الدورة على الإطلاق.
أطول خطاب في تاريخ الجمعية العامة
من جهة أخرى شهدت الدورة الـ15 للجمعية العامة للأمم المتحدة أطول خطاب في تاريخ الجمعية حيث تحدث الزعيم الكوبي فيديل كاسترو 4 ساعات و29 دقيقة من منبر الأمم المتحدة، وأطلق على خطابه اسم فلسفة الحرب ستزول بعد زوال فلسفة النهب .
وقام كاسترو في خطابه باستعراض أهداف الثورة الكوبية، وحذر واشنطن من مهاجمة كوبا الثورية ووصف الرئيس الأميركي المقبل جون كينيدي بـ الجاهل و غير المتعلم .
وأشار إلى أن واشنطن تستخف بعزم خروشوف على دعم الثوار في كوبا باستخدام أسلحة نووية.
حرب النجوم
وفي عام 1987 حاول الرئيس الأميركي رونالد ريجان توحيد المجتمع الدولي في مواجهة تهديد من خارج الكوكب ، قائلا أسأل نفسي: ألا توجد بيننا قوى من خارج الأرض؟
وأطلق ريجان وهو الممثل الأميركي المشهور سابقا على الاتحاد السوفييتي تعبير إمبراطورية الشر ، ويرى البعض في ذلك إشارة إلى أفلام خيالية أميركية حظيت بشعبية واسعة في ذلك الوقت.
كما شهد عهد ريجان تبني مبادرة الدفاع الاستراتيجية الأميركية التي أصبحت تعرف ببرنامج حروب النجوم .
عفريت بوش الأبن في قاعة الجمعية الأممية
وفي عام 2006 شهدت دورة الجمعية العامة خطابا اتسم بتمثيل فني مدهش وقام الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز خلال كلمته برسم علامة الصليب وتحدث عن شيطان متجسد تسبب بظهور رائحة الكبريت في قاعة الجمعية العامة، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش الابن الذي كان قبل يوم يدافع عن سياسته الخارجية من منبر الأمم المتحدة.
وقال تشافيز آنذاك إن خطاب بوش يمكن أن يطلق عليه اسم كتاب طبخ الشيطان ، مضيفا أن الرئيس الأميركي يعلمنا كيف نعيش ويسعى إلى الهيمنة العالمية .
كلمة القذافي تتسبب في انهيار مترجم
وفي عام 2009 هاجم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بشدة مجلس الأمن الدولي ورمى ميثاق الأمم المتحدة على الأرض، قائلا إن ليبيا غير ملزمة بقرارات الأمم المتحدة لأن مجلس الأمن الدولي يستخدم ضد بلاده، واستمرت كلمة القذافي أكثر من ساعتين رغم أن مدة الخطاب كان يجب ألا تتجاوز 15 دقيقة.
وتسبب الخطاب بانهيار المترجم الليبي المكلف بالترجمة الفورية من شدة التعب، فقد تمكن المترجم من نقل 75 دقيقة من خطاب القذافي الطويل المليء بالتكرار، لكنه صرخ في النهاية: لا أستطيع أكثر .
انسحاب وفود 32 بلدا بسبب خطاب نجاد
وفي الدورة الـ65 للجمعية العامة أثار خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضجة إعلامية كبيرة بعد اتهامه الإدارة الأميركية بالتخطيط لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة من أجل حماية إسرائيل وإنقاذ الاقتصاد الأميركي والحفاظ على النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
بعد هذا غادر ممثلو 32 بلدا، بينها دول الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، قاعة الاجتماعات احتجاجا على نظريات المؤامرة الحقيرة و الشتائم المعادية للسامية في تصريحات أحمدي نجاد.
فانتازيا سآكاشفيلي
وفي عام 2013 أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي من منبر الأمم المتحدة قبل فترة وجيزة من انتهاء ولايته الرئاسية عن نهاية الإمبراطورية الروسية وفشل مشروع عميل الـ كي جي بي السابق فلاديمير بوتين – الاتحاد الأوراسي .
وغادر الوفد الروسي قاعة الاجتماعات احتجاجا على تصريحات سآكاشفيلي، وطالب بعد ذلك بإجراء فحص طبي لحالته النفسية.
وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن خطاب الرئيس الجورجي شمل مجموعة من الأكاذيب التي حملت طابعا معاديا لروسيا والروس.